21 يوليو، 2025 10:45 ص

في إيران .. “كورونا” يعصف بقادة الصف الأول وشائعات تحوم حول إصابة المرشد الأعلى !

في إيران .. “كورونا” يعصف بقادة الصف الأول وشائعات تحوم حول إصابة المرشد الأعلى !

خاص : كتبت – هانم التمساح :

بالرغم من الأوضاع المأساوية التي خلفها فيروس “كورونا” المستجد حول العالم، إلا أن بعض الشعوب تعتبره جُند من جنود الله لقلب أوضاعها، خاصة وأن الفيروس الذي لا يُميز طبقيًا بين الملوك والصعاليك؛ بل ربما أنه أصبح يستهدف بشكل خاص قادة الدول ومعظمهم من كبار السن، مما أجبر الحكومات على الاهتمام بكل مواطن على حدًا سواء بغض النظر عن طبقته أو مكانته، خاصة وأن الفيروس سريع الإنتشار.. بينما يعتبره بعض الشعوب وسيلة خلاص من أنظمة مستبدة قبعت على قلوب مواطنيها لأعوام وعجزت الشعوب عن إزاحتها.. وبالنظر إلى عدد الأشخاص الذين قُتلوا في “إيران”، على سبيل المثال، تستمر أنباء مرض كبار القادة في التواتر، وغيرها دول قمعية أخرى، وفي مرحلة ما سوف يُعاني مقعد “الملالي” العميق الفقر والجدب. حيث توفي مؤخرًا “هاشم بطحاي غولبايغاني”، عضو مجلس خبراء القيادة الإيرانية، نتيجة الفيروس وأصيب عدد كبير من قادة الصف الأول.

“أكبر ولايتي”.. الرجل الثاني في خطر !

وكان وزير الخارجية السابق، “علي أكبر ولايتي”، أعلن الأسبوع الماضي؛ أنه أصيب بالفيروس التاجي، وهو يبلغ من العمر (74 عامًا)، ولا يزال كبير مستشاري “خامنئي”، الذي يتحدث إليه شخصيًا بانتظام.

وضع مستشار المرشد للشؤون الدولية ووزير الخارجية الإيراني الأسبق؛ في الحجر الصحي المنزلي، بعد أن ظهرت عليه أعراض فيروس “كورونا” خلال ممارسة عمله كطبيب.

وكان “أكبر ولايتي” قد عقد مؤتمرًا صحافيًا؛ وهو يرتدي زيّه كطبيب وتحدث عن الموضوع، وكان موجودًا على رأس عمله منذ اليوم الأول، بحسب الوكالة الإيرانية، كما أن إصابته بـ”كورونا” تمّت في المستشفى وليس خارجه.

ولـ”أكبر ولايتي” مسيرة أكاديمية طويلة في تدريس العلوم الطبية، ومؤلفات عديدة في مجالات الطب والتاريخ السياسي والثقافي الإيراني.

يُذكر أن “ولايتي”؛ هو رئيس مستشفى متخصص في الأمراض الصدرية، يُعتبر من أهم مستشفيات “إيران” في هذا الاختصاص، واسمه “مسيح دانشوري”.

وفي حال وفاة “ولايتي”، بسبب الفيروس التاجي، سيكون أهم شخصية في النظام تموت منذ مقتل قائد (فيلق القدس) بـ”الحرس الثوري”، “قاسم سليماني”.

وتحولت “إيران” إلى إحدى أكبر بؤر تفشي فيروس “كورونا” المستجد على مستوى العالم، مع ارتفاع حصيلة الضحايا فيها.

تكهنات حول المرشد الأعلى..

وبطبيعة الحال، فإن مركز كل التكهنات هو المرشد الأعلى نفسه. فـ”خامنئي” لا يظهر في الأماكن العامة في كثير من الأحيان، حتى في أفضل الأوقات، يجب أن تكون محظوظًا إلى حد ما في اكتشافه – باستثناء في مناسبات قليلة، حيث يكون مظهره مألوفًا جدًا لدرجة أن الغياب سيجعل الجميع، حلفاء وأعداء، يتساءلون عما إذا كان الفيروس التاجي قد أسقطه أيضًا.

وقالت مجلة (أتلانتيك) إن مشكلة فيروس “كورونا” التاجي، في “إيران”، أكبر بكثير مما هو مُعترف به بشكل عام، وإن العدد الحقيقي للحالات ربما يكون أكبر بمئات المرات من العدد الرسمي، ووضعت المجلة عددًا من علامات الاستفهام حول الاختفاء المريب للمرشد الإيراني، “علي خامنئي”.

ويأمل معارضو “نظام الملالي” والدولة الدينية في التغيير، الذي عجزت التظاهرات الشعبية عن إحداثه لسنوات؛ نظرًا لتغلغله في شتى أوصال البلاد وسيطرته على كل مقدراته، وقد جاء التغيير السابق في القيادة، في عام 1989، ليس نتيجة لعملية سياسية حديثة بل بسبب وفاة “الخميني”، وتولى نائبه، “علي  خامنئي”، مقاليد الحكم، وحكم منذ ذلك الحين وهو الآن تقريبًا بعمر 81 عامًا.

وما أثار الريبة أكثر حول إصابة المرشد الأعلى، تغيبه عن مناسبة هي واحدة من أهم المناسبات، هذا الأسبوع، وهي رأس السنة الفارسية الجديدة، أو “عيد النيروز”، والذي يتوافق هذا العام بمنتصف موسم الفيروس التاجي. ففي العام الماضي، وقف “خامنئي” في أكبر موقع للحج الإسلامي في “إيران”، وهو “ضريح الإمام الرضا”، في مدينة “مشهد”، وألقى خطابًا طويلاً يُفصّل السياسات والخطط.

وفي هذا العام، ألغت “إيران” الخطاب قبل 10 أيام، “بسبب التوصيات الصحية لمنع انتشار فيروس كورونا”.

وتساءلت المجلة: “ألم يستطع خامنئي أن يُلقي خطابه من استوديو ؟.. أليس هذه هي الفرصة المثالية، في اليوم الأول من الربيع، لمناقشة عملية التجديد التي سيتعين على إيران أن تتعهد بها لإعادة إلتزامها بالمُثل العليا لثورتها ؟”.

وتتابع المجلة: “فعلى مدى الأسبوعين الماضيين، كانت التكهنات متفشية. بالتأكيد، لنقل الشائعات، خامنئي  مصاب  بالفيروس !.. وبصرف النظر عن هذه الشائعات؛ وإذا لم يظهر بصحة جيدة أمام الكاميرا هذا العام، وسوف يفترض الكثيرون أنه تحت هذيان الحُمى في مكان ما”.

وتقول: “في أي سنة أخرى، يمكن لمثل هذا الغياب، في حد ذاته، أن يُثير تكهنات حول السكتة الدماغية أو حتى الانقلاب. (تخيل لو فشل الرئيس الأميركي في الظهور في خطاب حال الاتحاد، أو حتى في مناسبة العفو عن الديك الرومي في عيد الشكر). إن ما قد ينقذ خامنئي هو الحقيقة البسيطة وهي أن الأمة الإيرانية بأسرها تُعاني معًا، وليس من الواضح ما هي المؤسسات الصحية بما يكفي لمنافسة قيادته. فضباط الحرس الثوري الإيراني يُعانون من الـ (COVID-19)، تمامًا كما هو الحال مع المدنيين”.

وفي “إيران”، لا يمكن ببساطة أن تُحدث الاحتجاجات الشعبية في الشوارع ما دامت القوى العاملة في تلك الاحتجاجات محتجزة في الداخل، وما دامت الروح المعنوية قد استنفدت تمامًا بسبب مهمة دفن الأحباب، بحسب مجلة (أتلانتيك). وقد تضطر مهمة تغيير النظام إلى الانتظار، على الأقل سينتهي الوباء في نهاية المطاف، ومع نهايته، التغيير شيء آخر يتطلع إليه الإيرانيون.

أما الحكومة فهي مسألة أخرى، بحسب المجلة، فالعديد من الإيرانيين سوف يحتفلون بسقوطها، وحتى أنصارها كانوا يُراقبون الدلائل التي تُشير إلى أن فيروس “كورونا” سوف يُحفز التغييرات التي كان ينبغي أن تأتي منذ زمن طويل، ولكن بُنية النظام الاستبدادية تجعل من المستحيل حدوث ذلك تقريبًا.

مقابر جماعية لمصابي “كورونا”..

وحذر تقرير أعده علماء بجامعة “شريف” التكنولوجية بـ”إيران”، من أن يصل عدد وفيات “كورونا” في البلاد إلى 3.5 مليون شخص في حال عدم السيطرة السريعة على المرض ومنع تفشيه.

وكانت صحيفة (واشنطن بوست) قد أكدت أن صور الأقمار الصناعية أظهرت مقابر جماعية في “قُم”، وأفيد أنه تم دفن أعداد هائلة من ضحايا فيروس (COVID-19)، الذين لقوا حتفهم بالفعل في تلك المدينة. وأشتكت مناطق أخرى في “إيران” من أن مساحة المقابر نفذت، وإنه في بعض الأحيان تم دفن أكثر من جثة في قبر واحد.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة