خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
شرع مركز الإحصاء الإيراني في إعداد تقرير عن الوضع الثقافي والاجتماعي، ربيع العام الجاري، بهدف رصد حالة الأوضاع الاجتماعية في البلاد. والتقرير ينطوي على أحدث المعلومات الموسمية والسنوية عن المؤشرات الاجتماعية، “التعليم، والصحة، والعمل والبطالة، والأمراض الاجتماعية، والنساء والأسرة، والثقافة، والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، والرفاهية الاجتماعية”.
واستنادًا للإحصائيات الموجودة بالتقرير؛ فقد إزدادت معدلات ترك التعليم بين طلاب المرحلة الإعدادية خلال السنوات الأخيرة. ولأن التعليم يحوز أهمية كبرى في تقدم المجتمعات، فقد سعينا في هذا التقرير إلى دراسة الأسباب الرئيسة في ترك الطلاب للتعليم. بحسب صحيفة (آفتاب يزد) الإيرانية.
معدلات ترك التعليم..
طبقًا للتعريفات، يعني ترك التعليم، أن يترك التلاميذ النظام التعليمي لأي سبب. وقد تراجعت معدلات ترك التعليم في المراحل الابتدائية من 1.23% للعام الدراسي (2014 – 2015م)؛ إلى 0.9% للعام الدراسي (2018 – 2019م).
في حين قفزت المعدلات في المرحلة الإعدادية إلى 4.4% في نفس العام.
والملفت للإنتباه أرتفاع معدلات ترك الذكور للتعليم الإعدادي؛ من 2.64% للعام الدراسي (2014 -2015م) إلى 4,98% للعام الدراسي (2018 – 2019م)، بينما إزدادت نسب ترك الفتيات للتعليم الإعدادي من 2,94% للعام الدراسي (2014 – 2015م) إلى حوالي 3,81% للعام الدراسي (2018 – 2019م)، وهو ما يعكس الزيادة المطردة في ترك التعليم بين الجنسين، مع اختلاف أن نسبة ترك الفتيات للتعليم بدأت تأخذ، في العامين الماضيين، منحى أقل عما كانت عليه قبل ذلك، في حين إزدادت نسب الذكور.
كما تراجعت نسب ترك التعليم بين طلاب المرحلة الثانوية إلى 2.70% للعام الدراسي الحالي، مقارنة بنسبة 6,06% للأعوام السابقة.
ارتفاع تكلفة التعليم..
للتعليق يقول “محمد رضا نيكـ نجاد”، الخبير التربوي، في حوار إلى صحيفة (آفتاب يزد) الإصلاحية: “لم يكن هذا الضغط الاقتصادي الحالي، الذي يعانيه المجتمع الإيراني موجودًّا خلال العقود الماضية. للأسف دفعت العقوبات، والضغوط الدولية وفشل القطاعات التنفيذية وغير التنفيذية المختلفة؛ إلى ارتفاع وتيرة الضغوط الاقتصادية. وحين تزداد الضغوط ينصب اهتمام الأسر على توفير المتطلبات الأساسية. لأنهم يرون أن التركيز على المتطلبات الفسيولوجية هو الأساس. يسعى الأفراد للبقاء على قيد الحياة، وتلبية احتياجاتهم الأساسية، بينما التعليم من المتطلبات الثانوية. ويمكن مشاهدة الضغوط الاقصادية الحالية في المدارس. فلم يُعد بمقدور الكثير من الأسر تحمل تكاليف تعليم أبناءها كما الحال في السابق. ويعدم السكان في المناطق المحرومة القدرة على الاختيار. من ثم يبدو أن الكلمة الأولى في هذا الشأن للضغوط الاقتصادية”.
بطالة المتعلمين..
وأضاف: “يٌعتبر الذكر، في الكثير من المناطق، قوة ومن ثم يجب عليها أن تحقق دخلًا للأسرة. من جهة أخرى، لابد من تزويج الفتيات سريعًا بحيث تتخلص الأسرة من عبء النفقات. وفي فترة الرئيس، حسن روحاني، الأولى لم تعاني الأسر الإيرانية ضغوطًا اقتصادية كبيرة، بينما إزدادت الضغوط في الفترة الرئاسية الثانية بشكل انعكس على ترك التعليم. وثمة عوامل أخرى بالتأكيد تؤثر على ترك التعليم، منها على سبيل المثال بطالة خريجي الجامعات. بعبارة أخرى، تنصرف الأسر، وبخاصة الطلاب عن الاستمرار في التعليم بمشاهدة بطالة المتعلمين. وحاليًا سوف تجد بطالة في كل الأسر وهذه ضربة شديدة جدًا. ولكن ترك التعليم مرتبط بالأساس بالحالة الاقتصادية، لأن التعليم لم يُعد على رأس أولويات الأسرة الإيرانية”.
انعدام الإمكانيات التعليمية اللازمة..
وتضيف “نرجس ملكـ زاده”، الخبير التربوي، سببًا آخر؛ وتقول: “التعليم الافتراضي في ذاته؛ سبب ترك التعليم، إذ لا يملك الكثير من التلاميذ الأدوات المطلوبة للتعليم الإلكتروني. كذا فإن جهل أولياء الأمور بالبرامج التعليمية التليفزيونية، والإسطوانات التعليمية يجبر الطلبة على ترك التعليم. وثمة الكثيرة من الجهود لإعادة التلاميذ إلى الدراسة. إذ يُطلب إلى المدارس توضيح أسباب ترك الطلاب للتعليم. لكن لا نعلم إذا ما كان السبب واقعي أم لا، وكذلك هل فعلًا توجد مثل هذ المحاولات لإعادة التلاميذ ؟.. في رأيي أن ضعف وانعدام الإمكانيات التعليمية سبب رئيس في ترك التعليم. لكن حين نتوجه بالسؤال إلى الطلاب يقولون: لا مشكلة فقط لا نرغب في التعليم”.