خاص : كتبت – نشوى الحفني :
في إتجاه التأكيدات نحو عزله، أنهى “مجلس النواب” الأميركي، ليل الأربعاء، مناقشة استمرت يومًا وصوت على بندي المساءلة بحق الرئيس، “دونالد ترامب”، تمهيدًا لعزله.
واستغرق التصويت الأول 15 دقيقة، والذي تعلق ببند إساءة استغلال السلطة. وبمجرد إنتهاء هذا التصويت انتقل المجلس إلى التصويت على بند عرقلة عمل “الكونغرس”، والذي استغرق أيضًا خمس دقائق.
وأظهرت نتائج التصويت على البند الأول، أن “مجلس النواب” الأميركي صوت لصالح مساءلة الرئيس، “ترامب”، تمهيدًا لعزله بتهمة إساءة استخدام السلطة، حيث صوت 230 عضوًا لقرار العزل بينما رفض 197 آخرين القرار.
وأيد أعضاء الحزب “الديمقراطي”، الذي يتمتع بأغلبية المقاعد في “مجلس النواب” بالبرلمان، الإقالة مساء الأربعاء، بينما عارض الحزب “الجمهوري” المبادرة.
وفيما يتعلق ببند إعاقة عمل “الكونغرس”، صوت “مجلس النواب” الأميركي لصالح إقالة “ترامب” بموجب مادة “إعاقة الكونغرس”، بحسب نتائج التصويت، حيث صوت 229 عضوًا للمساءلة طبقًا للمادة، مقابل 198 آخرين رفضوا المساءلة.
وقد انقسمت النتائج على أساس حزبي، حيث صوتت الأغلبية البرلمانية الممثلة بالديمقراطيين لصالح العزل، بينما صوت الجمهوريون ضد.
وبموافقة “مجلس النواب” على هذا القرار الاتّهامي، انتقلت القضية إلى “مجلس الشيوخ”، الذي سيباشر محاكمة “ترامب”، في كانون ثان/يناير المقبل، على الأرجح.
ويتهم الرئيس الأميركي بأنه جمد مساعدة عسكرية لـ”كييف” بهدف إجبار الرئيس الأوكراني، “فولوديمير زيلينسكي”، على فتح تحقيق بشأن قضايا فساد تتعلق بـ”جو بايدن”، أبرز منافسيه الديمقراطيين في الانتخابات المقبلة.
انقلاب ومحاولة للإستيلاء على السلطة..
وأعلن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، في الثاني من تشرين أول/أكتوبر الماضي، أن التحقيق الذي أطلقه الديموقراطيون في “مجلس النواب” بهدف عزله، هو انقلاب ومحاولة للإستيلاء على السلطة، وقال أمس الأول الثلاثاء، عن قضية “عزله”، إن الشعب بدأ يفهم “احتيال” الديمقراطيين الصارخ في تلك القضية، مضيفًا: “نتائج استطلاعات الرأي بشأن قضية العزل، تظهر تراجع التأييد لها مثل الصخرة التي تنزلق”.
وعن القرار الأخير؛ قال أمس خلال مناسبة حضرها في ولاية “مشيغان” الأميركية: “كل عضو جمهوري صوت لصالحنا.. لم نخسر صوتًا جمهوريًا واحدًا.. الحزب الجمهوري لم يسبق له أن تمت مواجهته بهذه الطريقة؛ إلا أنه أيضًا لم يسبق له أن كان متحدًا كما هو حاليًا”.
وأشار “ترامب” أن هناك ثلاثة أعضاء ديمقراطيين صوتوا ضد العزل؛ معتبرًا ذلك بأنه أمر “لم يسمه به في السابق”.
وأكد قائلًا: “الديمقراطيون دائمًا متحدون، فكروا في الأمر: 3 ديمقراطيين إنضموا إلى جانبنا”.
“الشيوخ” سيبريء “ترامب”..
أما “البيت الأبيض” فوصف نتائج التصويت بـ”إحدى أكثر المشاهد المخزية في تاريخ البلاد”.
وقال “البيت الأبيض”؛ إنه واثق من أن “مجلس الشيوخ” الأميركي سيبريء الرئيس، “دونالد ترامب”، خلال المحاكمة؛ بعد أن صوت “مجلس النواب” على اتهامه باستغلال سلطته وعرقلة “الكونغرس”.
وأضاف البيان، الذي تلته “ستيفاني غريشام”، المتحدثة باسم “البيت الأبيض”: “صادف اليوم تتويجًا لواحدة من أكثر الأحداث السياسية المشينة في تاريخ أمتنا. دون الحصول على صوت واحد من الجمهوريين، ودون تقديم أي دليل على إرتكاب أي مخالفة، مرر الديمقراطيون بندي المساءلة ضد الرئيس من خلال المجلس”.
وتابعت، أن: “الرئيس واثق من أن مجلس الشيوخ سيستعيد النظام المعتاد والعدالة والإجراءات القانونية التي تم تجاهلها كلها في إجراءات مجلس النواب. إنه مستعد للخطوات التالية وواثق من أنه سيتم تبرئته تمامًا”.
خطوات عزل “ترامب” في مجلس الشيوخ..
وتتطلب إدانة “ترامب” تأييد 20 من إجمالي 53 عضوًا جمهوريًا بـ”مجلس الشيوخ”، وسيرأس رئيس المحكمة الأميركية العليا، “جون روبرتس”، محاكمة “ترامب” أمام المجلس، وفيها سيقدم الديمقراطيون الممثلون لـ”الكونغرس” قضيتهم ضد الرئيس.
وسيرد فريق “ترامب” القانوني على الاتهامات في حضور أعضاء “مجلس الشيوخ” بصفتهم محلفين، وربما تتضمن المحاكمة شهادات من شهود وجدول محاكمة مرهقًا قد يمتد إلى 6 أيام أسبوعيًا ولمدة تصل إلى 6 أسابيع.
ويقول زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، “ميتش ماكونيل”، إن المجلس ربما يتبنى خيارًا يتيح أجلًا أقل بالتصويت على بنود المساءلة، بعد بدء المحاكمة دون طلب شهود، ولا تزال هذه المسألة قيد البحث مع “البيت الأبيض”.
وحال صدور قرار عزله قد يصبح، “ترامب”، ثالث رئيس يُطلق “مجلس النواب” إجراءات عزله؛ بعد “آندرو غونسون” عام 1868، و”بيل كلينتون” عام 1998، بينما استقال “ريتشارد نيكسون” قبل تصويت “مجلس النواب” على إطلاق إجراءات عزله عام 1974.
وأطلق الديمقراطيون إجراءات عزل “ترامب”، نهاية أيلول/سبتمبر 2019، بناءً على المحادثة التليفونية التي أجراها مع نظيره الأوكراني، “فولوديمير زيلينسكي”، 25 تموز/يوليو الماضي، وطالبه فيها بالبحث عما يدين منافسه الديمقراطي، “بايدن”، في معركة الرئاسة المزمعة 2020.
ماذا لو عُزل “ترامب” ؟
ورغم أنه لم يحدث في تاريخ “الولايات المتحدة” أن عُزل رئيسًا، إلا أن السؤال يبقى مطروحًا، ماذا لو عُزل “ترامب” ؟
في هذا السياق؛ جاء الدستور الأميركي واضحًا في مسألة عزل الرئيس؛ حيث نصت الفقرة الرابعة بالمادة الثانية على الحالات التي يُعزل فيها رئيس الجمهورية وهي توجيه اتهام من السلطة التشريعية، “الكونغرس”، للرئيس بالخيانة أو الرشوة أو أية جرائم أو جنح خطيرة في حالة تمت إدانته.
ونفس الشروط التي تسري لعزل رئيس الجمهورية في “الولايات المتحدة” هي ذاتها التي تنطبق على نائب الرئيس الأميركي، وجميع الموظفين المدنيين في البلاد.
وقد نصت المادة الثانية من الدستور الأميركي كذلك على تنظيم مسألة الحكم بعد عزل الرئيس، حيث إنه في حال عزل الرئيس من منصبه أو وفاته أو تقديمه استقالته أو أن لديه عجز يمنعه من القيام بواجبات منصبه، ففي هذه الحالة يتولى نائب الرئيس منصب الرئيس.
وبالتالي في هذه الحالة، فإن نائب الرئيس، “مايك بنس”، هو الذي سيشغل منصب الرئيس.
في حال جرى عزل الرئيس ونائبه معًا، أو خلى منصب الرئيس ونائب الرئيس لأسباب الوفاة أو العزل أو الاستقالة أو العجز عن القيام بمهام المنصب، في هذه الحالة يختار “الكونغرس” الأميركي مسؤولًا يتولى منصب الرئيس ويستمر في منصبه حتى تزول أسباب عدم قدرة الرئيس ونائبه عن القيام بمهام عملهم، أو أن يجري انتخاب رئيس جديد.