خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
“بالقرآن تعالى انظر هذه المدرسة. هل الحكومة فقيرة بهذا القدر بحيث تكون مدرسة للأطفال بهذا الشكل؛ حيث تعيش الثعابين والعقارب ؟.. بضميرك انظر وأبلغ المسؤولين كيف يدرس التلاميذ في قريتنا”.. هكذا عبر مُسّن يبلغ من العمر: (63 عامًا)؛ من سكان قرية “بادام شيرين” محافظة “چهار محل و بختيار” الإيرانية عن آلامه، في الفيديو الذي انتشر قبل أيام على الفضاء المجازي ووسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث تحدث وهو يتكيء على عصاه؛ عن أوضاع مدرسة قريته غير المناسبة.
ووفق ما قال؛ فلم يثمر تردد المسؤولين على قريته عن أي نتائج إيجابية حتى الآن؛ بحسب تقرير صحيفة (جام جم) الصادرة عن “هيئة الإذاعة والتليفزيون” الإيرانية.
مواصفات لا آدمية لمدرسة الأطفال..
يُدعى هذا المُسّن صاحب الشعر الأبيض: “علي مدد مقصودي”؛ حريص على أطفال قريته ويشكو عدم وجود سقف مناسب للمدرسة يحمي رؤوس هؤلاء الأطفال. كذلك فإن الجدران الأربعة المحطمة لا تُشبه مطلقًا جدران مدرسة.
وكل مساحة المدرسة لا تتعدى: 100 متر، وقد بُنيت من الآجر والأخشاب. كذلك لا يوجد حجرة للمعلم أو الحمامات داخل المدرسة. بل إن الجدران من الضعف بحيث قد تتعرض للتخريب لأبسط الأشياء.
ويقول “مقصودي”؛ في حوار إلى صحيفة (جام جم): “تعيش سبعة أسر في القرية، وقد كان هناك: 20 طفلًا يدرسون بهذه المدرسة قبلًا، لكنهم ذهبوا؛ والآن لم يُعد يبقى سوى خمسة أطفال فقط. السقف بُني من الأخشاب ومليء بالثعابين السامة وغيرها والعقارب الصفراء والسوداء. وثنايا الأخشاب مليئة بالحشرات”.
مضيفًا: “وفي فصل الصيف تخرج الثعابين والعقارب من جحورها وتتجول بالمكان، وتختفي فقط في فصل الشتاء بسبب البرودة. وفي فصل الربيع تكتنف الأطفال الرغبة في الدراسة؛ لكن لا يستطيعون الذهاب إلى المدرسة من الخوف، ولذلك يجتمعون في خيمة بالقرب من المدرسة ويدرسون، لأن غرفة المعلم لا تصلح للدراسة، والمعلم أساسًا يُقيم في القرية المجاورة ويعيش في كبينة. وفي الأيام الماطرة يسقط المطر على رؤوس التلاميذ من السقف المصنوع من الأخشاب والطين. ويرتعد الأطفال من شدة البرد بسبب انعدام نظام تدفئة؛ ولذلك نقوم بإشعال النيران في بعض الأخشاب. ماذا فعل أولياء الأمور ليشعروا بالرعب على حياة أبناءهم خوفًا من لدغة ثعبان أو عقرب ؟”.
وعود المسؤولين..
وتعليقًا على وعود المسؤولين ببناء مدرسة لأطفال القرية؛ أضاف: “في العام الماضي وعدنا رئيس مدير التعليم والتربية ببناء كابينة بديلًا عن المدرسة المتهالكة، لكن حتى الآن لم يفي بوعده. والحقيقة كل من يأتي إلى القرية يقدم الوعود فقط ويذهب، لكن دون تحويل هذه الوعود إلى أفعال. ولا يستطيع أطفالنا الذهاب إلى أماكن أخرى للدراسة، لأن المسافات بعيدة والطرق غير مجهزة للسيارات. الطرق تحتاج إلى إصلاح وقد تحدثنا مع مجلس القرية بخصوص رفع الخرائط؛ لكن دون جدوى. كل الوعود لم تدخل حيز التنفيذ أبدًا، تمامًا مثل وعد الكابينة المدرسة. والحقيقة فقد سعى أحد المسؤولين بالتربية والتعليم إلى توفير كابينة للتلاميذ، لكن هذه الجهود لم تنجح”.
مواصلاً: “بالله عليهم لو أنهم فعلًا مسلمون، يسلمونا هذه الكابينة حتى يستطيع أطفالنا الدراسة على الأقل، دون أن يشعر أولياء الأمور بالقلق على حياة أطفالهم. لكن لو أنهم غير مسلمين ولا يفي أحدهم بوعوده فسيكون لنا كلام آخر ولن نقف مكتوفي الأيدي. فقط سلمونا الكابينة ونحن سنحوله إلى مدرسة”.
وعود مدير عام التربية والتعليم بالمحافظة..
للتعقيب؛ قال “حسين أميريان”؛ مدير عام التربية والتعليم بمحافظة “چهار محل وبختيار”: “الفيديو المنشور ليس جديدًا، لكن ماتزال المشاكل التي ورد الحديث عنها في الفيديو قائمة. ونحن نحاول فحص المشكلة بالتعاون مع الرفاق في القطاعات المختلفة مثل مدير هيئة تحديث وتطوير المدارس في المحافظة، واتخذنا قرارًا لإنشاء مدرسة وفق المعايير. والمسافة بين قرية (بادام شيرين) و(شهركرد) يستغرق ثلاثة ساعة. وقد تحدثنا مع السكان عن مقدمات الحصول على قطعة أرض؛ بحيث يمكن التفاوض سريعًا من المقاول للشروع في بناء مدرسة. لكن للأسف تُعاني القرية من الإمكانيات الأخرى كالمياه والكهرباء والغاز الأمر الذي يزيد من صعوبة القضاء على المشكلة ويستدعي التعاون مع باقي الأجهزة الإدارية والتنفيذية”.