خاص : كتبت – نشوى الحفني :
في زيارة هي الأولى من نوعها، أعلنت مصادر أميركية أن الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، سيبدأ جولة في منطقة الشرق الأوسط الشهر المقبل، لتشمل كل من: “إسرائيل والضفة الغربية والسعودية”.
وكشف “البيت الأبيض” النقاب عن الزيارة؛ وأبرز الملفات المتوقع مناقشتها خلال الجولة.
وقالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض؛ “كارين جان بيير”، في بيان: “سيزور الرئيس جو بايدن، منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة من: 13 إلى 16 تموز/يوليو المقبل، لتعزيز إلتزام الولايات المتحدة الصارم بأمن إسرائيل وازدهارها”.
وأضافت أنه: “سيحضر قمة مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى مصر والعراق والأردن؛ المعروف باسم: (GCC + 3)، كما سيلتقي نظراءه من جميع أنحاء المنطقة لتعزيز الأمن والمصالح الاقتصادية والدبلوماسية للولايات المتحدة”.
وأشارت إلى أن: “الرئيس سيبدأ سفره إلى إسرائيل، حيث سيلتقي القادة هناك لبحث أمن إسرائيل وازدهارها واندماجها المتزايد في المنطقة الكبرى”.
ماذا سيفعل “بايدن” في إسرائيل ؟
ووفقًا لمسؤول كبير في الإدارة الأميركية، فإن “بايدن” نجح عبر الدبلوماسية والعمل مع القادة الإقليميين في إنهاء الحرب بين (حماس) و”إسرائيل”، التي اندلعت في آيار/مايو العام الماضي.
وعملت الإدارة الأميركية مع “الكونغرس”؛ لتوفير مليار دولار لتجديد (القبة الحديدة) في “إسرائيل”، بعد ذلك الصراع، وفقًا للمسؤول.
وفي آذار/مارس الماضي، مرر “الكونغرس” أكبر تمويل في التاريخ لـ”إسرائيل”، يُركز على المساعدات الأمنية ودعم الأنظمة الدفاعية الصاروخية.
ومن المُرجح أن يزور الرئيس الأميركي؛ خلال وجوده في “إسرائيل”، منطقة تتواجد فيها هذه الأنظمة، وسيطلع على أحدث تكنولوجيا الأنظمة الدفاعية المضادة للصواريخ.
كما سيُركز الرئيس الأميركي أيضًا على اندماج “إسرائيل” في المنطقة عبر “اتفاقيات أبراهام”، التي تضم “الإمارات والمغرب والبحرين”، و”ستعمل أميركا على جعل شركائنا يعملون معًا لتحقيق شرق أوسط أكثر ازدهارًا”.
وخلال الزيارة، سيعقد الرئيس الأميركي قمة افتراضية مع قادة “الإمارات والهند وإسرائيل” ضمن مبادرة تحت اسم: (I2U2).
كما قد يلتقي “بايدن” رياضيين يهود يُشاركون في ألعاب أولمبية في “إسرائيل”، يتوافق موعدها مع زيارته.
دعم حل الدولتين..
ومن المُقرر أيضًا أن يزور “بايدن”؛ “الضفة الغربية”، للتشاور مع “السلطة الفلسطينية”، وتأكيد دعمه القوي لحل الدولتين، مع تدابير متساوية للأمن والحرية وإتاحة الفرص للشعب الفلسطيني، وفق “بيير”.
ووفقًا للمسؤول الأميركي، كانت العلاقات منعدمة بين الإدارة الأميركية السابقة والفلسطينيين، والآن تنخرط “واشنطن” مع القيادة الفلسطينية بشكل متواصل، مشيرًا: “قدمنا نحو نصف مليار كمساعدات إنسانية واقتصادية وأمنية للفلسطينيين”.
وأضاف: “سنسعى لتعزيز العلاقات بين السلطة والولايات المتحدة والعواصم الإقليمية والأهم بين السلطة الفلسطينية والإسرائيليين”.
ملفات زيارته لـ”السعودية”..
وأشارت السكرتيرة الصحافية لـ”البيت الأبيض” إلى أنه: “من المقرر أن يُسافر الرئيس بعد ذلك إلى المملكة العربية السعودية، وهي الرئيسة الحالية لمجلس التعاون الخليجي، بدعوة من؛ الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود”.
ولفتت إلى أن: “بايدن؛ يُقدر قيادة الملك سلمان ودعوته، إنه يتطلع إلى هذه الزيارة المهمة إلى المملكة العربية السعودية، التي كانت شريكًا إستراتيجيًّا للولايات المتحدة منذ ما يقرب من ثمانية عقود”.
وبحسب البيان: “يبحث بايدن خلال زيارته للسعودية عددًا من القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية، من بينها الوضع في اليمن ودعم الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة، والتي أدت إلى أكثر فترة سلمية هناك منذ بدء الحرب قبل سبع سنوات”.
كما سيُناقش “بايدن” سُبل توسيع التعاون الاقتصادي والأمني الإقليمي، بما في ذلك البنية التحتية الجديدة والواعدة ومبادرات المناخ، فضلًا عن ردع التهديدات من “إيران”، وضمان الطاقة العالمية والأمن الغذائي، حيث يتطلع “بايدن” إلى تحديد رؤيته الإيجابية لمشاركة “الولايات المتحدة” في المنطقة خلال الأشهر القادمة.
مواجهة تحديات ومخاطر الملف الإيراني..
وفي هذا الصدد؛ قال أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور “طارق فهمي”، إن الإعلان اليوم عن زيارة؛ “جو بايدن”، للشرق الأوسط، خاصة لـ”إسرائيل” ستكون مختلفة، حيث أنه سوف يؤكد على إستراتيجية الأمن المشترك والدفاع عن الأمن القومي الإسرائيلي ودفعها عن مواجهة التحديات والمخاطر من الملف الإيراني، وستكون زيارة داعمة له بعد مرور منتصف الولاية، مما تؤكد على طبيعة العلاقة بين “واشنطن” و”تل أبيب”.
وأشار “فهمي”، إلى أن زيارة “بايدن”؛ لـ”السعودية”، أيضًا ستكون مختلفة، وربما يكون عنوانها الأبرز هو “الغاز والنفط” والتخوف الأميركي من وجود انحيازات خليجية؛ سعودية بالأساس، تجاه “روسيا” في هذا التوقيت، كما أنه في الذاكرة أيضًا موضوع الـ (إس-400)، وهي مصادر السلاح التي تُريد “السعودية” صناعتها، فالهدف هو القيام بشراكة مع “السعودية”، تخوفًا من أنها تأخذ انحيازات تجاه الشرق، إضافة إلى أن “بايدن” يسعى لدعم “السعودية” ودول الخليج تجاه ما يجري من تهديدات إيرانية وإقليمية.
وأكد “فهمي” – أن زيارة “السعودية” بهدف “إيران” بالأساس، ولكن هناك ترتيبات أمنية إستراتيجية يتم اقتراحها، تشمل “أميركا” وتشمل دول الخليج، بالإضافة إلى “إسرائيل” لمواجهة التحديات والمخاطر الموجهة لـ”إيران”، ولكن “السعودية” سيكون لها تحفظات كبيرة، حيث لن تُطبع حتى الآن ولن تقوم بأي عمليات سلام مع “إسرائيل”.
طي الخلافات وتعزيز الشراكة..
بدوره؛ قال الخبير في العلاقات الدولية؛ “حسين هريدي”، إن الزيارة مهمة جدًّا للطرفين، “الولايات المتحدة الأميركية”؛ تبحث طي الخلافات والبحث عن تعزيز شراكتها مع “الرياض”، خاصّةً في ظل الأوضاع التي تشهدها بالداخل قبيل انتخابات مرتقبة.
وأضاف الدبلوماسي المصري السابق، في تصريحات لموقع (سكاي نيوز عربية)، أن “واشنطن” تُعاني من معدل تضخم عالٍ وارتفاع أسعار البنزين، وهو أمر له أهمية سياسية بالغة بالنسبة إلى المواطن الأميركي، حيث إن تجاوز سعر الغالون: 05 دولارات وهو أمر غير مسبوق.
وأشار إلى أن الإدارة الأميركية في غاية القلق من تأثير ذلك على شعبيتها وعلى فرصها “الضئيلة” للاحتفاظ بالأغلبية في “مجلس النواب” وعدد نوابها باـ”لشيوخ” في انتخابات التجديد النصفي؛ في تشرين ثان/نوفمبر المقبل.
وتابع: “بالإضافة إلى ذلك، تتطلع الولايات المتحدة إلى توسيع دائرة الدول المنضمة إلى الاتفاقيات الإبراهيمية؛ وعلى رأسها السعودية”.
وحول “القمة الخليجية-الأردنية-المصرية-العراقية”، قال “هريدي” إنها ستتناول: “أسعار الطاقة وترسيخ الاتفاقيات الإبراهيمية وكيفية العمل معًا من أجل توفير الأمن الغذائي على ضوء تداعيات حرب أوكرانيا، وتهديدات إيران”.
وأكد على أن زيارة “بايدن”؛ لـ”السعودية”، ولقاء ولي العهد السعودي؛ الأمير “محمد بن سلمان”، لهما مغزى كبير؛ أن الجانبين طويا صفحة الخلافات التي نشأت حول قضية الصحافي؛ “جمال خاشقجي”، وإعادة ضبط البوصلة، وتأكيد مكانة “السعودية” ودورها في الإستراتيجية الأميركية بالمنطقة، وكذلك يُكرس الدور السعودي في العالمين العربي والإسلامي.
زيارات “بايدن” السابقة..
وسبق وأن زار “بايدن” العديد من البلاد، ومنها زيارتان متواليتان لكل من “كوريا الجنوبية” و”اليابان”، قام بهما الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، في أولى زياراته للقارة الآسيوية، الزيارتان حفلتا بنشاط دبلوماسي واسع، وزيارات ميدانية، وبينما اقتصرت زيارة “كوريا الجنوبية” على الجانبين الكوري الجنوبي والأميركي، فإن زيارة “اليابان” تضمنت اجتماعات، وإعلانات تضم إلى جانب البلدين بلدانًا أخرى.
الزيارتين وما صُدر خلالهما من بيانات رسمية وتصريحات صحافية أثارت ردود فعل واسعة؛ خاصة من جانب “الصين”، لا سيما وأنها ذكرت صراحة في بعض الوثائق، وأشير إليها ضمنيًا في وثائق أخرى، ناهيك عن التصريحات التي تعلقت بقضايا صينية جوهرية مثل قضية “تايوان”.
وسبق وزار “بايدن”؛ “كوريا الجنوبية”، لإعادة تأكيد إلتزام “الولايات المتحدة” بالدفاع عن حليفها الكوري الجنوبي؛ ضد “كوريا الشمالية”، والتأكيد على ضرورة الحفاظ على شراكة منطقة المحيطين: “الهندي” و”الهاديء”، وفق ما ذكرت صحف دولية، وكانت ضمن “القمة الرباعية”؛ التي تضم: “الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا”.
جولته بعنوان: “معًا أميركا تعود”..
كما زار “بايدن”؛ “بريطانيا وبلجيكا وسويسرا”، لحرصه على الإطمئنان على الداخل الأميركي، الذي هو الشاغل الأكبر لمواطنيه وأحد أهم عوامل إنجاح المسيرة السياسية لأي رئيس أميركي.
وكدلالة لعودته للتركيز على الجبهة الداخلية استعدادًا لموسمي الانتخابات حينها لعام 2021، وزار “بايدن” ولاية “ويسكونسن” ليعزز جهوده للترويج لخطة “البيت الأبيض” لدعم البنية التحتية تُقدر قيمتها بتريليون دولار تم الإعداد لها مع كل من النواب الديمقراطيين والجمهوريين بـ”الكونغرس” على السواء.
وبعدها توجه نحو “ميشيغان”؛ كجزء من جولته التي تحمل عنوان: “معًا أميركا تعود”، بالتزامن مع عطلة “عيد الاستقلال”؛ يوم 04 تموز/يوليو 2021، بما يُمثل علامة على تحقيق تقدم في التعافي من جائحة (كورونا).
وزيارة “بايدن”؛ لـ”ميشيغان”، هي الثالثة منذ بدء فترة رئاسته؛ يوم 20 كانون ثان/يناير 2021، بينما كانت رحلته لـ”ويسكونسن” هي الثانية له منذ توليه السلطة، كما أنه سافر ثلاث مرات إلى ولاية “بنسلفانيا”؛ التي ينتمي إليها، ومرتين إلى “جورجيا” ومرة إلى “نورث كارولاينا”؛ منذ بدء إدارته.