19 أبريل، 2024 10:40 ص
Search
Close this search box.

في أربعة أشهر .. “ترامب” يربك مخابراته كما لم يفعل رئيس من قبل !

Facebook
Twitter
LinkedIn

ضربات وسقطات سياسية وبروتوكولية لازالت تلاحق الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” منذ توليه المنصب رسمياً في كانون ثان/يناير من العام 2017، آخرها ما جرى انتقاده عليها من أنه غير مبال لأنشطة بلاده السرية ولا يقدر أهمية عمل الأجهزة الاستخباراتية.

كل صباح يطالع تقرير المناطق الملتهبة..

إذ كشفت تقارير غربية، نقلاً عن مقربين من الرئيس الأميركي، أن “ترامب” يجلس طويلاً منذ الصباح داخل مكتب “ريسولوت” التاريخي، الذي طالما جلس عليه رؤساء أميركا لعقود في البيت الأبيض، يطالع أوراقاً مكدسة على مكتبه ثم تأتي إليه أهم وأدق التحديثات التي تحمل شعار “سري للغاية” Top Secret حول البقاع الساخنة في العالم ومناطق التوترات، كـ”إيران، العراق، سوريا، ليبيا، كوريا الشمالية”، ومناطق أخرى لم تسمها وسائل الإعلام الأميركية.

التقارير بينت أن ترامب كثير الأسئلة ويقاطع مدير المخابرات باستمرار في أثناء عرضه لآخر التطورات، فيما يتعلق بعمل الاستخبارات، وفي أحيان كثيرة يريد إيجازاً من نقاط محددة بأهم الاستنتاجات والتصورات التي يضعها العاملون بالاستخبارات عن أهم الملفات.

الصور والخرائط والرسومات التي تتعلق بالأمن القومي.. مطلب أساسي..

يهتم “ترامب” أولاً بالصور الواضحة التي يعرضها ضباط الاستخبارات، ثم يستعرض الخرائط التي تحدد مسرح العمليات والبؤر الملتهبة والرسوم البيانية ومقاطع الفيديو، فضلاً عن ما يعرف في دائرة الاستخبارات بالـ”الرسومات القاتلة” – الأهداف الأكثر طلباً ومتابعة وأهمية لأمن الولايات المتحدة – التي يقدمها مدير وكالة المخابرات المركزية “مايك بومبيو”، وهو السيناتور الجمهوري الذي عينه ترامب في كانون ثان/يناير 2017.

يقول “بومبيو” إن “الصور والرسومات هي أفضل طريقة يفهمها ترامب للمعلومات التي نصل إليها بعيداً عن التقارير المكتوبة، إذ إن ترامب يريد دائماً الوصول إلى جوهر القضية أو الملف سريعاً” !

لا يقدر خطورة تداول المعلومات..

مع ذلك فهناك دلائل على أن الرئيس الأميركي قد لا يحتفظ بجميع المعلومات الاستخباراتية التي يقدمها “بومبيو” له، أو أنه حتى يستوعب تماماً الفروق الدقيقة بين المعلومات بتدرج أهمية الاحتفاظ بها أو تلك التي يمكن مناقشتها، كما أنه لا يحترم حساسيات المعلومات وكيفية جمعها ومصادرها ومدى تأثير تسريبها.

ففي شهر آيار/مايو 2017، على سبيل المثال، تفاخر ترامب أمام وزير الخارجية والسفير الروسي، حول نوعية المعلومات الاستخباراتية التي يحصل عليها وكشف عن معلومات سرية للغاية، تتعلق بالمعارك ضد تنظيم “داعش” دون أن يحدد المصدر الذي أمده بها.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتانياهو” أكد فيما بعد على أن المعلومات الخاصة التي أعلنها الدبلوماسيون الروس كانت من إسرائيل.

وقال ترامب للصحافيين دون أن يسأله أحد: “حتى تفهمون.. لم أذكر أبداً كلمة أو اسم إسرائيل”، محاولاً تبرئة نفسه من اتهامات التسريب التي تلاحقه، خاصة أنها للروس الذين طالما لاحقتهم اتهامات باختراق العملية الانتخابية في أميركا وتحويل نتائجها لصالح ترامب في مواجهة منافسته “هيلاري كلينتون”.

أكثر مستهلك لأسرار الولايات المتحدة..

لقد لقب العاملون بالاستخبارات الأميركية رئيس أميركا الجديد بأنه أكثر “مستهلك” للأسرار، وأنه في أحيان كثيرة لا يحفظها بل يسربها لمن حوله من المسؤولين والإداريين !

“ترامب” منزعج من تسريب تحركاته في البيت الأبيض..

في المقابل ينزعج “ترامب” من تسريب جميع خطواته وتعاملاته من قبل المخابرات، للدرجة التي دفعته للتحدث عنها بازدراء ووصفها بوكالة “التجسس الأميركية”، واتهم مسؤوليها بأنهم “كما لو كانوا في ألمانيا النازية” يتجسسون على كل شئ ويسربونه للإعلام.

المدير المساعد السابق لوكالة المخابرات المركزية ورئيس أكاديمية الاستخبارات والأمن في أميركا “مارك لونثال”، يرى أن التحدي الأكبر الذي يواجه “ترامب” ويسبب له جميع المتاعب، هو عدم التعرض في السابق “للذكاء الاستخباراتي”.

جهد خاص لعرض المعلومات “الحساسة” على ترامب..

لقد بين الرجل أن “بومبيو” و”دانيال كواتس” مدير المخابرات الوطنية، يبذلان قصارى جهدهما لإعطائه الإحاطة اليومية الأكثر دقة، لكنهم قلقون جداً حول كيفية التعامل معه ومشاركته هذه المعلومات “الحساسة”، فسلوكه فيما يتعلق بالعمل المخابراتي “كارثة”، إذ يكفي أن كثيرين الآن لديهم قناعة بأن معلومات اطلع عليها ترامب أصبحت في جميع أنحاء روسيا !

ومع ذلك، يقول ترامب للمستشارين في البيت الأبيض إنه يقدر ما يتم إطلاعه عليه من الاستخبارات يومياً، ونتيجة أخطائه وخوفاً من إفشاء مزيد من المعلومات عبر ذلات لسانه.. فإن مدراء الاستخبارات قررا قضاء أغلب أوقات الصباح في البيت الأبيض بعيداً عن مقرات الاستخبارات كي يكونوا على مقربة ومتابعة دائمة لآدائه.

كما يحضر نائب الرئيس “بانس” عادة، بينما ينضم مديري الإدارة الآخرين حسب الموضوع الذي يجري مناقشته، بمن فيهم وزير الدفاع “جيم ماتيس”، ووزير التجارة “ويلبر روس”، ووزير الأمن الداخلى “جون كيلي”.. وتجرى المناقشات داخل وخارج المكتب البيضاوي.

“كوشنر” يطلب تقرير تفصيلي مكتوب صباح كل يوم..

لم تنسى التقارير الغربية والتسريبات، التلميح إلى أن زوج إيفانكا ترامب “جارد كوشنر” الذي عينه الرئيس الأميركي ككبير المستشارين له، يلعب دوراً رئيساً في الاطلاع على أهم وأدق تفصيلات التقارير الاستخباراتية اليومية بهدوء ورصانة على عكس الرئيس !

رئيس لا يدرك أهمية المعلومات التي يطلع عليها..

لقد بات يقيناً أمام مسؤولين في الاستخبارات أن ترامب سيفشي أسراراً هامة إذا ما زاره أو إلتقى أي مسؤول من خارج الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي أصبح يسبب ارتباكاً لضباط الاستخبارات، خشية وقوع هذه المعلومات والأسرار في أيدي أعداء أميركا، ويكفي أنه خرق البروتوكول الأمني الشخصي له بإعطاء رقم هاتفه الشخصي لرؤساء وحكام، للاتصال به دون وسيط !

أحاديث الأصدقاء بعيداً عن النصوص المدرسية..

كما يفضل “ترامب” الاستماع إلى الأسرار الاستخباراتية المتعلقة بالأمن القومي لأميركا بطريقة أحاديث الأصدقاء، بعيداً عن الأساليب المعتادة بعرضها كأنها “حصة دراسية”.. يريد محادثات حرة متدفقة شاملة جميع التفاصيل بأسلوب “الروايات” بعيداً عن تقريرية النصوص الورقية، ويضطر ضباط الاستخبارات إلى إطلاعه على كثير من التفاصيل لتشكيكه الدائم في قدراتهم على توفير المعلومات والأسرار التي تهم أميركا.

تقول التسريبات إن “ترامب” يعود في اليوم التالي بأسئلة صعبة للاستخبارات، مطالباً بمعرفة المزيد عن أمور أخرى تتعلق بموضوع معين، بأن يقول لـ”ماكماستر” – مستشار الأمن القومي الأميركي الذي عينه في شباط/فبراير 2017 خلفاً لـ”مايكل فلين” الذي استقال – “جنرال.. أعطني المزيد من المعلومات”.

كسر قواعد بروتوكولات التعامل مع “السرية”..

لقد خالف “ترامب” كعادته منذ توليه المنصب البروتوكولات.. لكن هذه المرة كسر قواعد اطلاع رؤوساء أميركا على التقارير الاستخباراتية، إذ إنه، ولأكثر من 50 عاماً، تلقى رؤساء البيت الأبيض تحديثات وبيانات سرية للغاية بشكل يومي تكون مكتوبة في ما يعرف بـ”كتاب الإحاطة اليومية”، وهو ملخص من جميع وكالات الاستخبارات الأميركية الـ 17 للتطورات الأمنية الرئيسة والرؤى، داخل الولايات المتحدة وخارجها.

واختلفت الطرق التي تعامل بها الرؤساء مع هذه الأسرار اختلافاً كبيراً، استناداً إلى تفضيلاتهم، فعلى سبيل المثال، فضل “جورج بوش الأب” و”جورج دبليو بوش” الإحاطات الشفوية اليومية الشخصية، وفقاً لما ذكره “ديفيد بريس” ضابط المخابرات السابق، إذ إن بعض الرؤساء قرأوا المواد في شكل سرد نصي، في حين فضل آخرون تحديثات أقصر مختصرة تعرف في الاستخبارات باسم “الثلج”.

شخصية الرئيس تظهر في ملخصه اليومي..

قال “بريس” مؤلف كتاب “أسرار الرئيس”: “إن المذكرة اليومية التي يطلبها الرئيس تتكيف مع شخصية وأسلوب كل رئيس”، فهذا يفضلها موجزة وهذا يريدها متعمقة بتفاصيل، وآخر يريدها أكبر مصادر المعلومات لديه، بينما في حالة “ترامب”، فقد ألمح لفريقه للأمن القومي أنه يفضل نقاطاً موجزة في صفحة واحدة، وقال في تصريحات سابقة له أنه ليس بحاجة إلى تقارير من 200 صفحة طالما يمكن التعامل معها على صفحة واحدة.

كما طالب “ترامب” بتضمين الموجز الاستخباراتي على أكبر عدد ممكن من العناصر المرئية، وكأنه دائماً ما يريد أن يرى الخريطة والمواقع لأرض سيبني عليها بناية، فهو يؤمن بمبدأ أن الصورة ربما في بعض الأوقات بألف كلمة !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب