7 أبريل، 2024 5:03 م
Search
Close this search box.

في آسيا وأوروبا وإفريقيا .. “داعش” يستغل الأوضاع العالمية بشّن هجمات متفرقة للتأكيد على بقاؤه !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

رُغم الإعلان المستمر عن تراجع الأعمال الإرهابية؛ بعد خسّارة تنظيم (داعش) لمعاقله في “سورية والعراق”، عاد التنظيم من جديد لتصّدر مشهد الإرهاب العالمي بعد القيام بعدة ضربات مختلفة في: “أوروبا وآسيا وإفريقيا”، كان أحدثها الهجوم على صالة موسيقى في “روسيا”؛ وخلفت قرابة: (150) قتيلاً، في إشارة على قدرة التنظيم على تنفيذ هجمات كبيرة.

في “فرنسا”؛ قال رئيس الوزراء؛ “غابرييل أتال”، إن بلاده رفعّت مستوى التأهب الأمني بعد رصد تهديدات.

وقال “أتال”؛ عبر منصة (إكس)؛ “تويتر” سابقًا، إنه؛ إثر اجتماع مجلس الدفاع في قصر (الإليزيه): “نظرًا لإعلان تنظيم (داعش) مسؤوليته عن الهجوم والتهديدات التي تُلقّي بظلالها على بلادنا، فقد قررنا رفع التأهب الأمني إلى أعلى مستوى”؛ بعد خفضه إلى المستوى الثاني في مطلع العام.

وشهدت “روسيا”؛ الأحد، يوم حدادٍ وطني بعد المجزرة التي أوقعت (150) قتيلاً في قاعة للحفلات الموسيقية في ضاحية “موسكو”، في هجوم هو الأكثر حصّدًا للأرواح في البلاد منذ نحو عقدين، والأكثر فتكًا في “أوروبا” وتبناه تنظيم (داعش).

وأعلنت الأجهزة الصحية؛ مساء الأحد، حصيلة جديدة للمصّابين بلغت: (182) جريحًا ما زال: (101) منهم في المستشفيات.

وكان التنظيم قد أعلن في منشور على تطبيق (تليغرام)، السبت، مسؤوليته عن هجوم على جيش “النيجر”، قال إنه أدى إلى مقتل: (30) جنديًا، الأربعاء الماضي، وذكر التنظيم في بيان نقلته وكالة (أعماق)؛ التابعة له، ونشره على قناته على (تليغرام)، أن: “الجنود قُتلوا في كّمين استهداف قافلة بالقرب من بلدة تيغوي في منطقة تيلابيري غربي البلاد”.

في كانون ثان/يناير، أعلن التنظيم مسؤوليته عن تفجيرين، هزَّا مقبرة مسؤول العمليات الخارجية في (الحرس الثوري) الإيراني؛ “قاسم سليماني”، في مدينة “كرمان”، جنوبي “إيران”، وأعلنت السلطات مقتل: (84) شخصًا وإصابة: (284) آخرين جراء الهجمات.

كما أعلن تنظيم (داعش)؛ في كانون ثان/يناير الماضي، في منشور على (تليغرام)، مسؤوليته عن هجوم على كنيسة بـ”إسطنبول” أسّفر عن مقتل شخص، وأضاف التنظيم أن اثنين من أعضائه نفّذا الهجوم ولاذا بالفرار.

أثناء ذلك؛ يسّعى التنظيم لفرض نفوذه في شمال “مالي”، ويخّوض معارك ضارية مع منافسّه (جماعة نصرة الإسلام والمسلمين)؛ التابعة لتنظيم (القاعدة) في المنطقة من جهة، ومن جهة أخرى يقوم بهجمات مستمرة على بقايا القواعد العسكرية للجيش المالي هناك.

استغلال للأوضاع العالمية..

تعليقًا على النشاط الداعشي الأخير؛ يقول الباحث في شؤون الحركات المتطرفة؛ “هشام النجار”، إن تنظيم (داعش)، يستغل الأوضاع غير المسّتقرة حول العالم والتنافس والصراعات بين المحاور الدولية أي الغرب و”أميركا” من جهة و”روسيا” من جهة أخرى، ويسّتغل أيضًا التنافسّ بين “فرنسا” و”روسيا”؛ التي باتت تحتل مكانها في دول “الساحل الإفريقي”، لإعادة إنتاج نفسه وليُصبح لاعبًا أساسيًا في المعادلات ليحظى بمساحة للتمّدد وحيازة النفوذ والسلاح والثروة، وجزء من كعكة الموارد التي تتنافسّ عليها القوى والمحاور الخارجية.

ويُضيف “النجار”؛ (داعش) ينتّهز فرصة التحولات القائمة والمراحل الانتقالية بعد الانقلابات العسكرية في عدد من دول “إفريقيا” المهمة وانخراط الجيوش في لعبة السياسة وانسّحاب القوات الغربية والفرنسية من المنطقة، وهي على الرُغم من أنها لم تقض تمامًا على تلك الجماعات المتطرفة والتكفيرية، إلا أنها كانت تُشكل رادعًا وعائقًا أمام تمدّدها، فضلاً عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي الذي يُمثل بيئة مواتية للتجنيد.

وأشار إلى أن قيام التنظيم بعمليات نوعية في أكثر من مكان، يُحدث لها صّدى واسّع يجعل اسم التنظيم حاضرًا بقوة في المشهد الإعلامي؛ وهو ما يسّتخدمه التنظيم الإرهابي في دعايته على منصاته.

ضريبة للانقلابات..

ويرى الباحث في شؤون غرب إفريقيا؛ “تشارلز أسيغبو”، إن الوضع في منطقة “الساحل” أصبحت أكثر خطورة بعد الانقلابات التي جرت في “مالي وبوركينا فاسو والنيجر”، حيث يُشكل المثُلث الحدودي بين هذه الدول الثلاث حديثة خلفية للجماعات الإرهابية في المنطقة لزيادة نفوذها في المنطقة، وتقوم بتنفيذ هجمات شّبه يومية ضد القوات الحكومية والسكان في محيط مثُلث “تيلابيري”.

وأضاف “أسيغبو”؛ أن انسّحاب القوات الغربية من المنطقة أثر على المعلومات الاستخباراتية التي كانت تحصل القوات الأمنية من نظيرتها الغربية، مما كان يجعله أكثر قدرة على مواجهة تلك الجماعات وتوجيه ضربات لها، ولكن الوضع الآن أصبح أكثر صعوبة؛ حيث تعتمد هذه الدول على قدراتها الضعيفة.

وحدد عدة أسباب لانتشار الإرهاب في المنطقة؛ منها ضعف البُنية الأمنية في هذه الدول، اسّتغلال التنظيمات الإرهابية للأوضاع الاقتصادية والعلاقات القبلية لزيادة نفوذها، انشّغال جيوش هذه الدول بالقيادة السياسية عقب الانقلابات، معرفة الإرهابيين بالدروب في المناطق الصحراوية الواسّعة.

يسّتخدم منهج جهادي آخر..

فيما حدد الباحث المتخصص في الحركات الجهادية المسّلحة ومكافحة الإرهاب؛ “أحمد سلطان”، الأسباب التي تقف خلف الصّحوة الإرهابية والنشاط الملاحظ لتنظيم (داعش)؛ في الفترة الأخيرة، في أكثر من دولة ومنها “روسيا وإيران والنيجر ومالي”.

وتعمد التنظيم استهداف “روسيا”، في هذا التوقيت، حتى يُزيد من حالة التوتر بين “موسكو” من ناحية، و”واشنطن” والغرب من ناحية أخرى، وهذا هدف قائم للتنظيم تحّدث عنه صراحة في افتتاحية صحيفة (النبأ)؛ الصادرة في 08 شباط/فبراير الماضي.

وأوضح أن هناك تنافسّ على استقطاب المتشّددين القوقازيين بين (داعش) ومنافسّيه، ولا سيما بعد انخراط جماعة (أجناد القوقاز)؛ بقيادة “عبدالحكيم الشيشاني”، في الحرب “الروسية-الأوكرانية”.

لافتًا إلى أن التنظيم أراد إرسال رسالة واضحة بأنه حاضر في مواجهة “روسيا”؛ لكن بمنهج جهادي آخر، خاصةً بعد الظهور الأخير لـ”عبدالحكيم الشيشاني”، في منطقة حدودية بين “أوكرانيا” و”روسيا”، متوعدًا بمواصلة القتال ضد “موسكو”.

يؤكد على بقاؤه وقدراته..

كما أن التنظيم ينُشّط هجماته الخارجية للتدليل على أنه باقٍ؛ وأن لديه القدرات لتنفيذ هجمات في دول عدة.

يتعمد استهداف كل أعدائه؛ لأنه يتبّنى نهجًا يرى وجوب قتال: “المشركين كافةً”، دون النظر للاعتبارات السياسية أو لفكرة تحيّيد الأعداء، لأنه يرى أن الواجب عليه قتال الجميع بلا استثناء.

وضرب التنظيم أهدافًا متعددة ليؤكد على استمراره في اتباع ذات النهج؛ ويقول إنه ينتقم من هذه الدول لمشاركتها في الحرب ضده، وهي الحرب التي لم تؤدِ إلى هزيمته بشكلٍ كامل حتى الآن.

يستهدف أيضًا تجنّيد مقاتلين من جنسيات مختلفة من وسّط وجنوب “آسيا”، وحتى من دول عربية، وهؤلاء المقاتلين منهم منفُّذ الهجمات الأخيرة في “روسيا وإيران وتركيا”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب