20 أبريل، 2024 8:37 ص
Search
Close this search box.

فيما تتصاعد عمليات قتلهم .. الشبك يبحثون عمن يحميهم ومناطقهم

Facebook
Twitter
LinkedIn

 
اثر تصاعد عمليات استهداف ابناء مكون الشبك العراقي خلال الايام الثلاثة الماضية بالمخخات وعمليات الذبح فقد تزايدت المطالبات مجددا بتشكيل قوات خاصة من المنتمين للطائفة لحماية ابناء هذا المكون على الرغم من ان هذا الاجراء يلاقي معارضة سياسية تتخوف من عودة البلاد الى مربع المليشيات المخبف لكن السلطات شكلت قوة استخبارية لرصد عمليات استهداف المسلحين للشبك واحباطها قبل تنفيذها.

قتل الشبك تزايد خلال العيد
فقد شهدت محافظة نينوى الشمالية خلال أيام العيد سلسلة عمليات ارهابية استهدفت على الخصوص   أبناء طائفة الشبك الذين يتجمعّون في مناطق بشرق مدينة الموصل (375 كم شمال بغداد) عاصمة المحافظة. وشن مسلحون خلال اليومين الماضيين هجمات منسقة على منازل تقطنها عائلات من “الشبك” أسفرت عن مقتل وإصابة 20 شخصا من بينهم اطفال ونساء. كما اقتحم مسلحون منزل عائلة شبكية في حي الكفاءات شمالي الموصل وقتلوا رب الاسرة وزوجته وابنه كما تم اليوم العثور على مواطن شبكي مذبوح فيما احبطت الشرطة هجوما آخر بسيارة مفخخة كان يستهدف طائفة الشبك في قرية تيس خراب بناحية بعشيقة شرق الموصل من دون ان يوقع خسائر وهو الحادث الخامس الذي يستهدف الطائفة التي يتركز وجودها في نينوى.
وكشفت الهيئة الاستشارية للشبك عن وجود عمليات استهداف مستمرة للمواطنين الشبك على أيدي الجماعات المسلحة في الموصل تهدف إلى إفراغ نينوى من الأقليات قبل إجراء التعداد السكاني المنتظر. وحذرت من ان استمرار العنف ضد الأقليات سيجبرها على مغادرة العراق حيث يقدر عدد قتلى العنف من أبناء طائفة الشبك في العراق بأكثر من ألف شخص.
وأرجع امين عام تجمع الشبك الديمقراطي حنين قدّو هذا الاستهداف الى ما سمّاه بالتطهير الطائفي والعرقي للشبك مطالباً بتشكيل فوج من أبنائهم وأبناء الاقليات الاخرى لحماية مناطقهم . وقال في بيان   ان ما يتعرض له ابناء الشبك من استهداف هو محاولة لتفتيت النسيج الاجتماعي في محافظة نينوى تقف ورائها جهات سياسية ربما تكون معروفة من قبل الحكومة المحلية والاتحادية. واضاف ان استهداف الشبك في مناطق سهل نينوى دليل على فشل قوات الامن الكردية في حمايتهم ونتيجة لازدواجية مسك الملف الامني في هذه المناطق بين القوات الاتحادية والاخرى الكردية “وعليه نحن نطالب الحكومة الاتحادية بالاسراع بتشكيل فوج من ابناء الشبك والاقليات الاخرى لحماية مناطقنا”. واشار الى ان العمليات الارهابية التي تستهدف ابناء الشبك قد اودت بحياة 1300 منهم اضافة الى اكثر من عشرة الاف مهجر . 
واضاف قدو ان “دولة العراق الإسلامية” خيرت مؤخرا عوائل تنتمي الى أقلية الشبك بالرحيل من منطقة كراج الواقعة الى الشمال من محافظة نينوى أو مواجهة القتل. وأوضح ان هذه التهديدات التي تريد تهجير أبناء الشبك تهدف إلى إثارة الفتنة بين أبناء المحافظة الواحدة . وطالب بالتعجيل في اإشراك أبناء القومية الشبكية في القوات الأمنية أسوة بالمسيحيين الذين تم تطويع أبنائهم .  
وشدد قدو على إن الشبك عانوا كغيرهم من القوميات من الظلم والاضطهاد عبر عشرات السنين الماضية من قبل الحكومات المتعاقبة من جهة ومن بعض الكتاب والباحثين في أصل الشبك من جهة أخرى حين الصقوا شتى التهم بهم، فمنهم من أخرج الشبك عن الدين الإسلامي ومنهم من نسب الشبك إلى الفرق الباطنية والقزلباشية ومنهم من وصفهم بالغلاة واتهمهم بالكفر ومنهم من نسبهم إلى الدولة الصفوية وغيرها.

قوات خاصة بالشبك .. بين التأييد والمعارضة
وفي اواخر الشهر الماضي واثر معلومات عن نية رئيس الوزراء نوري المالكي بالموافقة على تشكيل قوات خاصة من ابناء الشبك لحماية المنتمين للطائفة من استهداف المسلحين لهم فقد دعاه اعضاء مجلس النواب عن محافظة نينوى بالعدول عن قرار تشكيل هذه القوة العسكرية ” لمخاطره الجسيمة والعديدة” كما قالوا . واضافوا في بيان صحافي اثر اجتماع لهم ان ” تشكيل هذه القوة له مخاطر عديدة كونه سيدفع بالمكونات الاخرى في محافظة نينوى الى المطالبة بتشكيل قوات حماية مماثلة في مواجهة المخاطر التي تتعرض لها وكون هذه التحديات يتعرض لها جميع من في المحافظة وبنسب متساوية”.  وحذروا من ان هذا الامر “سيعيد للبلاد عصر الميليشيات المسلحة وتحت غطاء قانوني كونه تسليح للمناطق والطوائف برعاية الدولة وبشكل سيزيد من تفاقم الازمة داخل المحافظة ويؤجج التوتر فيها وهذا ما لا يتمناه الجميع”. واشاروا الى ان مثل هذا الاجراء “هو بداية لنوايا قد تكون مبيتة لتقسيم المحافظة على اسس عرقية وطائفية وهذا ما نرفضه ويرفضه جميع ابناء المحافظة”.
 لكن عضو مجلس محافظة نينوى عن الشبك قصي عباس اتهم جهات سياسية تعمل على عرقلة تشكيل فوج خاص بالشبك في مناطقهم داخل المحافظة وقال خلال جلسة لمجلس محافظة نينوى مؤخرا ان “مسالة تشكيل الفوج الامني في قضاء الحمدانية قد ضخمته جهات بعينها لاغراض سياسية مدفوعة”.
وأضاف عباس أن “تشكيل الفوج ليست محاولة لاثارة الفتن الطائفية كما يدعيها بعض المسؤولين ومنهم محافظ نينوى اثيل النجيفي”، مطالباً الحكومة الاتحادية بالاسراع في تشكيل ذلك الفوج. وأوضح ان” الاهتمام بأمن اراضي الشبك من قبل ابنائهم مسألة طبيعية لأنهم الاجدر بحماية اراضيهم التي عاشوا فيها ويعرفونها منذ الآف السنين” .
وقد رد عليه محافظ نينوى أثيل النجيفي قائلا أن “تشكيل هذا الفوج سيكون مدعاة لاثارة المشاكل الطائفية التي ستحصل في قضاء الحمدانية خاصة ان القضاء يضم مكون الشبك والمسيحين والكرد ايضا” . وأكد ا أنه “لا يحق لوزارة الداخلية تشكيل قوات خاصة تخص طوائف وقوميات في نينوى وغيرها من محافظات البلاد”.
وكحل وسط ولترضية جميع الاطراف ومن اجل حماية الشبك من عمليات استهدافهم فقد اعلن اليوم ان  الحكومة العراقية شكلت قوة استخباراتية خاصة لحماية ابناء المكون الشبكي من الاعتداءات التي يتعرضون لها بشكل مستمر . وستعمل هذه القوة على توفير المعلومات الاستخباراتية عن تحركات المسلحين ثم مواجهتهم قبل تنفيذ عملياتهم ضد مناطق الشبك .

مكون الشبك يضم شيعة وسنة
ويتكون الشبك من عشائر متعددة أغلبها لها فروع في مناطق أخرى من اربيل وكركوك وخانقين في العراق وكرمانشاه في غرب إيران.. وابرز مكونات الشبك العشائرية أهمها الباجلان والزراري والداودي الزه‌نگنه والروژبياني. ويمكن تحديد علاقة الشبك بمنطقة كردستان العراق من خلال تحديد الأصل الكردي وتواجدهم القديم في المنطقة. وحول عدد ابناء الطائفة الشبكية تشير الاحصاءات  والتقديرات انه يتفاوت حاليا يتراوح بين 100 و150 الف نسمة. 
اما في باب العبادات فالشبك شيعة وسنة مسلمون متمسكون بأركان الدين الاسلامي الحنيف ويؤدون فريضة الصلاة كسائر المسلمين ويصومون رمضان، كما ان الشبك الشيعة بالاضافة الي صوم رمضان فانهم يصومون تسعة ايام من شهر محرم الحرام، وهم يزكون اموالهم . والشبك يقومون بتأدية فريضة الحج الي الديار المقدسة كما يزور الشبك الشيعة العتبات المقدسة في النجف وكربلاء وسامراء وبغداد وكل اضرحة الائمة علي امتداد العراق. وتنتشر الجوامع وبعض الحسينيات في معظم قرى الشبك والباجلان حيث تقام فيها الصلوات الخمس وخطبة الجمعة.
 
 
    

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب