19 أبريل، 2024 10:53 م
Search
Close this search box.

فيلم “22 يوليو” .. صرخة رعب أوروبية من تنامي تيار اليمين المتطرف بقيادة “ترامب” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

الفيلم السينمائي، (22 يوليو)، هو إنتاج مشترك بين “الولايات المتحدة الأميركية” و”النرويغ”، للعام 2018م، من إخراج المخرج المشهور والمرشح للحصول على جائزة الأوسكار،”بيل غرينغرس”، والذي تنطوي سيرته الذاتية على عدد من الأفلام الجديرة بالاهتمام مثل: (الكابتن فيلبس، اتحاد 93، والمنطقة الخضراء، والأحد الدامي) وغيرها.

فيلم تقيد بالحدث وأهمل اللغة السينمائية !

وهذا العمل، (22 يوليو)، مأخوذ عن أحداث واقعية. والفيلم بالحقيقة عبارة عن اقتباس عن القصة الحقيقية للعملية الإرهابية الأكثر دموية في “النرويغ”، بتاريخ 22 تموز/يوليو 2011م. بحسب ما نشر بموقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية.

وهو نظرة سردية بحتة للهجوم الكارثي الأكبر في تاريخ “النرويغ”، بل وفي أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وحيث كانت هذه المسألة بداية للكثير من المشكلات الأساسية بالفيلم، لأن السرد في هذه الروية يتجاهل اللغة السينمائية.

ومع أن سيناريو الفيلم مأخوذ عن كتاب (أحدنا: قصة هجوم النرويغ وما تلاه من أحداث) للكاتبة، “آسنهسیرستاد”، لكن النظرة السردية البحتة للسيناريو لذلكم الحدث المرير كان مثار سقوط شديد جدًا سواءً في معالجة القصة، أو معالجة الشخصيات أو بالنهاية إنعدام التشويق الذي يدفع إلى استمرار الحدث في الدراما.

بل إن الثلث الأول من الفيلم، (أى قبل إلقاء القبض على الإرهابي اليميني المتشدد “كاراكتر إندرس”)، لا يتربط أساسًا بالفيلم، لكن من المنظور الإخراجي فقد أضفى، “بيل غرينغرس”، الجاذبية على العشرين دقيقة الأولى بالفيلم، لكن خيم الفشل على ثلثي الفيلم الأخير، بينما جعل الفيلم عبارة عن مقطعين وفشل في إرضاء المخاطب بالنهاية. لأن الكاتب قيد نفسه بشكل أكبر من اللازم بسرد الوقائع دون مراعاة الجانب السينمائي والدراماتولوجي.

ولقد تسببت هذه المسألة في أن يشعر المخاطب بفجوة التطابق والإندماج مع القصة والدراما، وكأن “بيل غرينغرس”، لم يرغب عمدًا في إثارة المخاطب وتحفيزه.

وبخلاف المشكلات الناجمة عن إنعدام خط السير الصحيح للقصة الكلاسيكية، فقد بدا السيناريو غير مبالي بمعالجة الشخصيات، لاسيما في التعارض الكلاسيكي بين “آنتغونيست” و”بروتاغويست”.. وبينما خلقت القصة والدراما شخصية واقعية جيدة عن، “آندروس بريويك”، باعتباره إرهابيًا، خلال الثلث الأول، فقد كان المخاطب ينتظر خلق بطل في مواجهته، إلا أن هذا المطلب لم يتحقق حتى نهاية الفيلم.

ولعل هذا الفراغ كان متعمدًا من جانب “بيل غرينغوس”، لكن سواء كان متعمد أم غير متعمد، فالفيلم بهذه العيوب غير جدير بالمشاهدة.

أما من حيث آلية عمل “غرينغوس”، من المنظور الإخراجي والتنفيذ، فلابد من الإعتراف بتأثير عيوب السيناريو على عملية الإخراج. ومع أن الثلث الأول للفليم كان جيد جدًا من حيث التكنيكات والإخراج وخلق عملية إرهابية سواءً في مدينة “أوسلو” أو “جزيرة أوتايا”، لكن العمل سقط في أزمة توقف الإيقاع.

ما وراء النص..

لعل فيلم (22 يوليو)؛ عملاً غير قابل للتأمل من حيث تحليل النص السينمائي، لكنه ينطوي بالتأكيد، فيما رواء النص، على كلام حقيقي وتحديدًا فيما يتعلق بالسنوات الأخيرة بالدول الأوروبية.

والفيلم هو عبارة عن حادثتين إرهابييتن لشخص واحد، حيث مقتل سبعة أشخاص بانفجار قنبلة في العاصمة النرويغية، “أسلو”، ثم الهجوم على معسكر “حزب العمال” النروغي، والذي راح ضحيته 69 قتيلاً وأكثر من 300 جريح، بتاريخ 22 تموز/يوليو 2011م.

ومنفذ هذه العمليات هو، “إندرس برينغ بريويك”، اليميني المتشدد الشعبوي، الذي يعتقد في المواجهة الحقيقية مع المجتمع الثقافي التعددي ومعاداة المهاجرين، لاسيما “المسلمين” بأوروبا. وحُكم عليه بالسجن مدة 21 عامًا كعقوبة على هذه الجريمة، لكن المسؤولين في “النرويغ” أعلنوا إمكانية مضاعفة مدة العقوبة حال إدانة “بريويك” ووضوح خطره.

لكن المهم فيما وراء النص السينمائي للعمل، هو المخاوف الحقيقية للمجتمعات الأوروبية والأميركية حيال تنامي وانتشار الفكر المتشدد في المجتمعات، والذي إزداد بصعود، “دونالد ترامب”، للسلطة.

الآن؛ وعلاوة على “الولايات المتحدة”، تبلورت في الدول الأوروبية مخاوف حقيقية حيال تهديدات هذا التيار. وفي ضوء هذه المخاوف فقد شهدت “لندن”، بتاريخ 18 تشرين ثان/نوفمبر 2018م، مظاهرات احتجاجية ضد سياسة “الإسلاموفوبيا” والعنصرية التي يتبناها تيار اليمين المتشدد.

ولعل مخاوف المجامع السياسية والرأي العام حيال صعود هذا الفكر؛ كان سببًا في إتخاذ السينما مواقف حقيقة حيال هذه الظاهرة.

وبعد فيلم (التلاشي) الألماني، للمخرج التركي الجنسية، “فاتح آكين”، تنتقد السينما الأميركية نمو تيار اليمين المتشدد. ويبدو أن فيلم “غرينغرس”، والذي سلط الضوء على حادث “النرويغ” الإرهابي، إنما هو بصدد تضخيم حادث إرهابي والتبعات السلبية لتيار اليمين العنصري المتشدد على المجتمع الأميركي.

ولقد تسبب هجوم إحدى جماعات اليمين المتشدد، بتاريخ 12 آب/أغسطس 2018م، لإحدى التجمعات العنصرية بمدينة “شارلوتسويل” بولاية “فرغينيا”، والحوادث المشابهة، في تنامي مجموعة المخاوف من نمو تيار اليمين المتشدد في “الولايات المتحدة” بدعم ضمني من مؤسسة الرئاسة الأميركية. ولعل هذا هو السبب وراء إصرار المخرج على إنتاج الفيلم باللغة الإنكليزية.

الآن وبعد نمو وصعود تيار اليمين المتشدد في أوروبا، فقد تابعنا على مدى العاميين الماضيين حصول تيار اليمين المتشدد، بمحورية “حزب البديل من أجل ألمانيا” على جزء من السلطة، في انتخابات أيلول/سبتمبر 2017م، البرلمانية، وهو حدث غير مسبوق في تاريخ “ألمانيا” منذ الحرب العالمية الثانية.

والأكثر من ذلك؛ أن هذا التيار تسبب في انفصال “بريطانيا” عن “الاتحاد الأوروبي”، وتلا ذلك استقالة حكومة “ديفيد كامرون” وصعود “تريزا ماي”.

وتلك بالتأكيد ليست نهاية قصة الانتصارات المتوالية لليمين المتطرف، لأنه بخلاف “ألمانيا” و”بريطانيا”؛ يمكن الإشارة إلى استعراض قوة هذا التيار في “السويد، وهولندا، وإيطاليا، وهولندا”، لاسيما الأفكار المعادية للإسلام في “ولیدرز” و”اسکوتلاندا”.. الآن لابد من متابعة أحلام هذه النار المخبوءة تحت الرماد، والتي هي بصدد الإشتعال مجددًا للقارة الخضراء والمجتمع العالمي، وبخاصة المهاجرين والمسلمين.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب