25 أبريل، 2024 9:57 ص
Search
Close this search box.

“فيللا وسط أطلال من الخراب” .. كيف ستتعامل إسرائيل مع عرب اليوم ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

سبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، “إيهود باراك”، أن وصف “إسرائيل” بأنها: “فيللا وسط غابة”؛ والآن فقد اختلف الوصف؛ حيث أصبحت “إسرائيل”: “فيللا وسط أطلال من الخراب”؛ لأن المنطقة العربية من حولنا تنهار وتتفتت تمامًا.. بحسب تعبير المحلل الإسرائيلي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، “إيهود يعري”.

الدول العربية بين الفقر والخراب !

يقول “يعري”: هناك دول بأكملها تنهار تمامًا جراء الحروب الأهلية مثل؛ “سوريا وليبيا واليمن والعراق والصومال”.

ولم تُعد تلك الدول قائمة ككيان سياسي موحد ومستقل سوى على الخرائط فقط. وهناك دول أخرى في طريقها نحو الخراب والفقر؛ مثل “مصر”، التي لم تُعد قادرة على إطعام مئة مليون نسمة؛ ومثل “الأردن” الذي يعاني من الفقر المائي حتى بات مواطنوه يخجلون لأن المياه التي تصل إلى منازلهم تأتي من “إسرائيل”؛ ومثل “لبنان” الذي يواجه الإفلاس الاقتصادي منذ فترة، وسيعلن قريبًا عن عدم قدرته على سداد الديون؛ ومثل دولة “الجزائر”، ذات المساحة الشاسعة، التي تواجه أزمة مستعصية.

وحتى دول النفط الخليجية الغنية مثل؛ “السعودية والإمارات وقطر والكويت”، سوف تفقد ثرواتها في غضون عقد أو عقدين على الأكثر؛ بحسب تقارير “صندوق النقد الدولي”.

فشل القومية العربية !

يُشير “يعري”؛ إلى أن دول المنطقة فشلت في إحياء فكرة “القومية العربية”، التي تعود بدايتها إلى أكثر من مئة عام. فيما يتغير المشهد العربي بشكل متسارع؛ في ظل مشاهد الدمار ونزوح ملايين اللاجئين ودمار الكثير من المدن والقرى؛ وظاهرة التصحر التي تجتاح الأرض الزراعية.

والأدهى من ذلك كله ظاهرة هروب العقول؛ كلما وجدت الفرصة للفرار إلى خارج البلاد.

ضياع مستقبل الأمة العربية !

يرى “يعري” أن “القومية العربية” باءت بالفشل التاريخي الرهيب، لأنها لم تتمكن من بناء الدول العصرية الناجحة، ولم تتمكن من خلق مجتمعات مزدهرة؛ كما أن فكرة “القومية” لم تحقق بالتأكيد؛ حلم الوحدة الذي كان يتوق إليه العرب. وإذا كان العرب لا يزالون يفخرون بتراثهم وثقافتهم ولغتهم؛ إلا أنهم فقدوا الثقة في مستقبل أمتهم.

ضعف الجيوش العربية !

يزعم المحلل الإسرائيلي أن الأنظمة العربية تعاني من سوء الإدارة والفساد؛ ناهيك عن سياسة القمع والاستبداد.

أما الجيوش العربية الكبرى؛ فقد أصبحت أثرًا بعد عين. وحتي الجيش المصري، الذي يُعد الأقوى بين الجيوش العربية؛ فلم يتمكن حتى الآن من القضاء على تنظيم (داعش) في “سيناء”؛ وبات مشغولًا بتنفيذ المشاريع الاقتصادية.

أما أسلحة الطيران السعودية والاماراتية؛ فقد أصبحت عاجزة عن مواجهة مقاتلين قبليين في مناطق نائية في “اليمن”. وأصبحت شرزمة من الميليشيات المسلحة هي التي تملك النفوذ والتأثير؛ وهي التي تُزيل الحدود التي تم وضعها منذ قرابة مئة عام.

يضيف “يعري” أن كلًا من التيار العربي الليبرالي والمنتمين لـ”جماعة الإخوان المسلمين”، والسلفيين على اختلافهم؛ قد تقطعت بهم السُبل ووصلوا إلى طريق مسدود، ولم يُعد هناك مخرج من المأزق الذي تعاني منه الدول العربية؛ لأن كل الإصلاحات التي ينادون بها لا تحقق الحلول المنشودة.

إسرائيل بمنظور جديد !

إن “الولايات المتحدة” – حتى بعد انتهاء فترة حكم الرئيس، “دونالد ترامب” – ستسعى لتقليل تواجدها وللحد من تدخلها المباشر في شؤون المنطقة.

ورغم أن “روسيا” تعود من جديد إلى المنطقة؛ إلا أنها لا تمتلك القدرة الاقتصادية الكافية، كما أن دول “أوروبا” عاجزة عن التدخل في الشرق الأوسط. فيما أصبح كثير من العرب يغيرون نظرتهم تجاه “إسرائيل”؛ ومنهم من يُشيد بإنجازاتها؛ بل وهناك من يرى أن لليهود حقوق في أرض “فلسطين”.

يشير “يعري” إلى أن هناك دولتين محوريتين وغير عربيتين هما؛ “إيران” و”تركيا”؛ تحاولان ملء الفراغ الذي خلفه سقوط الأنظمة العربية. ولهاتين الدولتين ماضٍ استعماري توسعي، ولديهما الرغبة في لعب دور “الأخ الأكبر” للعرب المستضعفين.

وكل من “تركيا” و”إيران”؛ تناصبان “إسرائيل” العداء وربما كلتاهما على وشك الصدام معها في ساحتين مختلفتين: منطقة “الهلال الخصيب”، مع “إيران”، ومنطقة “شرق المتوسط”، مع “تركيا”.

كيف تتصرف إسرائيل ؟

ختامًا؛ يري “يعري” أنه ينبغي على “إسرائيل” إدراك قيود ومحدودية الشراكة مع ما يسمى بـ”الدول السُنية”؛ ولا بد من التعاون مع تلك الدول العربية للوقوف في وجه “تركيا” و”إيران” ولتأمين خطوط الملاحة في “البحر الأحمر”، وإنهاء الطموح الفلسطيني في فرض حظر على تطبيع العلاقات بين العرب و”إسرائيل”.

لكن ينبغي على “إسرائيل” أن تتذكر دائمًا مدى ضعف الشركاء العرب؛ حتى لا تنجر وراءهم إلى  مغامرات غير محسوبة ضد “إيران” أو “تركيا”. مشيرًا إلى أن النزاع “الإسرائيلي-الفلسطيني” لم يُعد يحتل الاهتمام السابق؛ ومن الآن ينبغي على “إسرائيل” أن تتفرغ لمواجهة مخاطر أخرى.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب