29 مارس، 2024 3:25 م
Search
Close this search box.

فيضان “غلستان” يفضح .. انفصال المسؤولين الإيرانيين عن خدمات الشعب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بسم الله الرحمن الرحيم:

(وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَیْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ کُلِّ زَوْجٍ بَهِیجٍ).

صدق الله العظيم

ورد لفظ “المطر” في الكثير من الآيات القرآنية كعلامة على الرحمة الإلهية لإحياء الأرض والطبيعة والسرور بالنعم الإلهية؛ لاستمرار حياة جميع المخلوقات. قال تعالى: (وجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ کلَّ شَیءٍ حَی).

لكن إذا استحال ماء المطر، “فيضان” مدمر، كان السبب في سوء إدارة البشر لأن الطبيعة تعمل مُسخرة للبشر. قال تعالى: (وَسَخَّرَ لَکُمْ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ جَمیعاً مِنْهُ).

من ثم يتعين علينا توقع الأزمات البيئية، وألا نبني المساكن في مجرى الأنهار، والتخطيط لإحتواء المياه الجارية والاستفادة منها، وهذه مسألة بديهية. بحسب “مرتضى نجفي قدسي”، في مقاله الذي وكالة أنباء (فارس) الإيرانية.

محافظة مأزومة بلا محافظ !

على المحافظ بالأساس توقع جميع المخاطر والحوادث الطبيعية المفاجئة؛ والاستفادة من الإمكانيات الموجودة في المحافظة للوقاية من وقوع حوادث غير متوقعة.

فهو كما الحارس لا يجب أن ينام أو يستريح؛ لأنه مسؤول عن أرواح وأموال ملايين البشر. فإذا كان عديم الكفاءة فكم سيكون حجم الخسائر البشرية.

يقول أمير المؤمنين “علي”: “أعلم یا رفاعة، إن هذه الإمارة أمانة فمن جعلها خیانة‌ فعلیه لعنة‌ الله إلی یوم‌القیامة، ومن استعمل خائنًا فإن، محمد، (صلى الله عليه وسلم)، بريء منه في الدنیا والآخرة”.

من ثم فإن أحد وجوه الخيانة، في المسؤولية، أن يتصدر شخص للمسؤولية بينما لا يمتلك قدرات المنصب. فإذا كان غير مؤهل علميًا، أو كان مريضًا ولا يستطيع متابعة شؤون الجماهير من المنظور البدني، أو يعاني مشكلات أسرية، أو أي شيء يؤثر على أداء مهامه ووافق على تقبل المسؤولية، فهو خائن.

إزدهار الإنتاج منوط بالروح الجهادية للمسؤولين..

العام الفارسي الجديد بالغ الأهمية؛ وكما قال مقام المرشد في أول خطاب بالعام الجديد: “يجب أن يشهد العام الجديد إزدهار الإنتاج بما يترتب عليه إن شاء الله الإزدهار الاقتصادي وزيادة فرص العمل والعملة المحلية”.

وفي هذا الصدد؛ يحوز تخطيط المسؤولين وأداء المحافظين الأهمية البالغة، وعليهم بذل كل جهدهم في تنفيذ قرارات المرشد الذكية حتى نتغلب، إن شاء الله، على مخططات العدو، وهذا لن يتحقق إلا بوجود مسؤولين ملتزمين ومتخصصين وصادقين وصالحين ويتمتعون بالروح الجهادية والتفكير في خدمة الشعب والنظام والدولة.

وبالتالي لن يتأتى الخير من مسؤولين ينغمسون في حياة الترف ويوفدون أبناءهم للتعليم في الدول الأجنبية والحصول على جنسيات أخرى. لذا أتقدم بالشكر إلى السيد، “إسحاق غهانغيري”، للنائب الأولى للرئيس الإيراني، على قرار إقالة محافظ “غلستان”، لكن الحقيقة تكمن في إسناد الكثير من المسؤوليات إلى غير المؤهلين، وقد برزت عدم كفاءتهم في الأزمات.

ففي الكثير من دول العالم يقطع المسؤول حين تقع حوادث أقل من، سيول “غلستان” و”مازندران”، سفرياتهم الخارجية؛ ويعقدون اجتماعات طارئة للحكومة وإدارة الأزمة.

لكن في “غلستان”، ورغم تحذير الخبراء قبل الكارثة بأسبوعين، إلا أن المحافظ لم يقطع زيارته الخارجية ويعود وكأنه ليس محافظ أصلاً, وكذلك لم يتحرك بقية المسؤولين لمساعدة الوجدان العام للمجتمع إلا بعد انتشار عمق الكارثة في الفضاء الإلكتروني. وهذه الكارثة تثبت أن حجم الفجوة بين الشعب والمسؤولين عميق.

الدراسة الشاملة لفيضان “غلستان”..

على كل حال؛ فالمطر رحمة إلهية ومن حسن الحظ أن تسقط الأمطار على “إيران”، بعد سنوات من الجفاف، حتى أن الغابات الشمالية كادت تفنى بسبب قلة المياه.

وما لا شك فيه أن هناك الكثير من العوامل الربحية الأخرى التي تسببت على مدى أعوام في تخريب الغابات، وإزاء عمليات قطع الأشجار، فقد تهيأ المجال لوقوع الفيضانات.

ولابد أن تضطلع “هيئة التفتيش”، المحترمة، بتقديم إحصاء جميع الأخطاء والعيوب فيما يتعلق بفيضان “غلستان”، وإحاطة الجماهير حتى يزداد، إن شاء الله، أمل الشعب في الأجهزة القضائية، وليعلم الخونة والمسؤولين غير الأكفاء أن هناك مؤسسة تراقب أعمالهم؛ وسيكون عليهم الإجابة على السلطة القضائية مهما كانت الجريمة.

وأنا أعتقد، في ظل العقوبات الاقتصادية، أن الحق تبارك وتعالى صب علينا أمطار رحمته بشكل أكبر من العام الماضي، وأن هذه الأمطار المتعاقبة في الفضاء الإيراني هي بالتأكيد عناية إلهية، فمتى أراد الله تبشير أمة ما أرسل إليهم المطر. قال تعالى: (وَمِنْ آیَاتِهِ أَنْ یُرْسِلَ الرِّیَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِیُذِیقَکُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِیَ الْفُلْکُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ).

بل إن نزول المطر هو أحد سبل مساعدة الإله للمؤمنين وقد وردت الكثير من الإشارات المتكررة في القرآن الكريم، ولذا فالدعاء أثناء نزول المطر يكون مستجابًا، وعلينا فقط استجماع أنفسنا وإدارة بلادنا حتى نستطيع استقبال الكثير من المياه، وحتى لا تتبدل هذه النعمة الإلهية لبلادنا إلى نقمة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب