22 أبريل، 2024 2:21 م
Search
Close this search box.

فيس بوك لايف”.. يكشف الأمراض النفسية لمجرمي إستعراض أعمال العنف

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – بوسي محمد :

“ألقت الشرطة السويدية القبض على ثلاث رجال في السويد للإشتباه في إغتصابهم إمرأة بمقاطعة أوبسالا الواقعة شمال العاصمة ستوكهولم، في إعتداء تم بثه باستخدام خدمة “البث الحى” على موقع التواصل الإجتماعي الأشهر “فيس بوك”. هذا الخبر اوردته صحيفة “الجاردان” البريطانية في سياق تقريرها الذي نشرته مؤخراً عن الإستغلال الإجرامي غير القانوني لأحدث خدمات شبكة التواصل الإجتماعي فيس بوك وهي خدمة “البث الحي”، موضحة بأنها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها المجرمين بتصوير أعمالهم غير القانونية عبر خدمة “البث الحي”، فقد سبق وقام عدد من الأشخاص مسلوبي الإنسانية ببث مقطع فيديو يصور قيامهم بتعذيب شاب من ذوي الإعاقة في ولاية شيكاغو.

خدمة.. لا تخضع للقانون
خدمة “البث الحي” هي أحدث الخدمات التي ادخلتها شبكة التواصل الإجتماعي “فيس بوك” إلى تطبيقاتها لكي تسمح لمستخدميها بإذاعة فيديوهاتهم الخاصة من هواتفهم الذكية مباشرة لمشاركة أصدقائهم لحظات الحياة الحميمية والسعيدة، لكن سرعان ما وجد محترفي الإجرام الإلكتروني بغيتهم في إستغلال هذه الخدمة لتصوير أعمالهم الإجرامية. حسب تأكيدات “الجارديان”، خاصة وان خدمات البث عبر الإنترنت لا تخضع لأي قواعد أو قوانيين منظمة لعملها وإستخدامها، عدا شروط الخدمة الخاصة بها.

لذا فتحت الصحيفة البريطانية ذلك الملف الشائك محاولة رصد وتحليل إستخدامات محترفي العنف والجريمة لخاصية “البث الحي” في نشر أعمالهم الإجرامية وهم على يقين بأنهم في مأمن من أي رقابة أو أجهزة أمنية مختصة.

يؤكد أستاذ العدالة الجنائية في جامعة وسط فلوريدا “ريموند سيريت”، أن “هؤلاء المجرمين حقاً أغبياء، لأن استخدامهم لخاصية “البث الحي” في تصوير أعمالهم يعرضهم للخطر، فمن السهل التوصل إليهم من قبل الأجهزة الشرطية”، مستنكراً أن يكونوا ليس على علم بذلك. مشيراً في تصريحاته لـ”الجارديان”، إلى أن الشخص الذي يتفاخر بأعماله الإجرامية ينتمي للشخصيات النرجسية، التي ترى نفسها دوماً على صواب، وتتحدث عن أعمالها وذاتها كثيراً أمام الآخرين، “فهؤلاء المجرمين من مستخدمي خدمة “البث الحي” في تصوير أعمالهم الإجرامية، يريدون أثبات أنفسهم بأنهم أقوياء”.

مضيفاً بأن: “وسائل الإعلام الإجتماعي هي طريقة جديدة للمفاخرة بالنسبة لأولئك الذين يرتكبون جرائم لإكتساب الشعور الذاتي وتحقيق السلطة”.

ويلفت “سيريت”، إلى أن “ثقافة المشاهير تلعب دوراً في ذلك، فقد تم تسريب مقطع فيديو للنجم الأميركي جاستين بيبر، وهو يقوم بالقيادة ثُملاً في حالة سُكر واضح ويخترق قوانين المرور، في حين تم بث مقطع حي للنجمة باريس هيلتون وهي تتناول العقاقير المخدرة، وكذلك الممثل الأميركي المخضرم بيلي ذا كيد المتهم في قضية قتل، والنجمة الأميركية ليندسي لوهان.. لذا فإن النجوم قدوة لمعجبيهم ومحبيهم الذين باتوا يقلدونهم في كل شئ سواء في هيئتهم، أو إقتباس حركاتهم وشخصياتهم”. موضحاً، أن هؤلاء النجوم الذين يمارسون أعمالاً معادية للمجتمع، يعطوا رسالة لجمهورهم بأن الإجرام ليس فعل بغيض كما يظنون، مما يساعد على تفشي الجرائم الوحشية.

مرضى نفسيين
تقول إستشارية الصحة النفسية “باميلا رتليدج”، أن المجرمين الذين يستخدمون خدمة “البث الحي” في تصوير أعمالهم الإجرامية مرضى نفسيين في حاجة للعلاج النفسي قبل معاقبتهم قانونياً.

متابعة: “هناك العديد من وسائل الإتصال الإجتماعية، ولكن إستعانة المجرمين الذين يتعمدون إرتكاب أعمال معادية للمجتمع ومنافية لتقاليده، لموقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك” تحديداً هدفه الأساسي الوصول إلى أكبر قاعدة من الجمهور لإستعراض أعمالهم الإجرامية، وتغذية مشاعرهم غير السوية بزيادة ثقتهم بأنفسهم وإستمتاعهم بلذة النشوة”. لافتة إلى أن كل شخص بات الآن يعبر عن ذاته بطريقته الخاصة عبر إستخداماته لشبكات التواصل مثل “سناب شات، إنستجرام، فيس بوك”، وغيرها من التطبيقات الآخرى.

في السياق ذاته، يقول “سفينج ساندبرج”، الذي عكف على دراسة ورصد إنتشار ظاهرة قيام المجرمين بتصوير أعمالهم العنيفة غير القانونية عبر خدمة البث الحي بموقع فيس بوك، داخل موطنه النرويج، ان “هناك ثقافة لدينا وهي أن نقوم بتصوير أي شئ أو إلتقاط صورة لمكان جديد قمنا بزيارته أو مشهد غير معتاد رأيناه وهكذا، فليس من الغريب أن يفعل المجرمين هذا”. مشيراً إلى أن كل شخص يقوم بتصوير الشئ المُلفت للنظر بالنسبه له، وهؤلاء المُلفت لديهم هو اعمالهم المعادية للمجتمع دون النظر إلى العواقب الوخيمة التي يمكن ان تلاحقهم جراء ذلك.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب