23 أبريل، 2024 8:31 م
Search
Close this search box.

فيروس “كورونا” يقوض “الاتحاد الأوروبي” .. روسيا والصين تنقضَّان على القارة العجوز !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

تواجه “أوروبا” أكبر تحدٍ لها في المرحلة الحالية، ورغم حتمية التعاون المشترك إلا أن كل دولة أوروبية تهتم فقط بنفسها. فيما تقوم “موسكو” و”بكين” باستغلال هذا التشتت الأوروبي، فترسلان المساعدات الطبية، في الوقت الذي تنشغل فيه “الولايات المتحدة” بشؤونها الداخلية. وعليه فإن مستقبل القارة الأوروبية سيكون مرهونًا بالطريقة التي ستتخلص بها من وباء “كورونا”، بحسب المحلل الإستراتيجي الإسرائيلي، “جي ألستر”.

حملة دعائية روسية..

يقول “ألستر”: مع توجُّه قوافل شاحنات الجيش الروسي هذا الأسبوع إلى مدينة “بيرغامو” الواقعة في شمال “إيطاليا”، لم تتوقف وسائل الإعلام الروسية الرسمية عن بث ذلك المشهد مرارًا وتكرارًا.

وليس الهدف من تحرك تلك القوافل هو احتلال هدف إستراتيجي أوروبي ضمن حرب عالمية جديدة، وإنما الهدف هو شن حملة دعائية روسية. فعندما يتردد “الاتحاد الأوروبي” في إتخاذ الإجراءات المطلوبة ويقوم بغلق الحدود ولا يعمل ككيان مترابط بل كدول مستقلة، حينئذ يتسع المجال لتدخل قوات دولية أخرى.

غياب العمل المشترك !

لقد سارعت “موسكو” باستغلال الإحباط الإيطالي من الدول المجاورة. ورغم أن “روسيا” تواجه هي الأخرى ظاهرة تفشي فيروس “كورونا”، إلا أنها وجدت الفرصة مواتية لإرسال قوات عسكرية إلى إحدى الدول المُؤسِّسَة لـ”الاتحاد الأوروبي” ولـ”حلف شمال الأطلسي”.

وتُعتبر “إيطاليا” إحدى نقاط الضعف في “الاتحاد الأوروبي”، من حيث تصميمها على مواصلة عزل “روسيا” واستمرار فرض العقوبات عليها.

يُشير “ألستر” إلى أن “إيطاليا” لم تكن الدولة الوحيدة في القارة العجوز التي استاءت من عدم قدرة “الاتحاد الأوروبي” على العمل بشكل جماعي. بل إن الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، قد غضب أيضًا من قيام عدة دول بإغلاق حدودها بشكل منفرد، وفي النهاية وافق الاتحاد على إغلاق حدوده الخارجية لمدة 30 يومًا.

ومن المقرر صياغة خطة مشتركة لـ”منطقة اليورو”، خلال الشهر المقبل، ولكن الشعور السائد حتى الآن هو أن كل دولة أوروبية اهتمت فقط بنفسها في مواجهة وباء “كورونا”، الذي يُمثل أخطر تحدٍ واجهته “أوروبا الغربية” منذ الحرب العالمية الثانية.

أميركا غير قادرة على المساعدة !

يرى “ألستر” أن “الولايات المتحدة”، قبل حقبة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، ربما كانت ستمد يد العون لقارة “أوروبا”، أو ستسعى على الأقل، لوضع خطة عمل مشتركة مع الأوروبيين.

لكن “الولايات المتحدة” تعيش الآن حالة من التناقض مع الذات، فهناك مَن يحضُّ الرئيس، “ترامب”، على الإسراع باستئناف النشاط الاقتصادي، وهناك من يرفضون ذلك، مثل حُكَّام الولايات المنكوبة بالوباء والخبراء الطبيين الذين يُحذرون من العودة المبكرة إلى نشاط الحياة اليومية.

فيما تُظهر التوقعات بأن “الولايات المتحدة” في طريقها إلى تحقيق أسوأ المعدلات من حيث انتشار الوباء، بعد أن سجلت بالفعل أكبر عدد من الإصابات على مستوى العالم. وبينما تنطوي “الولايات المتحدة” على نفسها، استعدادًا لإجراء انتخابات، تشرين ثان/نوفمبر القادم، لا يتوقع أحد أن يتم تنفيذ “مشروع مارشال” جديد لإعادة إعمار “أوروبا”. وبدلاً من ذلك، يتلقى الإيطاليون المساعدات من “روسيا”.

روسيا تعود إلى أوروبا..

لقد وصل ما لا يقل عن 15 طائرة عسكرية من “روسيا” إلى “إيطاليا”، محملة بأفضل طواقم الحماية من التلوث النووي والبيولوجي والكيميائي، ومَن مثل “روسيا” متخصص في تلك المجالات.

وبعد أن تم ترحيل عشرات الدبلوماسيين الروس من العواصم الأوروبية جرَّاء محاولة اغتيال، “سيرغي سكريبال”، في “بريطانيا”، عام 2018، باستخدام غاز الأعصاب القاتل، فإن “روسيا” قد عادت الآن من جديد إلى إحدى تلك العواصم.

وقال وزير الخارجية الإيطالي، “لويغي دي مايو”، الذي دافع عن استدعاء القوات الروسية واستقبل بنفسه أول طائرة روسية قادمة إلى “إيطاليا”: “إن الأمر لا يتعلق بسيناريوهات جيوسياسية، ولكن هناك دولة تحتاج للمساعدات، وهناك دول أخرى تساعدنا، ونحن لسنا في سياق الحرب الباردة، بل في سياق واقع عملي، أو واقع سياسي أو أطلقوا عليه ما شئتم”.

مساعدات غير مشروطة..

وكان “الكرملين” قد نفى أن تكون المساعدة الروسية مشروطة بالحصول على مقابل دبلوماسي من “روما”. لكن مسؤولين في “الاتحاد الأوروبي” و”حلف شمال الأطلنطي” يرون أن الأمر ليس مجرد لفتة ودية، وإنما هي خطوة جيوسياسية إتخذها الرئيس، “فلاديمير بوتين”، لتوسيع نفوذه.

في المقابل، أكد المتحدث باسم الكرملين، “ديميتري بيسكوف”: “ليس لدينا أي شروط أو اعتبارت أو أطماع، غير أن إيطاليا بحاجة ماسة إلى مزيد من المساعدات”، رافضًا ما يُقال من أن “روسيا” تتوقع قيام “إيطاليا” بدعم فكرة إلغاء “العقوبات الأوروبية”، والتي يتم تجديدها سنويًا منذ أن قامت “موسكو” بضم شبه جزيرة “القرم” من “أوكرانيا”، عام 2014، ودعمت الانفصاليين في الجزء الشرقي من البلاد.

وخلال السنوات الأخيرة، أعربت بعض الحكومات الأوروبية عن رغبتها في تحسين العلاقات مع “موسكو”، ولكن لم تصوت أي منها ضد استمرار العقوبات المفروضة على قطاعات الطاقة والقطاعات المصرفية والمالية الروسية.

ليست روسيا وحدها !

يُشير “ألستر” إلى قول دبلوماسي رفيع المستوى في حلف (الناتو): “إن ما حدث هو إنجاز كبير للرئيس، بوتين، ويبدو أن الإيطاليين قد وقعوا في الفخ، على الرغم من أنهم يتلقون الآن المزيد من الدعم المباشر من الحلف”.

مضيفًا أن “روسيا” ليست الدولة الوحيدة التي تقتحم القارة الأوروبية المريضة، فـ”الصين” قد أرسلت ملايين الأقنعة والإمدادات الطبية إلى “إيطاليا” و”إسبانيا” و”جمهورية التشيك” وبلدان أوروبية أخرى.

أما “صربيا”، التي تحاول الرقص على الحبلين – حيث ترغب في الإنضمام إلى “الاتحاد الأوروبي”، بينما تود الحفاظ على علاقات وثيقة مع “روسيا” و”الصين” – فإنها غاضبة من تجاهل “أوروبا” لطلباتها. وقال رئيسها، إن التضامن الأوروبي “ما هو إلا خرافة”، وذهب بنفسه لاستقبال شحنات المساعدات من “الصين”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب