وكالات – كتابات :
عدد القواعد العسكرية الأجنبية في الشرق الأوسط ومحيطه، قد يجعل المنطقة بلا منازعٍ أكبر مستضيف للقوات العسكرية مقارنة بالأقاليم الرئيسة الأخرى في العالم، ولكن هناك مفارقات؛ وهي أن بعض دول المنطقة تستضيف قواعد عسكرية أجنبية، وفي الوقت ذاته أسست قواعد عسكرية في دول أخرى، كما أن هناك دولة عربية تستضيف قواعد لقوى عظمى، إضافة إلى منافسها الرئيس.
وأسباب انتشار القواعد العسكرية الأجنبية في الشرق الأوسط، إضافة إلى موارده النفطية والغازية الهائلة، موقعه الإستراتيجي باعتباره ممرًا لحركة الملاحة الجوية التي تربط الشرق والغرب، حيث يمر به أهم الممرات الملاحية في العالم، إضافة إلى التنافس الدولي والإقليمي، والتشرذم الذي ميز العالم العربي الذي يُمثل المكون الرئيس في المنطقة، وكذلك الخلافات البينية بين دول المنطقة، والتهديدات الخارجية والإقليمية ومنها القرصنة، وأخيرًا ظهرت أسباب جديدة، منها أن بعض الدول الفقيرة ذات الموقع الإستراتيجي وجدت أن موقعها يمكن أن يكون مصدرًا للدخل.
أبرز القواعد الأجنبية بالشرق الأوسط..
منطقة “القرن الإفريقي”..
يمكن اعتبار منطقة “القرن الإفريقي” جزءًا من الشرق الأوسط بمعناه الأوسع، أو جواره، فهي إقليم منغرس في قلب ما يُعرف تقليديًا بمنطقة الشرق الأوسط، كما أن إثنتين من دوله – هما “الصومال” و”جيبوتي” – دولتان عربيتان من الناحية الرسمية من خلال عضويتهما في “الجامعة العربية”؛ (رغم أن اللغة العربية ليست اللغة الأصلية لمواطني البلدين)، كما أن “إريتريا” تُعتبر دولة شبه عربية؛ حيث إن العربية واسعة الانتشار بها، وتُعتبر لغة رسمية إلى جانب اللغات المحلية.
وقد تحولت منطقة “القرن الإفريقي” إلى ما يمكن تسميته: بـ”بازار” للقواعد العسكرية، حيث يُعتقد أن نحو: 16 دولة لديها ما يقرب من: 19 قاعدة عسكرية في منطقة “القرن الإفريقي”.
ويرجع ذلك إلى أن موقع منطقة “القرن الإفريقي” شديد الأهمية عبر قربه من “قناة السويس” وإشرافه على “المحيط الهندي” و”البحر الأحمر”، و”مضيق باب المندب”، وفي الوقت ذاته فإن المنطقة تُعاني من فقر شديد وضعف دولها وأزماتها وصغر حجمها؛ (باستثناء إثيوبيا)، مما جعلها تجد في القواعد وسيلة للحماية وتوفير الأموال.
وزادت أهمية المنطقة بعد أن شهدت موجة واسعة من القرصنة في “الصومال”؛ بسبب الحرب الأهلية التي ضربت البلاد.
“جيبوتي” التي تستضيف قوات “الصين” و”أميركا” معًا !
تُعد “جيبوتي”، الدولة الصغيرة ذات الموقع الإستراتيجي، حالة لا مثيل لها ليس فقط لتعدد الدول الأجنبية التي أقامت القواعد بها، ولكن أيضًا لأن هذا البلد يستضيف قاعدة لـ”أميركا”؛ وأخرى لـ”الصين”، منافستها اللدودة.
وتوجد في “جيبوتي”: 06 قواعد لـ”الولايات المتحدة الأميركية”، وقاعدة لكل من: “ألمانيا، والصين، واليابان، وإيطاليا، وإسبانيا، وبريطانيا”، إضافة إلى: 03 قواعد فرنسية، بينها قاعدة بحرية، ومطاران، أحدهما في منطقة ساحلية، إلى جانب منطقة عسكرية تابعة لـ”الاتحاد الأوروبي”.
في عام 2017، أنشأت “الصين” أول قاعدة عسكرية خارجية لها في “جيبوتي”، على ساحل “القرن الإفريقي”. تمكنت “بكين” من تصوير وجودها العسكري الأحادي كجزء من الجهد الدولي لمكافحة القرصنة وحماية التجارة العالمية مرورًا بـ”قناة السويس”.
ومع ذلك؛ فإن إنشاء “الصين” قاعدتها في “جيبوتي”، مع رصيف قادر على استيعاب حاملات الطائرات والغواصات النووية، يتماشى أيضًا مع رحلتها نحو تعزيز الوجود الأمني على مستوى القارة، حسب “المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية”.
“الصومال”: قواعد غربية وعربية وتركية..
في عام 2017، افتتحت “تركيا” قاعدة عسكرية في “مقديشو”؛ بغرض تدريب المجندين في الجيش الوطني الصومالي، وتدعم “تركيا” أيضًا البحرية الصومالية وخفر السواحل.
وكان هناك قاعدة (باليدوغل) الجوية الأميركية في محافظة “شبيلي” السفلى؛ والتي يُعتقد أن الأميركيين قد انسحبوا منها بعد قرار الرئيس السابق؛ “دونالد ترامب”، إخراج القوات الأميركية من البلاد عام 2020، ولكن الشهر الماضي قرر الرئيس الحالي؛ “جو بايدن”، إرسال نحو: 500 جندي أميركي لمساعدة القوات الحكومية على محاربة المتطرفين، وهناك قاعدة بريطانية في منطقة “بيدوا”؛ يتم فيها تدريب القوات الصومالية.
في مؤشر على إعادة توجيه “الإمارات” لإستراتيجيتها في “البحر الأحمر” بعيدًا عن التدخل العسكري المباشر ونحو الاستثمار الاقتصادي، حولت “أبوظبي”، في أيلول/سبتمبر 2019؛ قاعدتها العسكرية المقترحة في منطقة “بربرة”؛ (أرض الصومال)، إلى مطار مدني، حسبما ورد في تقرير لموقع (المونيتور) الأميركي.
وهناك حديث عن أن “بريطانيا” تسعى إلى إقامة قاعدة في أرض “الصومال”؛ (منطقة أعلنت إنفصالها دون أي اعتراف دولي)، كما كان هناك وجود عسكري “إثيوبي” في “الصومال”، قبل أن يتراجع حجمه بشكل كبير بسبب المشاكل الداخلية الإثيوبية.
“إريتريا”: قاعدة إسرائيلية وأخرى إماراتية..
توجد في “إريتريا” قاعدتان عسكريتان، واحدة إسرائيلية، لم يتم تحديد موقعها، وقاعدة إماراتية، في مدينة “عصب” الساحلية، وأفادت تقارير بأن “الإمارات” فككت قاعدتها في “إريتريا”.
هناك شكوك بأن “روسيا” لديها قاعدة في البلاد، ولكن معهد (واشنطن) لسياسات الشرق الأدنى الأميركي؛ يدعي؛ إن الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، تجاهل عرض “إريتريا”؛ منح “موسكو”، قاعدة بعد تفكيك القاعدة الإماراتية بـ”عصب”، في نيسان/إبريل 2021، وفضل التركيز على القاعدة المحتملة في “السودان”.
“السودان”: قاعدة روسية محتملة..
في عام 2017، وقَّع “السودان” و”روسيا”؛ خلال زيارة الرئيس السوداني المعزول؛ “عمر البشير”، لـ”موسكو”، عدة اتفاقيات للتعاون العسكري، تتعلق بالتدريب، وتبادل الخبرات، ودخول السفن الحربية لموانيء البلدين، بما يسمح فعليًا بوجود قاعدة بحرية روسية في “السودان”.
وبعد سقوط “البشير”، يبدو أن “موسكو” سارعت الخطى نحو إنشاء القاعدة، دون أن تنتظر إعلان الحكومة السودانية بصورة رسمية عن بنود الاتفاقية بين البلدين؛ بحسب مزاعم تقارير أميركية.
في تموز/يوليو 2021، أعلنت وزيرة الخارجية السودانية؛ “مريم الصادق المهدي”، في ذلك الوقت، خلال زيارة لـ”موسكو”، أن بلادها تدرس اتفاقية إنشاء المركز اللوجستي الروسي على ساحل “البحر الأحمر”، ولكن لم تتم المصادقة عليها، وذلك بعد أن عرض الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، على مجلس (الدوما) الاتفاقية للمصادقة عليها.
وبدا في ذلك الوقت أن النظام الجديد في “السودان”؛ الذي خلف “البشير”، استخدم الموضوع للمساومة مع الأميركيين من أجل المساعدات والذين كانوا يضغطون لتسليم السلطة لحكم مدني.
منطقة الخليج..
تُعد منطقة الخليج أغنى منطقة في العالم من حيث احتياطات وإنتاج الطاقة؛ خاصة “النفط”، كما أن موقعها بالغ الأهمية باعتبارها جزءًا من الطريق الذي يربط “آسيا” بالعالم الغربي، وهو الأمر الذي جعل القوى الغربية تُحاول أن يكون لها موطأ قدم في المنطقة منذ القرن السادس عشر.
وزاد من الإنكشاف الأمني في المنطقة أن دولها ثرية وقليلة السكان، وتجاورها دول أفقر، وأكبر سكانًا، وجيوشها أكبر كثيرًا، ولديها معها خلافات إثنية أو إيديولوجية أو مذهبية مثل: “إيران والعراق”، في عهد “صدام حسين”، ولقد إزدادت كثافة الوجود الغربي العسكري في المنطقة؛ خلال الحرب “العراقية-الإيرانية”، في الثمانينيات، ثم بعد الغزو العراقي لـ”الكويت”؛ عام 1990.
وتملك “الولايات المتحدة” العدد الأكبر من القواعد العسكرية في الخليج، فيما تضم “الكويت” أكبر عدد من الجنود الأميركيين في الخليج، وتضم “قطر” أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الخارج وهي قاعدة (العُديد)، فيما يتمركز الأسطول الخامس الأميركي في “البحرين”.
“البحرين”: مقر الأسطول الخامس الأميركي..
يقع الأسطول الخامس للبحرية الأميركية، الذي يشرف على منطقة “الخليج العربي والبحر الأحمر والمحيط الهندي”، في منطقة “الجُفير”، شرق العاصمة البحرينية؛ “المنامة”، ويضم أكثر من: 7000 جندي أميركي. كما تستضيف قاعدة (الشيخ عيسى) الجوية بالجزيرة؛ طائرات مقاتلة وطائرات استطلاع ومركز عمليات للقوات الخاصة الأميركية. تعتبر “الولايات المتحدة”؛ “البحرين”: “حليفًا رئيسًا من خارج الـ (ناتو)”.
ويُعتبر تأمين منطقة الخليج التي تمر عبر مياهها قرابة نصف الإمدادات النفطية للعالم، إحدى مهام الأسطول الأميركي الخامس.
كما افتُتحت بـ”ميناء سلمان”؛ شرق “البحرين”، في نيسان/إبريل 2018، أول قاعدة عسكرية بريطانية دائمة في الشرق الأوسط؛ منذ عام 1971، تحمل اسم: (إتش. إم. إس. الجُفير) البحرية.
“الكويت”: أكبر وجود بري أميركي..
يوجد بـ”الكويت” أكبر عدد من الجنود الأميركيين في الخليج، حيث يبلغ عددهم أكثر من: 13000 جندي أميركي، وهي المقر الأمامي للجيش الأميركي المركزي. كما تحتفظ “واشنطن” بقوات ومعدات في قاعدتين جويتين وقاعدة بحرية في البلاد، حسبما ورد في تقرير لوكالة (آسوشيتيد برس-AP) الأميركية.
وهناك العديد من المعسكرات الأخرى التي تستضيف قوات أو معدات أميركية منفردة أو ضمن قوات متعددة الجنسيات.
وكانت “الكويت” قد عقدت اتفاقًا مع “الولايات المتحدة الأميركية”؛ عام 1987، تقوم بموجبه الثانية بحماية: 11 ناقلة نفط كويتية تعرضت للتهديد من جانب قوات البحرية الإيرانية؛ فيما سُمي: بـ”حرب الناقلات”.
وفي عام 1991؛ (بعد الغزو العراقي)، وقَّعت “الكويت”؛ مع “أميركا”، اتفاقية للتعاون الدفاعي، تقدِّم “الكويت” بمقتضاها تسهيلات واسعة للقوات الأميركية، كما توفر لها قواعد تمركز جوية وبرية، ومستودعات تخزين للمعدات والعتاد.
يستضيف “مطار الكويت الدولي” أيضًا أكبر نقطة لوجستية جوية إقليمية للجيش الأميركي. تتمركز هناك نحو: 2200 مركبة تكتيكية أميركية مقاومة للألغام.
“السعودية”: نهاية رسمية للوجود الأميركي..
أنهت “السعودية” الوجود العسكري الأميركي؛ في نيسان/إبريل 2003، بانتقال القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية من قاعدة (الأمير سلطان) الجوية بـ”السعودية”؛ إلى قاعدة (العُديد) في “قطر”، وذلك بالاتفاق مع الجانب السعودي، وبقي عدد محدود من الجنود في إطار مهام التدريب والتعاون العسكري.
ولكن في عهد “ترامب”، قال مسؤولون أميركيون إن الطائرات المقاتلة وصواريخ الدفاع الجوي؛ وربما أكثر من: 500 جندي أميركي سيعودون إلى قاعدة (الأمير سلطان) الجوية؛ في “الرياض”، بسبب التوترات مع “إيران”، ساعدت قوات العمليات الخاصة الأميركية؛ القوات السعودية، على طول حدودها مع “اليمن”.
وتستضيف “السعودية” على أراضيها حاليًا قوات من “التحالف العربي لدعم الشرعية”؛ في “اليمن”، الذي تُشارك فيه عدة دول بقيادة “السعودية”.
“قطر”.. قاعدتان أميركيتان وواحدة تركية..
تضم “قطر”: 03 قواعد، منها إثنتان لـ”أميركا”، وقاعدة لـ”تركيا”.
“قاعدة العُديد”..
تقع على بُعد: 30 كم جنوب غربي العاصمة القطرية؛ “الدوحة”، وتُعد أكبر قاعدة جوية أميركية في الخارج، وواحدة من أهم القواعد العسكرية الأميركية في الخليج.
ويتمركز بها نحو: 11 ألف عسكري أميركي، غالبيتهم من سلاح الجو، وتضم القاعدة المقرات الرئيسة لكل من القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية والمركز المشترك للعمليات الجوية والفضائية والجناح الـ 379 للبعثات الجوية.
كما تضم قاعدة (العُديد) أطول ممر للهبوط الجوي في منطقة الخليج بطول: 05 كيلومترات.
“قاعدة السيلية”..
تقع جنوب “الدوحة”، تم افتتاحها عام 2000، وكانت مركزًا للقيادة الوسطى الأميركية في أثناء الحرب على “العراق”؛ عام 2003، وتُستخدم كمستودع للمعدات العسكرية.
القاعدة التركية..
جرى إقامة قاعدة عسكرية تركية بـ”قطر”، ونشر قوات برية تركية بها، ضمن اتفاقية تعاون عسكري وقعها البلدان؛ في 19 كانون أول/ديسمبر 2014، وصدَّق “البرلمان التركي” عليها، في حزيران/يونيو 2017، بعد فرض أربع دولة عربية حصارًا على “قطر”.
وتُتيح الاتفاقية إمكانية تبادل نشر قوات مشتركة بين البلدين إذا اقتضت الحاجة، وإجراء مناورات عسكرية مشتركة.
ومرارًا، أعلنت “أنقرة” أن الهدف من قواتها في “قطر”؛ هو تعزيز أمن المنطقة كلها.
“الإمارات”.. ثلاث قواعد غربية ورابعة صينية محتملة..
تستضيف “الإمارات” قواعد لثلاث دول هي: “أميركا وفرنسا وأستراليا”.
“قاعدة الظُفرة”..
تستضيف “الإمارات”: 5000 عسكري أميركي، كثير منهم في قاعدة (الظُفرة) الجوية؛ بـ”أبوظبي”، مركز الوجود الرئيس للقوات الأميركية في “الإمارات”، حيث وجدت فيها قاعدة جوية ومستودعات متعددة لأغراض الدعم اللوجيستي، وتتمركز بها طائرات أميركية مُسيَّرة وطائرات مقاتلة متطورة من طراز (F-35). كما تحتفظ البحرية الأميركية بقاعدة صغيرة في “الفُجيرة” على “خليج عُمان”.
كما أن الجيش الأميركي له قوات كذلك في ميناء “جبل علي”؛ الذي تستخدمه قوات (المارينز)، ويُعد أكبر ميناء لرحلات البحرية الأميركية خارج “أميركا”.
القاعدة الفرنسية.. “معسكر السلام”..
يُعد “معسكر السلام” أول قاعدة عسكرية فرنسية بحرية دائمة بمنطقة الخليج، تم تدشينها في “ميناء زايد”؛ بـ”أبوظبي”؛ عام 2009، وينتشر نحو: 700 عسكري فرنسي في “الإمارات”.
وتُؤوي “أبوظبي” الوجود العسكري الفرنسي الوحيد خارج البلاد باستثناء “إفريقيا”.
قاعدة “المنهاد” الجوية – قوات أسترالية..
قاعدة (المنهاد) الجوية تقع على بُعد: 24 كيلومترًا؛ جنوب “دبي”، وتضم قاعدة أسترالية تُعرف باسم: “معسكر بايرد”، تمركزت فيه القوات الأسترالية بعد انسحابها من “العراق”؛ عام 2008، بقوات دائمة بلغت: 500 جندي، استخدمت القوات الأسترالية القاعدة في عمليات الإجلاء التي نفذتها من “أفغانستان”؛ في صيف 2021.
وهناك تقارير غربية عن اعتزام “الصين” بناء قاعدة سرية في “الإمارات”.
“العراق”: أميركا أعلنت انسحابها ولكنها ما زالت موجودة بجوار إيران !
كان لـ”الولايات المتحدة” نحو: 5000 جندي بـ”العراق”؛ في أعقاب الحرب ضد تنظيم (داعش)، ولكن بعد اغتيال القوات الأميركية؛ لقائد (فيلق القدس) الإيراني؛ “قاسم سليماني”، طلب “البرلمان العراقي” سحب القوات الأميركية من البلاد، وأنهت “الولايات المتحدة” رسميًا مهمتها القتالية الأخيرة بـ”العراق”؛ في كانون أول/ديسمبر 2021. ولكن لا يزال: 2500 جندي أميركي في البلاد، يُقدمون التدريب والمشورة والدعم لقوى الأمن الداخلي في عمليات مكافحة (داعش).
في مناسبات متعددة بالعام الماضي، أشارت القيادة المركزية الأميركية؛ (CENTCOM)، إلى أنه لا توجد خطط لسحب هؤلاء الجنود غير المقاتلين في أي وقت قريب.
لدى “إيران” عدة منشآت ومنشآت عسكرية محتملة بـ”العراق”؛ يُعتقد أنها توجد في “بغداد والأنبار ومحافظة صلاح الدين”، إلى جانب النفوذ الكبير لـ (الحشد الشعبي) الموالي لها.
يُعتقد أن هناك أكثر من: 5000 جندي تركي ينتشرون حاليًا في “كُردستان العراق” وفي “بعشيقة”، وهي منطقة خاضعة لسيطرة الحكومة المركزية العراقية؛ وتقع شرقي “الموصل”، بهدف تأمين الحدود ضد حزب (العمال الكُردستاني)، بحسب ما نقله موقع (المونيتور)؛ عن “أرزو يلماز”، الباحث في شؤون الشرق الأوسط في جامعة “هامبورغ” الألمانية.
كما دربت “تركيا” مقاتلي (البيشمركة) الكُردية ومقاتلين عراقيين آخرين لمحاربة تنظيم (داعش).
وأعلنت “تركيا”؛ في عام 2021، عزمها بناء قاعدة في “متنيا”، في “كُردستان العراق”، وهي منطقة قريبة من “جبال قنديل” على الحدود “الإيرانية-العراقية”، والتي تُعد معقل حزب (العمال الكُردستاني).
“سوريا”: وجود عسكري لمجموعة كبيرة من الدول..
هناك وجود للقوات الأميركية بمناطق عدة في شمال وشرق البلاد، ويُعتقد أن لدى “الولايات المتحدة” قاعدة عسكرية قرب “الكسوة”؛ في “البوكمال”، وعدة منشآت في: 03 محافظات مختلفة، وهناك الوجود العسكري التركي في منطقتين تُسيطر عليهما المعارضة الحليفة لـ”أنقرة”.
ويُعتقد أن هناك ثلاث قواعد فرنسية على الأقل بالقرب من “عين العرب، وصرين وعين عيسى”، كجزء من عملية دعم ما تُعرف: بـ”الإدارة الذاتية” الكُردية، التي يُسيطر عليها حزب (الشعوب الديمقراطية) الكُردي المنبثق عن حزب (العمال الكُردستاني).
كان يُعتقد أنه في بعض الفترات كان هناك وجود عسكري إماراتي وسعودي، كما أفادت تقارير بزيارة مجموعات عسكرية مصرية لقواعد تابعة لنظام “الأسد” قبل سنوات.
هناك وجود عسكري إيراني كثيف في “سوريا”، سواء عبر وجود قوات ومستشارين إيرانيين أو عبر الميليشيات الشيعية العراقية واللبنانية والأفغانية في البلاد، كذلك القوات السورية التابعة لـ”طهران”، في بعض الأوقات كان يُعتقد أن عدد أفراد الميليشيات الشيعية التابعة لـ”إيران” أكثر من: 80 ألف مقاتل بـ”سوريا” في ذورة الحرب.
ولدى “إيران” و(حزب الله)، حسب تقارير غربية وإسرائيلية ولبنانية، وجود أمني في “مطار دمشق” وقاعدة جوية في “حمص”، كما هناك وجود لـ”طهران” وحلفائها بشكل كبير في شرق “سوريا”؛ لمحاولة ضمان خط الإمدادات من “إيران”؛ لـ”سوريا ولبنان”، عبر “العراق”.
وتُعتبر قاعدة (الإمام علي)؛ في “دير الزور”، بشرق البلاد أكبر القواعد الإيرانية في “سوريا”، وتضم مستودعات كبرى وأنفاقًا سرية، وسبق وأن تعرضت لضربات جوية إسرائيلية، وأخرى من قبل “التحالف الدولي”، الذي تقوده “الولايات المتحدة الأميركية”، ويُعتقد أن بها صواريخ (باليستية).
الوجود الروسي وصل في بعض الأوقات إلى أكثر من: 63 ألف جندي روسي انتشروا في “سوريا”، ومن غير الواضح عدد الذين يتمركزون حاليًا هناك.
“موسكو” لها وجود كبير في كل مناطق “سوريا”، ولكن هناك قاعدتان مركزيتان هما قاعدة بحرية في “طرطوس”؛ على ساحل “البحر الأبيض المتوسط”، على بُعد نحو: 30 كيلومترًا من الحدود التركية، وقاعدة جوية في “حميميم”؛ بمحافظة “اللاذقية” غرب “سوريا”. تم استخدام الأخيرة من قِبل القوات الجوية الروسية منذ أن تدخلت “روسيا” عسكريًا لتوفير الدعم الجوي لقوات “الأسد” والميليشيات الشيعية ضد المعارضة؛ في أيلول/سبتمبر 2015.
قاعدة (حميميم) الجوية في غرب “سوريا”، محمية بأنظمة الدفاع الصاروخي: (S-300) و(S-400)، وتُسيطر “روسيا” على الأجواء في معظم “سوريا”.
“تركيا”: قاعدة “إنجرليك” تحوي أسلحة نووية..
الدفاع عن الجناح الجنوبي لحلف الـ (ناتو)؛ هي المهمة الأساسية لقاعدة (إنجرليك) التركية الواقعة، بجنوب البلاد، التي تستخدمها القوات التركية والأميركية وأحيانًا بعض الدول الحليفة لـ”أنقرة”.
أظهر تاريخ القاعدة الجوية الطويل؛ أهميتها الكبيرة من سنوات “الحرب الباردة” إلى الفترة المضطربة الحالية في الشرق الأوسط، حسب موقع قناة (TRT world) التركي.
لم تسمح “تركيا” مطلقًا للقوات الجوية الأميركية بوضع أسراب جوية مقاتلة بشكل دائم في (إنجرليك)، حسبما يدعي موقع “فيدرالية العلماء الأميركيين”؛ (FAS).
وإلى جانب المهام العسكرية العادية، تستضيف قاعدة (إنجرليك) ما لا يقل عن: 50 قنبلة نووية من طراز (B61) في حظائرها، تُمثل نحو ثُلث القوة النووية الأميركية الموجودة في “أوروبا”، مما يدل على أهميتها الإستراتيجية لـ”واشنطن” و”حلف شمال الأطلسي”.
و”تركيا” عضو في مبادرة المشاركة النووية لـ (الناتو)، والتي تُتيح للأعضاء الذين يستضيفون رؤوس نووية على أراضيهم استخدامها في حال الحرب للدفاع عن أنفسهم، ولدى طائرات (إف-16) التركية قدرات على إطلاق الأسلحة النووية.
وقبل بضعة أعوام، هدد الرئيس التركي؛ “رجب طيب إردوغان”، بأن “أنقرة” قد تُغلق قاعدة (إنجرليك) الجوية ومحطة رادار (كوريغيك)، التي تستضيف قوات ومعدات عسكرية أميركية؛ وضمن ذلك رؤوس حربية نووية، بسبب فرض “واشنطن” عقوبات على “تركيا”؛ إثر شرائها أنظمة صواريخ (إس-400) الروسية.
وكانت “تركيا” قد حدَّت في السابق من استخدام “الولايات المتحدة”؛ لقاعدة (إنجرليك)، ردًا على فرض “واشنطن” حظرًا على الأسلحة وتجميد المساعدات لـ”أنقرة”؛ بسبب تدخلها العسكري في “قبرص” لحماية الأتراك القبارصة بعد انقلاب في “قبرص” كان يهدف إلى ضم البلاد لـ”اليونان” عام 1974؛ كما تدعي تقارير لمواقع ممولة تركيًا.
“ليبيا”: 10 قواعد..
هناك الآن: 10 قواعد عسكرية في “ليبيا”؛ مُسيطر عليها كليًا أو جزئيًا من قِبل القوات الأجنبية بالبلاد، في عام 2020، حسب “الأمم المتحدة”.
ويشمل الوجود العسكري الأجنبي في “ليبيا”، وجودًا لعناصر عسكرية من الروس في عدد من المناطق، أبرزها في: “سرت والجفرة”، وكانت لديهم طائرات (ميغ-29) في بعض الأوقات، وهناك قواعد إماراتية، أهمها قاعدة (الخادم)، ويُعتقد أن هناك وجودًا عسكريًا مصريًا أيضًا. كما توجد القوات التركية في “مصراتة وطرابلس” في بعض الأوقات، حيث كانت تُدرب قوات “حكومة الوفاق”؛ في “مصراتة”، وتُساعد في تشغيل الطائرات المُسيرة، كما يُعتقد أنها كانت تتواجد في قاعدة (الوطية)؛ بغرب “طرابلس”. كما يوجد في البلاد مقاتلون سوريون ساعدت “أنقرة” على نقلهم؛ لدعم قوات “حكومة الوفاق”.
“تونس”: قاعدة أميركية للطائرات المُسيرة..
إضافة إلى وجود قيادة القوات الأميركية في “إفريقيا”؛ (إفريكوم)، يُعتقد أن “الولايات المتحدة” لديها قاعدة لتسيير الطائرات المُسيرة في “تونس”.
تم نشر هذه الطائرات بدون طيار غير المسلحة؛ التي يستخدمها ما يقرب من: 70 عميلاً أميركيًا، في “تونس”؛ أواخر حزيران/يونيو 2016؛ ووفقًا لما نقلته صحيفة (واشنطن بوست)، عن مصدر حكومي أميركي.
وكان الهدف من إرسال هذه الطائرات؛ مساعدة القوات الليبية الموالية لـ”حكومة الوفاق” المُعترف بها دوليًا في ذلك الوقت، على مواجهة قوات (داعش) في مدينة “سرت”، وبموافقة الحكومة التونسية.