9 أبريل، 2024 10:56 ص
Search
Close this search box.

فوز “سائرون” بالمركز الأول .. جعل “الصدر” صداعاً في رأس طهران وواشنطن !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعد الإنتظار أسبوعًا كاملاً.. أظهرت النتائج الرسمية النهائية للانتخابات التشريعية في “العراق” فوز تحالف “سائرون”، المدعوم من الزعيم الشيعي، “مقتدى الصدر”، بالعدد الأكبر من المقاعد النيابية، متقدمًا بفارق كبير على ائتلاف رئيس الوزراء، “حيدر العبادي”، الذي حصل على المركز الثالث، مما تسبب في تراجع حظوظه بالبقاء في منصبه، ولكن من دون أن تنعدم؛ إذ إن التحالفات المقبلة هي التي ستحدد شكل الحكومة الجديدة وهوية رئيسها.

قبل إعلان النتائج وبعدها؛ كان الحديث عن “مقتدى الصدر” الشغل الشاغل لوسائل الإعلام، أجنبية وعربية، وعلى مستوى المحللين، لما تحمله شخصيته من ثقل داخل المجتمع العراقي جعله في النهاية يفوز بالمركز الأول في الانتخابات النيابية، وتوالت التساؤلات حول ما يشكله فوزه على الداخل العراقي وعلى دول الجوار؛ مثل “إيران” و”السعودية”، وأيضًا، “المحور الأميركي” الرافض له، بسبب تاريخه السياسي معهم.

لم تتضح معالم التحالفات بين الكتل حتى الآن..

وفي ذلك؛ يقول المحلل السياسي العراقي، “هاشم الشماع”، لـ (كتابات)، أنه كما هو معلوم للجميع أن النظام السياسي في العراق لا يسمح بالكتلة الفائزة بالمركز الأول انتخابيًا بتشكيل الحكومة؛ ما لم تأتلف مع كتلٍ أخرى داخل قبة البرلمان، مشكلين بذلك الكتلة الأكبر البالغة نصف زائد واحد، وبطبيعة الحال “سائرون” حصلت على المركز الأول بعدد مقاعد 54، مما تحتاج إلى تحالف مع عدد من الكتل الأخرى، وإلى هذه اللحظة لم تتضح ملامح التحالفات بين الكتل، كونهم في دائرة التفاوض، لكن بشكل شبه أكيد أن “الحكمة” بقيادة، “عمار الحكيم”، تحالفت مع “سائرون”، وهناك رغبة بضم “الوطنية” بقيادة نائب رئيس الجمهورية، الدكتور “إياد علاوي”، أيضًا مع “التحالف الكردستاني”، مع احتمالية إنضمام “النصر” بقيادة رئيس الوزراء، “حيدر العبادي”. ولربما؛ وهذا إحتمال ضعيف جداً مع هذه التركيبة، تنضم قائمة “فتح” بقيادة، “هادي العامري”، بهذه التشكيلة يستطيع هذا التحالف تشكيل حكومة وتنصيب رئيسًا للبرلمان والوزراء والجمهورية، وتكون الكتل الأخرى معارضة، وهذه الصورة تكسر نمطية الحالة السياسية العراقية المتبعة بالمحاصصة والتوافق وتوزيع المناصب على أساس طائفي.

من الصعب مغادرة المحاصصة بسبب التدخلات..

أستبعد “الشماع” ذلك؛ موضحًا أن المحاصصة ليس من السهل مغادرتها وسط تدخلات إقليمية ودولية تضع العصى داخل دواليب العجلة، كسر التوافق والمحاصصة لا ترغب به الدول الإقليمية.

ولكن على الرغم من ذلك، وعلى الرغم من المشاركة الضعيفة في الانتخابات الأخيرة، استطاع العراق أن يفرز كتل سياسية تستطيع قيادة البرلمان مستقبلاً، ممكن أن تتمخض عنه حكومة تتوقف “واشنطن” على أثرها بشن حرب في المنطقة من عدمها، خاصة وأن “حزب الله” اللبناني فاز في الانتخابات اللبنانية بفارق كبير عن الكتل الأخرى، وفِي العراق لا يراد أن تعاد ذات التجربة.

وأوضح أنه مهما وضعنا هذه المرحلة على مادة التحليل؛ من الصعب التكهن بالملامح، فنحن بحاجة إلى وقت إضافي ليتبين الخيط الأبيض من الأسود.

دق جرس الإنذار..

أشار “الشماع” إلى أن نجاح “سائرون” دق جرس الإنذار لدى “طهران” و”واشنطن” و”الرياض” بضرورة إعادة الحسابات وتقييم سياساتهم الخاصة في العراق، وكلٍ يحاول أن يسحب “سائرون” إلى ملعبه والتنسيق معها، لكن “سائرون” تنأى بنفسها أن تكون تبعاً لأي دولة، وهي ككتلة حديثة تحاول أن تثبت ولاءها للوطن فقط، ولا تمانع بالتعامل مع الدول على أساس المصالح المشتركة.

وحسب المعطيات؛ فإن كتلة “سائرون” تحاول تشكيل حكومة تكنوقراط، وهذا الإتجاه ترفضه بعض الكتل وبعض الدول، ولربما سندخل في أزمة جديدة ما لم نصل إلى نقطة وسط.

“الصدر” موضع إشكال بالنسبة لطهران وواشنطن..

المعروف أن شخصية “الصدر” ونهجه موضع إشكال لدى “إيران” و”الولايات المتحدة” على حد سواء، فلا واشنطن تنسى، “جيش المهدي”، الذي أدمى صفوف القوات الأميركية بعد الاجتياح العام 2003، ولا طهران تنسى المواقف العدائية لسليل “آل الصدر”، المعروفين بزعامتهم الدينية ذات الاحترام الواسع، وآخر تلك المواقف كان زيارته إلى السعودية، عدو إيران اللدود.

مساومات إيرانية للحد من نفوذ “الصدر”..

وفي إطار المساومات، بدأت “طهران”، منذ بداية الأسبوع، بحسب مصادر سياسية، اجتماعات للحد من نفوذ “الصدر”.

وذكر أحد المشاركين في تلك الاجتماعات أن قائد “فيلق القدس”، اللواء “قاسم سليماني”، كان في بغداد وشارك في اجتماع مع أحزاب شيعية بارزة وأخرى صغيرة، وأنه “أبدى اعتراضه على التحالف مع (سائرون) وقائمة عمار الحكيم، ونائب رئيس الجمهورية، أسامة النجيفي، والحزب الديمقراطي الكردستاني (مسعود بارزاني)”.

جولة أميركية لبحث التحالفات..

على خط آخر، أجرى المبعوث الأميركي إلى التحالف الدولي في العراق، “بريت ماكغورك”، جولة عراقية، شملت خصوصًا “إقليم كردستان”، لبحث موضوع التحالفات مع جميع الأطراف.

لكن المحلل السياسي، “هشام الهاشمي”، اعتبر أن “الأسبوع الماضي؛ كان أسبوع تفاهمات، والآن تبدأ التحالفات”.

يحاول تشكيل ائتلاف شيعي واسع النطاق..

أوضحت “رافائيلي أوبيرتي”، من مركز “بي. أم. آي” للأبحاث، أنه من “المحتمل أن يحاول الصدر تشكيل ائتلاف شيعي واسع النطاق، خصوصًا مع العبادي، إضافة إلى السُنة والأكراد”.

وحصدت اللوائح السُنية نحو 35 مقعدًا، فيما حصل الأكراد على أكثر من 50 مقعدًا.

وتابعت “أوبيرتي”: “لكن من المحتمل أن يتضمن ذلك مفاوضات مطولة، خصوصًا بالنظر إلى تجزئة المشهد السياسي الذي من شأنه أن يعقّد الأمر”.

وقد يعيد التاريخ نفسه بين “طهران” و”واشنطن”، اللتين اتفقتا ضمنيًا، في العام 2014، على إزاحة “نوري المالكي” من الحكم، وإستبداله بـ”العبادي” حينها.

ويعارض “الصدر” بشدة أي تدخل أجنبي في العراق، وتعهد الائتلاف بمساعدة الفقراء وبناء المدارس والمستشفيات؛ بعد أن تضررت البلاد من الحرب على الدولة الإسلامية وعانت أيضًا من تراجع أسعار النفط.

إيران أعلنت قبل الانتخابات أنها لن تسمح لكتلة “الصدر” بحكم العراق..

الجدير بالذكر أن إيران أعلنت قبل الانتخابات علنًا أنها لن تسمح لكتلة “الصدر” بحكم العراق، فيما غرد الأخير، بعد إعلان النتائج، قائلاً: “صوتكم شرف لنا وأمانة في أعناقنا”.

كما قالت “رندا سلم”، رئيس قسم حل الصراعات بـ”معهد الشرق الأوسط”، إن النتائج الكبيرة التي حققها “مقتدى الصدر” عبر مؤيديه من المرشحين بالانتخابات البرلمانية العراقية، تعتبر أمرًا سيئًا لكل من إيران والولايات المتحدة الأميركية في الوقت ذاته.

تحول إلى شخصية برغماتية..

وأوضحت “سلم” إنه وبالنسبة للمراقبين والمتابعين لـ”مقتدى الصدر”، فإن هناك “مخاوف عديدة، (من وجهة نظر أميركا وإيران)، وذلك بالنظر إلى مسار الصدر السياسي؛ وتحوله إلى شخصية براغماتية”.

ولفتت “سلم” إلى إن “الصدر ينظر إلى تشكيل تحالف حكومي مع أشخاص لا يظهرون بالضرورة على أنهم موالون للغرب، ولكنهم مستعدون للتعاون مع الغرب والولايات المتحدة الأميركية”.

ويذكر أن “هيذر نويرت”، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، قالت في وقت سابق معلقة على الانتخابات العراقية: “دعني أذكّر الناس بأنه، (الصدر)، لم يكن مرشحاً فعلياً على أي من بطاقات الإقتراع، ولكن كان أتباعه مرشحين. ما زال العراق يضع اللمسات الأخيرة على نتائج الانتخابات في الوقت الحالي. من المحتمل أن يضطروا إلى تشكيل نوع من الحكومة الائتلافية، لذلك لا أريد أن أستبق العملية وأفترض ما سيحصل في نهاية المطاف. ولكنني أعتقد أنّ الموضوع الرئيس الآن هو التهاني للعراق على إجراء انتخابات ديمقراطية وحرة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب