16 نوفمبر، 2024 10:24 م
Search
Close this search box.

فوز “تبون” بالانتخابات الرئاسية الجزائرية .. هل سيُطفيء غضب الشارع أم سيُشعل لهب الحراك ؟

فوز “تبون” بالانتخابات الرئاسية الجزائرية .. هل سيُطفيء غضب الشارع أم سيُشعل لهب الحراك ؟

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

أخيرًا؛ وبعد حراك شعبي استمر لعدة شهور، خرج رئيس الوزراء الجزائري الأسبق، “عبدالمجيد تبون”، منتصرًا من السباق على خلافة الرئيس الجزائري المعزول، “عبدالعزيز بوتفليقة”.

وبحسب النتائج؛ فقد فاز “تبون” من الدور الأول بمنصب الرئاسة بعدما حصل على أربعة ملايين و945 ألفًا و116 صوتًا، أي بنسبة تفوق 58 في المئة من الأصوات.

لكن الرأي العام الجزائري لم يهدأ بعد إعلان النتائج، حيث خرج الآلاف إلى شوارع العاصمة وساحاتها للتنديد بـ”تزوير الانتخاب من طرف العسكر”، كما أبدوا إصرارهم على استمرار الحراك الشعبي، الذي يطالب بالتغيير الجذري في البلاد.

لم تتوقف الاحتجاجات !

خرج آلاف الجزائريين، يوم أمس الجمعة، في تظاهرة جديدة للحراك الشعبي بعد وقت قصير من إعلان فوز المرشح، “عبدالمجيد تبون”، بالانتخابات الرئاسية التي جرت، أول أمس الخميس.

وسار المحتجون بإتجاه “ساحة البريد المركزي”؛ وهم يرددون: “الله أكبر، الانتخابات مزورة”، في إشارة إلى رفضهم لنتائج الانتخابات الرئاسية. كما أبدوا إصرارهم على استمرار الحراك الشعبي الذي يطالب بالتغيير الجذري في البلاد.

مسؤول سابق في النظام القديم !

يعترض كثير من الجزائرين على انتخاب “تبون”؛ لأنه قضى معظم حياته موظفًا كبيرًا في الحكومات السابقة. فقد شغل منصب محافظ مرات عدة، وعمل لفترة وجيزة وزيرًا منتدبًا، في عام 1991، في ظل رئاسة، “الشاذلي بن جديد”.

كما عيّنه الرئيس المستقيل، “عبدالعزيز بوتفليقة”، بعد انتخابه، في 1999، وزيرًا في الحكومة، وأحتفظ بمنصبه، إلى سنة 2002، ثم بعد 10 سنوات، عاد ليصبح وزيرًا مرة أخرى حتى تعيينه رئيسًا للوزراء، في 2017. لكن تمت إقالته بعد 3 أشهر، واستغل “تبون” إقالته هذه لدفع الناس إلى التغاضي عن خدمته إلى جانب “بوتفليقة”.

“تبون” : حان وقت الوفاء بالوعود..

أكد الرئيس الجزائري المنتخب، “تبون”، أمس الجمعة، أنه حان وقت العمل لتنفيذ ما وعد به خلال حملته الانتخابية.

مُضيفًا، في أول كلمة له بعد إعلان فوزه بنسبة 58.15 في المئة: “نريد على ضوء الانتخابات بناء الجمهورية الجديدة في الجزائر؛ التي أعادها مسار الانتخابات إلى سكة الشرعية”، مُجددًا إلتزامه بالمطالب المحقة للفئات الاجتماعية في البلاد.

وأردف قائلًا: “سأعمل جاهدًا لطي صفحة الماضي، ولن أسعى للانتقام من أحد كما يروّج البعض”، مبينًا أنه يريد العمل “بعيدًا عن الإقصاء، وسنسعي إلى لم الشمل، وإدماج الشباب في الحياة السياسية والاقتصادية”.

وأشاد الرئيس المنتخب بدور الجيش الوطني في تأمين الحماية للحراك الذي يمد يده له “من أجل حوار جاد يحقق مصلحة الجزائر وحدها، ورفع اللبس واستعادة الثقة مع الشارع”، مشيرًا إلى أن: “المؤامرات كادت تعصف بالشعب الجزائري”.

“تبون” : لست مُرشح المؤسسة العسكرية..

قبل أيام من فوزه في انتخابات الرئاسة الجزائرية، أكد “تبون”؛ أن ترشحه جاء “بطلب من قطاع واسع من الجزائريين” الذين منحوه، أول أمس الخميس، أكثر من 58 في المئة من الأصوات في الاقتراع، الذي بلغت نسبة المشاركة الإجمالية فيه 39.83 في المئة، ليخلف بذلك الرئيس المستقيل، “عبدالعزيز بوتفليقة”.

ونفى “تبون”؛ أن يكون هو مرشح المؤسسة العسكرية؛ “ولا أي جهة أخرى … وقد أكد الجيش أنه لم يرشح أحدًا”، مضيفًا: “الفَرْق هذه المرة أن المترشحين يعترفون بوقوف المؤسسة العسكرية على مسافة واحدة من الجميع، وإلا لما قبلوا البقاء في السباق الانتخابي”.

هل ستُطفيء الانتخابات غضب الشارع ؟

يقول المحلل السياسي، “عبدالرحمن شلقم”؛ إن السؤال الناري المشتعل هو عن مدى قبول الشارع الغاضب للنتيجة، وهل ستستمر المظاهرات رفضًا للنتائج ؟.. لقد كانت الكلمة الأكثر ترديداً في المظاهرات هي: (قع)، وتعني – جميعًا – أي خروج كل رجال العهد البوتفليقي من المشهد السياسي الجزائري، ولكن كل المتنافسين هم من صلب ذلك العهد المرفوض.

وأضاف “شلقم” متسائلًا: هل ستكون نتيجة الانتخابات الرئاسية السائل السحري الذي يطفيء غضب الشارع ؟.. أم الزيت المتدفق فوق لهب الحراك المتواصل ؟.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة