7 أبريل، 2024 5:58 ص
Search
Close this search box.

فوز المعارضة في الانتخابات البلدية .. يؤشر لإعادة تصميم السياسة الداخلية لتركيا من جديد !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

في انتصار لم يحدث منذ (22 عامًا)؛ حقق حزب المعارضة الرئيس في “تركيا” نجاحًا كبيرًا في الانتخابات المحلية بفوزه بمدينتي: “إسطنبول وأنقرة” الرئيسيتين.

وتُمثل النتائج ضربة قوية للرئيس؛ “رجب طيب إردوغان”، الذي كان يأمل في استعادة السيّطرة على المدن بعد أقل من عام من فوزه بولاية رئاسية ثالثة.

وحقق “أكرم إمام أوغلو”؛ الذي فاز برئاسة بلدية “إسطنبول” أول مرة في عام 2019، فوزًا ثانيًا لحزب (الشعب الجمهوري) العلماني المعارض.

وأعلن “إمام أوغلو”؛ مرشح حزب (الشعب الجمهوري)، حزب المعارضة الرئيس في “تركيا”، فوزه في انتخابات رئاسة البلدية في أكبر مدن “تركيا”، وأوضح أنه يتقدم بفارق تجاوز مليون صوت بعد إحصاء: (96) في المئة من بطاقات الاقتراع.

وفي الوقت الذي تعهد فيه “إردوغان” بعصر جديد في المدينة التركية الكبيرة؛ التي يبلغ تعّداد سُّكانها نحو: (16) مليون نسّمة، كان عمدة “إسطنبول” الحالي في طريقه للفوز بما يزيد على: (50) في المئة من الأصوات، أي بفارق يزيد: (10) نقاط على مرشح حزب (العدالة والتنمية)؛ الذي يتزعمه “إردوغان”.

وتُعد هذه أيضًا المرة الأولى منذ وصول “إردوغان” إلى السلطة قبل (21 عامًا)، التي يخسّر فيها حزبه في جميع أنحاء البلاد في صناديق الاقتراع.

فوز رئيس بلدية “أنقرة”..

وفي العاصمة؛ “أنقرة”، احتفظ رئيس البلدية المعارض؛ “منصور يافاش”، بمقعده بفارق كبير على منافسه بنسّبة بلغت: (59) في المئة، حتى أنه أعلن فوزه بعد فرز أقل من نصف الأصوات، وأغلق أنصاره جميع الطرق الرئيسة في المدينة، ولوحوا بالأعلام وأطلقوا أبواق سياراتهم.

جديرٍ بالذكر أن حزب (الشعب الجمهوري) واصل طريقه لتحقيق فوز في العديد من المدن الكبرى الأخرى في “تركيا”، بما في ذلك “إزمير وبورصة وأضنة ومنتجع أنطاليا”.

“إردوغان” يعترف بتقصّير حزبه..

وأقر “إردوغان”؛ (70 عامًا)، بأن الانتخابات لم تسُّر كما كان يأمل، بيد أنه قال لأنصاره في “أنقرة” إنها: “لا تُمثل نهاية بالنسبة لنا بل نقطة تحول”.

وقال “إردوغان” إن ائتلافه الحاكم لم يُحقق النتائج المرجوة في الانتخابات المحلية، مضيفًا أنهم سيُّحاسبون أنفسهم وسيُعالجون أوجه القصّور.

وأضاف أمام حشد من أنصاره أن الانتخابات شّكلت: “نقطة تحول” لحزبه، لكنه وعد: “باحترام قرار الأمة”. وتابع: “للأسف، لم نحصل على النتائج التي أردناها”.

ودائمًا ما اعتمد “إردوغان” على: “إرادة الشعب” في سلطته، وقال لمؤيديه إنه سيحترم إرادة الناخبين الآن أيضًا.

وكان الرئيس التركي قد أعلن خلال حملته الانتخابية؛ أن هذه ستكون الأخيرة بالنسبة له، لأن فترة ولايته الرئاسية تنتهي في عام 2028.

بيد أن معارضيه يعتقدون أن فوزه كان سيُّشجعه على مراجعة الدستور حتى يتمكن من الترشح مرة أخرى. وبعد هذه الهزيمة الدراماتيكية، يبدو الأمر غير مرجُّح للغاية.

تغييّر وجه “تركيا”..

وعلى النقيض؛ كانت النتيجة بمثابة نجاح كبير لزعيم حزب (الشعب الجمهوري)؛ “أوزغور أوزيل”، الذي أشاد بالناخبين لاتخاذهم قرار تغييّر وجه “تركيا” في تصّويت تاريخي وقال: “إنهم (الناخبون) يُريدون فتح الباب أمام مناخ سياسي جديد في بلادنا”.

وتجمعت حشّود في مدينة “إسطنبول” خارج مبنى البلدية؛ في حي “ساراتشاني”، أحد أقدم أحياء “إسطنبول”.

ولوحّت الحشود بالأعلام التركية ولافتات تحمل صورة “أكرم إمام أوغلو”؛ إلى جانب مؤسس “تركيا”، “كمال أتاتورك”، الذي عُلقت صوره على جدران مبنى البلدية.

وقال “إمام أوغلو”: “أستطيع أن أقول إن ثقة مواطنينا وإيمانهم بنا أثمرت”.

ويُعد “إمام أوغلو” و”منصور يافاش”؛ مرشحين محتملين في الانتخابات الرئاسية عام 2028.

وتضم “إسطنبول” خُمس سكان “تركيا”، البالغ عددهم نحو: (85) مليون نسّمة، وهي تسّيطر على جزء كبير من اقتصاد “تركيا”؛ بما في ذلك التجارة والسياحة والتمويل.

وقال “إمام أوغلو”؛ البالغ من العمر (53 عامًا)، وهو رجل أعمال سابق دخل مجال العمل السياسي في 2008، إن: “التأييد والثقة التي يضعها مواطنونا فيّنا ظهرت بالفعل”.

وكان “إمام أوغلو” قد أطاح، قبل خمس سنوات، بحكم حزب (العدالة والتنمية)؛ الذي استمر سنوات في “إسطنبول” بدعم من أحزاب معارضة أخرى، بيد أن وحدة المعارضة انهارت في أعقاب الهزيمة في الانتخابات الرئاسية؛ العام الماضي.

وقبل انتخابات يوم الأحد، كان يُنظر إلى الأصوات على أنها متقاربة للغاية، في ظل التحدي القوي من مرشح حزب (العدالة والتنمية)؛ “مراد كوروم”.

فشل التغلب على الأزمة الاقتصادية..

بيد أن الحزب الحاكم لم يتمكّن من التغلب على الأزمة الاقتصادية التي شهدت ارتفاعًا في معدلات التضخم إلى: (67) في المئة وزيادة أسعار الفائدة إلى: (50) في المئة.

وعلى الرُغم من أن مسّاحات واسعة في غربي وجنوبي وشمالي “تركيا”؛ أصبحت الآن تحت سيّطرة حزب (الشعب الجمهوري) المعارض، فقد فاز الحزب (الديمقراطي)؛ المؤيد للأكراد بالسيّطرة على جزءٍ كبير من منطقة جنوب شرقي البلاد.

ويواصل حزب (العدالة والتنمية)؛ الذي يتزعمه “إردوغان”، السيّطرة على وسّط “تركيا” وحقق مزيدًا من النجاح في مناطق الجنوب الشرقي التي دمرها الزلزال الذي حدث في شباط/فبراير 2023، بما في ذلك مدينتا “كهرمانماراس” و”غازي عنتاب”.

ويُحق لنحو: (61) مليون تركي المشاركة في انتخابات الأحد، وأدلى ما يزيد على مليون ناخب شاب بأصواتهم للمرة الأولى، وتجاوزت نسّبة المشاركة: (77) في المئة في جميع المحافظات التركية؛ البالغة: (81) محافظة.

أوغلو” أصبح مرشح مثالي للمعارضة..

يرى محللون سياسيون أتراك أن فوز “إمام أوغلو”؛ للمرة الثانية، سيجعل منه المرشح المثالي للمعارضة، لخلافة “إردوغان” في رئاسة “تركيا”، والذي يمنعه الدستور المعدل عام 2018، من الترشح لأكثر من فترتين منذ تاريخ التعديل.

وحول هذه النقطة؛ يقول المحلل السياسي؛ “هشام غوناي”، إن التحالف الحاكم خسّر النصر المعنوي الذي كان يسّعى إليه في هذه الانتخابات باستعادة المدينة من المعارضة.

لافتًا أن لـ”إسطنبول” ثقل اقتصادي كبير؛ حيث تحظى بأكبر ميزانية في البلاد.

كما أن تقدُّم “إمام أوغلو” كان متوقعًا، وسيكون المرشح الأقوى في انتخابات الرئاسة المقبلة بعد (04) سنوات.

في نفس الوقت؛ فإنه ربما يتعرّض لملاحقات قضائية جديدة لمنعه من مواصلة الزحف نحو رئاسة البلاد.

وفي كانون أول/ديسمبر 2022؛ صُدر حكم إبتدائي بمنع “إمام أوغلو”، من العمل السياسي لمدة (05) سنوات بتهمة إهانة مسؤولي الانتخابات عام 2019، ولكن لم يصُّدر حكم نهائي بعد.

تُعيد تصميم السياسة الداخلية..

بدوره؛ يصف المحلل السياسي التركي؛ “محمود علوش”، انتخابات “إسطنبول” بأنها محورية، ونتائجها ستُعيد تصميم السياسة الداخلية؛ بعد 31 آذار/مارس.

ولا يسّتبعد المحلل السياسي التركي؛ “جودت كامل”، أن يُعيد فوز “إمام أوغلو”، برئاسة بلدية “إسطنبول”: “تغييّر الخريطة السياسية، مثل أن يسّعى إلى جمع شتّات المعارضة من جديد بالتواصل مع الحلفاء السابقين”.

ويُضيف “كامل”؛ لـ (سكاي نيوز عربية)، أن “إمام أوغلو”: “يعلم أن الفوز في انتخابات الرئاسة يتطلبان منه إعادة جمع صفوف المعارضة التي دخلت الانتخابات البلدية متشّرذمة، من خلال التقارب مع حزب (الخير) في المقام الأول، وربما حزب (السعادة) وبقية الأحزاب”.

وتفكك (تحالف الأمة) المعارض؛ المكّون من (06) أحزاب، منها حزب (الشعب الجمهوري، وحزب السعادة، وحزب الخير)، بعد خس!ارته لانتخابات الرئاسة آيار/مايو الماضي؛ التي كان مرشحه فيها؛ “كمال كليتشدار أوغلو”، الرئيس السابق لحزب (الشعب الجمهوري)، أمام “إردوغان”.

وفي المقابل؛ يتوقع أن يكون موقف حزب (العدالة والتنمية)؛ في الانتخابات المقبلة: “أقل قوة” من الانتخابات الماضية؛ لأنه سيفقد أهم أوراقه، وهو الرئيس “إردوغان”؛ الذي لن يترشح؛ وبالتالي: “على الحزب الدفع بوجوه جديدة لقيادته.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب