25 أبريل، 2024 3:04 ص
Search
Close this search box.

“فورين بوليسي” : تغيير نظام “مادورو” لن ينهي بقاء “حزب الله” في فنزويلا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

ردًا على سؤال حول العلاقة بين عدم الاستقرار الحالي في “فنزويلا”؛ ووجود الجماعات الإرهابية في المنطقة، وتحديدًا “حزب الله” اللبناني، أكد وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، في مقابلة أجريت معه مؤخرًا، أن إدارة “ترامب” تعتقد أن “حزب الله”، يحافظ على “الخلايا النشطة” في “فنزويلا”.

ومضى يقول إن: “الإيرانيين يؤثرون على شعب فنزويلا”، لأن “حزب الله” يتم تدريبه وتمويله وتجهيزه من قِبل “طهران”.

بدا بعض المحللين في مجال السياسة الأمنية متفاجئين من مزاعم “بومبيو”، وفقًا لمجلة (فورين بوليسي) الأميركية.

أنشطة “حزب الله” في فنزويلا..

في تقرير، أعدته المجلة الأميركية، قالت أنه لطالما حافظ “حزب الله” على وجوده في “أميركا اللاتينية”، لا سيما في منطقة الحدود الثلاثية السيئة الصيت، وهي منطقة شبه خاضعة لسيطرة القانون تتلاقى فيها “الأرجنتين وباراغواي والبرازيل”، ولكن حتى خارج المنطقة الحدودية الثلاثية، فإن “حزب الله” راسخ في أنحاء “فنزويلا”، حيث عملت مجموعة الإرهابيين الشيعة، منذ فترة طويلة، على إنشاء بنية تحتية ضخمة لأنشطتها الإجرامية هناك، بما في ذلك الإتجار بالمخدرات وغسيل الأموال والتهريب غير المشروع.

على سبيل المثال؛ جزيرة “مارغريتا”، التي تقع قُبالة سواحل “فنزويلا”، هي مرصد إجرامي معروف، حيث أقام أعضاء “حزب الله” ملاذًا آمنًاً.

وفي ظل نظام الرئيس الفنزويلي السابق، “هوغو شافيز”، إتخذت الحكومة نهجًا أكثر نشاطًا لتوفير الملاذ الآمن لمؤيدي “حزب الله” في “فنزويلا”.

من وجهة نظر المجلة الأميركية؛ تعتقد أن تغيير النظام في “كاراكاس” لن يكون له علاقة بالإشكالية الحقيقية حول تخلص البلاد من المجموعة الإرهابية.

ويمتلك “حزب الله” تاريخ طويل وقذر في “فنزويلا”، حيث أن حلقة تهريب “الكوكايين” نشطت طوال العقد الأول من الألفينات وقادها مواطن لبناني مرتبط بـ”حزب الله” يدعى، “شكري حرب”، وهو مُهرب مخدرات ومالك غسيل أموال ذهب باسم (طالبان)؛ واستخدم “بنما” و”فنزويلا” كمحاور حيوية في عملية تحويل مسار المخدرات من “كولومبيا” إلى “الولايات المتحدة” وغرب إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، وكان صافي أرباح “حزب الله” من تلك الصفقات يتراوح بين 8 و14 في المئة.

مستقبل “حزب الله” في ظل عهد “غوايدو”..

أدى اعتماد “حزب الله”، على المتعاطفين عبر مجتمعات متفرقة، بما في ذلك “فنزويلا”، إلى التقليل إلى أدنى حد من تعرض الجماعة المحتمل لإنكشاف أعمالها، وذلك لأن موظفو أمن الحدود في “فنزويلا” وموظفو إنفاذ القانون، وسط حالة اليأس العام في البلاد، لم يكونوا مستعدين إلى حد كبير لمقاومة الرشاوى ومخططات الرشوة التي يقدمها أعضاء “حزب الله” وكوادرهم.

وبالنظر إلى حالة عدم الاستقرار الحالية في “فنزويلا”؛ من الواجب طرح التساؤل عما سيحدث مع “حزب الله” في ظل حكومة يقودها زعيم المعارضة، “خوان غوايدو”، الذي تم الإعتراف به مؤخرًا على أنه الحاكم الشرعي للبلاد من قِبل “الولايات المتحدة” وعشرات الدول الأخرى، بما في ذلك الدول ذات الثقل الأوروبي، “فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وإسبانيا”.

ومن المؤكد تقريبًا أن الحكومة، التي يقودها “غوايدو”، ستكون أكثر نشاطًا في معارضة تواجد “حزب الله” على الأراضي الفنزويلية، ليس فقط من الناحية الأسمية، بل في السعي بقوة أكبر إلى تقليص الشبكة الإجرامية للجماعة، وبالتالي تأثير “إيران”.

وكجزء من مقايضة لدعم “غوايدو”، من المُرجح أن تسعى “واشنطن” إلى الاعتماد عليه في إتخاذ إجراءات صارمة ضد أي أنشطة مرتبطة “إيران” في جميع أنحاء المنطقة.

هل ستنجح الإرادة الأميركية ؟

ولكن هناك فرق كبير بين الإرادة والقدرة، بحسب ما رأته (فورين بوليسي)؛ بشأن ذلك الملف المتشابك حول مستقبل علاقات “حزب الله” و”فنزويلا” في ظل اضطراب البلاد.

وفي حين أن حكومة بقيادة، “غوايدو”، قد تظهر في البداية إرادة سياسية قوية في مواجهة “حزب الله” و”إيران” – على الأقل لتهدئة إدارة “ترامب” – لكن “فنزويلا”، كدولة، تواجه تحديًا هائلاً في محاولة إعادة بناء مجتمعها الممزق.

إن الطبيعة غير المستقرة للأجهزة الأمنية والجيش، في “فنزويلا”، تشير إلى وجود فجوة خطيرة في القدرة على تنسيق التعامل مع “كاراكاس”. فقد حافظت “فنزويلا” على روابط وثيقة مع “روسيا” عسكريًا، ولا يزال من غير المعروف أي جزء من الأجهزة الأمنية سيبقى مواليًا لـ”مادورو”.

حققت “الولايات المتحدة” نجاحًا كبيرًا في “خطة كولومبيا”، وهي عبارة عن جهد متعدد السنوات قوامه مليارات الدولارات للمشاركة في التعاون الأمني مع قوات إنفاذ القانون والقوات العسكرية الكولومبية وبنائها.

لكن تكرار نجاح “خطة كولومبيا”، أثبت أنه بعيد المنال في سياقات أخرى، بما في ذلك “المكسيك”، حيث ركزت “مبادرة ميريدا”، وهي اتفاق تعاون أمني بين “الولايات المتحدة” و”المكسيك”، على مكافحة المخدرات، وفشلت في مكافحة الإتجار غير المشروع بالمخدرات والشبكات الإجرامية المنظمة؛ في ذلك البلد.

خلال أول سنتين من توليه منصبه؛ أظهر الرئيس، “دونالد ترامب”، رغبته في تخليص “الولايات المتحدة” من التدخلات الخارجية المكلفة. هذا هو أحد الأسباب العديدة التي تجعل “خطة بناء فنزويلا” غير مجدية.

ولتحقيق النجاح؛ تتطلب مثل هذه الإستراتيجية إلتزامًا متعدد السنوات للمدربين الأميركيين للعمل مع السلطات الفنزويلية لمواجهة التهديد الفريد الذي يشكله “حزب الله”، وهي مجموعة تجمع بين الأنشطة الإرهابية والجنائية.

التحدي الآخر؛ هو القدرة الأساسية للخدمة العسكرية والأمنية الفنزويلية، وهي بالتأكيد أقل بكثير من حيث عدد الأفراد الكولومبيين، عندما بدأت القوات الأميركية بتدريبهم لأول مرة في أوائل العقد الأول من القرن الحالي.

هناك أيضًا “قضية إيران”؛ التي تدعم “حزب الله” وتوفر له ما يزيد عن 700 مليون دولار سنويًا، وفقًا لبعض التقديرات.

تُعتبر “فنزويلا” بمثابة نقطة دخول “إيران” إلى “أميركا اللاتينية”، وهو موطيء قدم لا يُرجح أن يتنازل عنه الإيرانيون دون قتال. علاوة على ذلك، تحتفظ “روسيا” بمصالحها الراسخة في دعم الرئيس الفنزويلي، “نيكولاس مادورو”، وإبقائه في السلطة، نظرًا للعلاقة الطويلة بين البلدين.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب