10 أبريل، 2024 4:17 م
Search
Close this search box.

“فورين بوليسي”.. تعلم ترامب خطوات تعامل الصين بجفاف

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – لميس السيد :

من البيت الأبيض المعروف عنه “الإنسياق وراء الأهواء”، ظهرت رسالة ثابتة حول “ضرورة التعامل مع الصين بجفاف” من خلال عدة إجراءات منها: “العودة لبحر الصين الجنوبي، التصدي للممارسات التجارية غير العادلة، والإستثمار في الصين، ومطالبة بكين بالمزيد حول كوريا الشمالية”.

“ولكي نكون منصفين.. إنها سياسة تأخرت كثيراً عن الوقت الذي كان ينبغي فيه فعله، وهي كانت أحد الخطوط الرئيسة في سياسات “هيلاري كلينتون” تجاه الصين”، حسب ما أوردت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية في مقالها التحليلي حول شكل العلاقات الأميركية الجديد مع الصين بعنوان: “كيفية التعامل مع الصين بجفاف في ست خطوات سهلة”.

محذراً، ان لم تدار هذه السياسة بشكل صحيح فقد ينقلب الأمر إلى “هزيمة أميركا وصراعها مع نفسها”، وهو بالطبع ما سيدمر مصالح الولايات المتحدة. لذلك يقدم مقال المجلة الأميركية إقترحاته في ستة خطوات لم تتطرق لها إدارة الرئيس دونالد ترامب بعد نحو الشأن الصيني…

إنفاذ القانون حرفياً
الخدعة في سياسة “التعامل بجفاف” مع الصين، هو إيجاد نقاط ضغط لا تؤدي إلى تصعيد.. ونستطيع ان نتعلم من سياسة “أوباما” في هذا الشأن، أن رد فعل بكين على واشنطن كان دائماً ينخفض عندما يكون تصرف أميركا ليس به تفرقة ضدها أو موجه للصين بشكل محدد.

تقول “فورين بوليسي” أن هناك خطط مسموح لإدارة ترامب ممارستها بقوة وفرض قواعدها على الطريق مع الصين منها “حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي، إنفاذ قرارات مجلس الأمن حول كوريا الشمالية، والإلتزام بشروط التجارة وصفقات السلاح مع تايوان، وفرض العقوبات على الشركات الصينية التي تستغل الذكاء السيبراني في المكاسب التجارية”.

إيصال الرسالة بوضوح
ميل ترامب لصفات التخبط والتصرفات غير المتوقعة، لن يخدمه في السياسة الخارجية مع الصين، حيث أن بكين من المرجح غالباً انها تستجيب لأمنيات الولايات المتحدة عندما تكون الضغوط والتهديدات والمحفزات الصادرة منها واضحة وثابتة.

الجدير بالذكر أن تصريحات المسؤولين في إدارة ترامب كانت متخبطة ومتضاربة بشأن أزمة بحر الصين الجنوبي، وهو ما لا يخدم السياسة مع الصين. الامر الذي يعكس فشل الإدارة في تأسيس سياسة خارجية حقيقية.

إستعادة حلفاء الولايات المتحدة
تعتبر المجلة الاميركية ان شركاء الأمن لأميركا يمثلون قوة ضغط على الصين بشكل كبير، إلا أن تصرفات ترامب تجاه الحلفاء العسكريين شتتهم ورفعت مخاوف إلتزام إدارته نحو المنطقة.

استطاعت إدارة ترامب خلال الفترة الماضية إسترجاع الحليف الياباني، إلا انه لا يزال هناك حلفاء بعيدون مثل “تايلاند وأستراليا”، الذين لا يزالون يعانوا تصرفات إدارة اوباما الخاطئة معهما ومكالمة متخبطة من الرئيس ترامب لرئيس الوزراء الأسترالي “مالكوم تيرنبول”. ولا شك أن أكثر الحلفاء الذين يحتاجون إلى إصلاح أميركا العلاقات معهم هي الفلبين، خاصة ان الفلبين لها دور كبير في إستراتيجية الولايات المتحدة لشرق آسيا.

الظهور على ساحة جنوب شرق آسيا
تؤكد “فورين بوليسي” على ان من ضمن مميزات سياسة اوباما الخارجية في آسيا هي إعادة التوازن، ليس فقط تجاه المحور الآسيوي وإنما داخله ايضاً من الشرق وحتى الغرب. لذلك يجب على إدارة الرئيس ترامب التي تخصص جهداً وطاقة أقل بشأن المحور الآسيوي أن تتنازل عن النفوذ غير المبرر خاصة مع الصين.

وذكرت المجلة الاميركية عدة أمور ستهدئ من عصبية الموقف الصيني، مثل “حضور الرئيس الأميركي قمة التعاون الإقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي في فيتنام، وايضاً قمة شرق آسيا في الفلبين خلال 2017″، ويجب على نائب الرئيس “مايك بينس” ان يزور إندونيسيا عند جولته الأولى لآسيا، كما يجب ان يضع وزير الخارجية الأميركي “ريكس تيليرسون” خطة كبيرة لجنوب شرق آسيا، وان يتبع وزير الدفاع الأميركي “جيمس ماتيس” خطى نظيره الأميركي السابق “اشتون كارتر” بإستضافة وزراء دفاع شرق آسيا في الهاواي لإجتماع لاحق خلال هذا العام. ورأت المجلة أن 80% من النجاح مع دول شرق آسيا يكمن في الظهور أمام تلك الدول.

إعادة هيكلة إطار العلاقات
تهتم بكين بالأحداث الكبرى.. وهو أمر لا يهتم به صناع السياسة الأميركيين، حيث يعتمد خطاب بكين الدبلوماسي على الشعارات وأدوات الدعاية، وهو مبدأ “النوع الجديد من علاقات القوة العظمى” الذي إعتبرته بكين أحد مبادىء “التوافق” بين بكين وواشنطن في عهد أوباما. في البداية قبلت الولايات المتحدة هذا المبدأ على مضض ثم تجاهلته في نهاية المطاف، ولا يزال هذا المفهوم “المتقيح” يقوض مصالح الولايات المتحدة في آسيا عن طريق إرسال إشارات ضارة إلى بكين والمنطقة أن الولايات المتحدة لم تعد تستوعب تطلعات الصين نحوها.

وعدم احترام أميركا لهذا المبدأ، جعل بكين تخلق الوقيعة مع حلفاء واشنطن في شرق آسيا، ولذلك يجب التوقف عنده وإلغاؤه تماماً مع بكين حتى لا تزيد الأمور سوءاً.

بناء علاقات مع بكين
لن ينجح أي من الخطوات السابقة إن لم يكن هناك حواراً مع قادة الصين، وهو أمر اهتمت به إدارة اوباما بشكل يمكن إدارة ترامب من البناء عليه وليس بدايته من الصفر، ولذلك يجب ان يحرص الرئيس ترامب على لقاء قريب مع القادة في الصين.

كل تلك الخطوات لا تعني حرب تجارية أو صراع عسكري مع الصين.. ولكن قد يؤدي الوضع إلى ذلك إن لم تقنن إدارة ترامب غرائزها الأصلية نحو الصين بشكل راقي وممنهج وشامل.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب