“فورين بوليسي” : “الأردن” لن يأكل خطة “كوشنر” غير المطبوخة من أجل عيون واشنطن !

“فورين بوليسي” : “الأردن” لن يأكل خطة “كوشنر” غير المطبوخة من أجل عيون واشنطن !

خاص : ترجمة – لميس السيد :

رأت مجلة (فورين بوليسي) الأميركية أن سعي “الولايات المتحدة” المستمر لتجريد “اللاجئين الفلسطينيين” من أوضاعهم، فإنها بذلك تزعزع استقرار واحد من أقرب حلفاء “أميركا” في المنطقة، وهو “الأردن”.

أكدت المجلة الأميركية على أن فكرة ضغط “الولايات المتحدة” على “الأردن” لتجريد “اللاجئين الفلسطينيين” من وضعهم، في توقيت عصيب للمملكة الهاشمية من التوتر السياسي والاقتصادي غير المسبوق، يحرج “الأردن” بخطة سيئة ويعرقل خطة السلام لمعلنة من جانب “واشنطن” وتزيد من تقويض مصداقية “الولايات المتحدة” في الشرق الأوسط.

الأردن ليس فلسطين..

و”الأردن”؛ هو موطن لما يقرب من 2.2 مليون لاجيء فلسطيني، حيث سجل أكبر عدد من اللاجئين في المنطقة. وعندما تم طرد الفلسطينيين من منازلهم في فترة الإنتداب البريطاني على “فلسطين”، خلال الحرب التي أدت إلى الاحتلال الإسرائيلي، رحبت المملكة باللاجئين ومنحتهم المواطنة لتخفيف العبء الإنساني، ولكن بقدرة محدودة حتى لا تؤثر على الفلسطينيين تطلعات سياسية.

ولا يزالون يعتبرون “عديمي الجنسية” في انتظار العودة إلى الوطن، على النحو المنصوص عليه في الإلتزامات القانونية والإقليمية والدولية لـ”الأردن”. وشكلت عبارة “الأردن ليس فلسطين” مصدر قلق حيوي للأمن القومي في المملكة.

وعلى مدار ما يقرب من سبعة عقود، كانت “وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين”، (الأونروا)، تتولى رعاية أفقر اللاجئين في “الأردن”، حيث تدير (الأونروا) 171 مدرسة في “الأردن”، تخدم أكثر من 121 ألف طالب. وتتولى مراكز الصحة الأولية، البالغ عددها 25 مركزًا، أكثر من 1.5 مليون زيارة في السنة، كما أن 10 مخيمات معترف بها للاجئين تؤوي حوالي 370 ألف لاجيء.

خطة “كوشنر” غير المطبوخة..

أوضحت مجلة (فورين بوليسي) الأميركية؛ أن رسائل البريد الإلكتروني – التي حصلت عليها – من “غاريد كوشنر”، مستشار الرئيس الأميركي الحالي، إلى زميله، “جيسون غرينبلات”، المبعوث الخاص لشؤون الشرق الأوسط، أفادت “أن يكون هناك جهد صادق ومخلص لعرقلة (الأونروا)” وتجريد “اللاجئين الفلسطينيين” من وضعهم، باستثناء الفلسطينيين القلائل الذين فروا من “فلسطين” على زمن الإنتداب البريطاني، في عام 1948، وهي خطة تكشف عن جهل عميق بالمشاكل السياسية والاقتصادية الحالية في “الأردن”.

وتابعت المجلة قائلة أن ما فشل “كوشنر” في إدراكه؛ أن خطته غير المطبوخة جيدًا تهدد بتجريد النظام الأردني من سيادته وشرعيته، وإن سحب قضية اللاجئين من مائدة المفاوضات بين الفلسطينيين و”إسرائيل” – كما يفضل “ترامب” أن يقول – يشبه من يحل مشكلة بخلق ما هو أكبر منها.

وحذرت المجلة الأميركية من وقوع كارثة إنسانية تنتج عنها أعمال عنف على نطاق المنطقة، بما فيها “إسرائيل”، إذا منعت خطة “كوشنر” المزيد من المساعدات الدولية للفلسطينيين، عقب وقفها المساعدات الأميركية.

وأضافت؛ إذا نجحت خطة “كوشنر”، فإن الدول المضيفة للاجئين مثل “الأردن” ستتحمل نتائج وقف العمل مع  (الأونروا)، وهذا ما يفسر السعي المحموم من قبل الملك والدبلوماسيين الأردنيين بـ”الجمعية العامة للأمم المتحدة” لجمع تبرعات بالملايين لـ (أونروا) لتعويض خفض التمويل الأميركي وتفادي إنهيار الوكالة.

ويعتبر تهديد فرص السلام أن إبتعاد “واشنطن” عن حليفها القديم، “الأردن”، سيتسبب في زيادة شقة الخلاف التي تزداد يومًا بعد يوم بين “الولايات المتحدة” والعرب، الأمر الذي يهدد فرص السلام.

وقالت المجلة الأميركية إن بعض المسؤولين الأميركيين ربما يعتقدون بسذاجة أن “الأردن” أضعف من أن يقاوم الضغط وسينفذ أوامر “البيت الأبيض”، نظرًا لأنه حليف قريب من “واشنطن” ويعتمد بشكل كبير على مساعداتها، لكنهم لا يفهمون أن الأسرة الحاكمة بـ”الأردن” – التي صمدت أمام كثير من التحديات الوجودية منذ 1946 – لا ترغب في الانتحار لترضي “أميركا”، ولا يدركون أن صمود “عمّان”، كل هذه العقود، له علاقة بوضع المملكة الجيوسياسي الهام.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة