10 أبريل، 2024 2:53 ص
Search
Close this search box.

“فورين افيرز”: إيران تتطلع لقيادة منطقة الشرق الأوسط

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – لميس السيد :

للمرة الأولى منذ فقدان إيران لحكم السلالة “القاجارية” عصر الشاهات، الذي حكم بلاد فارس خلال القرون الماضية، تتطلع إيران لبسط نفوذها السياسي والعسكري ممتداً إلى بلاد ما بين النهرين ومنطقة شرق البحر المتوسط والجزيرة العربية من خلال مجتمعات شيعية ضخمة.

ذلك كان المحور الأساسي الذي بنى عليه الكاتب “طارق عثمان” مقاله التحليلي المنشور مؤخراً بمجلة “فورين أفيرز” الأميركية، مسلطاً الضوء على محاولات إيران لتمديد نفوذها عبر الشرق الأوسط، حيث يرى ان “العراق بعد الغزو الأميركي في عام 2003، يعاني من إنقسام شديد في محاولة لسيطرة حكومة شيعية مع وجود اغلبية من السنة ادت إلى تعرض البلاد لسنوات متتالية من الحروب الطائفية، واصبح على وشك التبعية للسيطرة الإيرانية”.

التسلل عبر حزب الله
يؤكد الكاتب على ان “المليشيات الشيعية المتمثلة في حزب الله اللبناني تلقى رعاية إيرانية منذ ثلاث عقود، وإنها أصبحت القوة الأكثر تنظيماً في البلاد، وإن سوريا التي كانت تشكل شريكاً متساوياً مع إيران، صارت الآن تابعة لها بشكل جزئي وتعتمد عليها من الناحية العسكرية”.

مضيفاً، أن إيران أرسلت قواتها العسكرية إلى سوريا لدعم رئيس النظام السوري “بشار الأسد” في الحرب الدائرة داخل البلاد منذ سنوات. “أما في اليمن، مدت إيران نفوذها إلى أفراد من طائفة قريبة منها في توجهها الشيعي، وهم الحوثيين، الذين يقفون ضد القوات البرية المدعومة من السعودية باليمن”. قائلاً ان في كل هذه الدول، تسعى إيران إلى فرض الأنظمة الشيعية السياسية الممنهجة من خلال رؤيتها الخاصة.

يوضح مقال المجلة الأميركية، ان “إنهيار النظام العربي القديم بعد عقود من التآكل البطئ، والغزو الأميركي للعراق، وإنتفاضات الربيع العربي”، كلها عوامل ساعدت على مواصلة إيران لرؤيتها تجاه المنطقة، وبذل المزيد من الجهود لتعزيز موقفها من هذه الناحية، إلى جانب أن التاريخ الإيراني كان حافلاً بالمظالم والإنجازات التي من وجهة نظر إيران تؤهلها لإستعادة دور قيادي في المنطقة.

“طهران كانت تعتبر مصر الدولة الوحيدة الموازية لها من حيث المجال السياسي والثقافي، إلا أن دور القاهرة كان محدوداً خلال فترة الثلاثة عقود الماضية بفعل نظام الحكم المصري، إلى جانب التوتر الإقتصادي الذي تشهده مصر حالياً”.

اسباب الحلم بالسيطرة
يفرض الكاتب رؤية مقاله بخصوص العلاقات بين إيران ودول الخليج، حيث يرى ان العلاقات ظلت متوترة خاصة بعد عام 1979، وقيام الثورة الإسلامية الإيرانية، بسبب إتجاه طهران نحو تصدير الثورة إلى دول الخليج، علاوة على ان “المستوى المعيشي المرتفع لدول الخليج، بفضل الثروة النفطية، ادى إلى نوع من “الحسد” من إيران، وتحول ذلك فيما بعد إلى تعامل طهران مع دول الخليج بنظرة “الدونية”.

مشيراً إلى ان حرب إيران مع العراق (حرب الخليج الأولى) أدت إلى خروج إيرانمنهكة القوى تماماً خاصة في ظل دعم دول الخليج للرئيس العراقي السابق صدام حسين.

على جانب اخر، يوضح الكاتب إستغلال إيران حالة التوتر بالمنطقة العربية إبان الربيع العربي لإلحاق الضرر بالسعودية، الخصم السني الأكبر ضد طهران في المنطقة، على اساس ما تراه أنه “حقاً طبيعياً” لها في تحول موازين الهيمنة الإقليمية ليد الشيعة خاصة بعد تحول إهتمامات واشنطن إلى آسيا دون الشرق الأوسط.

ولتحقيق اهداف إيران في المنطقة، ذهب الكاتب إلى القول بأن هناك ثلاثة محاور ستركز عليها إيران من اجل ضمان الهيمنة الكاملة، “أولاً: التصدي لإسرائيل من خلال دعم حزب الله المعادي لإسرائيل. ثانيا: التصدي للسعودية وإضعافها تماماً كقوة سنية بشكل يجعلها غير قادرة على مواجهة المد الشيعي لإيران. ثالثا: الحفاظ على التقسيم الطائفي في كل من لبنان والعراق”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب