12 مارس، 2024 6:26 م
Search
Close this search box.

“فورين أفيرز” : حرب مصر الفاشلة على الإرهاب

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – لميس السيد :

فى وقت سابق من هذا الشهر استضاف الرئيس الاميركى “دونالد ترامب” نظيره المصرى “عبد الفتاح السيسي” في البيت الابيض. وفي اجتماعهم، أكد ترامب للسيسي أن “معاً.. سنكافح الإرهاب”، وكان ذلك بمثابة أخبار طيبة للرئيس المصري.

وبعد سنوات من العلاقات الثنائية المتوترة، أصبحت تتبنى إدارة ترامب مصر كشريك لمكافحة الإرهاب، إلا أن الكاتب “ديفيد شينكر” يرى أن مصر ليست محل ثقة للإستثمار في المعركة ضد الإرهاب، ومحاربة تنظيم “داعش”، وفقاً لما أورده مقال له نشرته مجلة “فورين أفيرز” الأميركية مؤخراً.

أبرز الكاتب الفيديو الذي انتشر مؤخراً حول جنوداً مصريين في شبه جزيرة سيناء يقتلون سجناء إسلاميين، حسب زعم الجنود. وبعيداً عن انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة في مصر، أكد شينكر على أن “القاهرة قد أظهرت حتى الآن نقصاً مذهلاً في الإرادة والكفاءة للقضاء على تنظيم داعش داخل الأراضي المصرية”. ورأى الكاتب أنه إذا كانت إدارة ترامب تريد السيسي شريكاً، يجب أن توجه جهودها لتحسين مكافحة الإرهاب في مصر.

تتعرض مصر منذ عام 2011 لفقدان السيطرة على الأراضي بفعل جماعات التمرد في سيناء. وعلى الرغم من أن جيشها يبلغ قوامه 440 ألفاً مجند ويحصل على 1.3 مليار دولار كمساعدة عسكرية أميركية سنوية، إلا أن مصر لم تتمكن خلال السنوات الخمس الماضية من احتواء ما يقدر بنحو 600 إلى 1000 من المتمردين فقط. وفي المقابل، فإن المتمردين في سيناء لديهم قائمة مثيرة للإعجاب من الإنجازات.

ومنذ عام 2014، عندما أعلنت جماعة “أنصار بيت المقدس” عن ولائها لتنظيم “داعش”، قامت الجماعة بإسقاط مروحية عسكرية مصرية، ودمرت دبابة قتالية من طراز “إم – 60″، وأغرقت زورق دورية مصرياً، وقصفت طائرة ركاب روسية، أسفرت عن مقتل 224 مدنياً.

وخلال نفس الفترة، قتل تنظيم “داعش” نحو 2000 من ضباط الجيش ورجال الشرطة المصريين في سيناء. لكنهم ليسوا الضحايا الوحيدين، حيث استهدف تنظيم “داعش” المسيحيين أيضاً، مما أدى إلى نزوح جماعي لتلك الأقلية من شبه جزيرة سيناء.

ويسلط “ديفيد شينكر” الضوء على فشل الجيش المصري في حماية ما يقرب من 1700 مراقب من القوة المتعددة الجنسيات، المتمركزة في سيناء لمراقبة أحكام معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية. وبناء على ذلك، نقلت القوة التي تضم حوالي 700 جندي اميركي من قاعدتها في الشمال إلى جنوب سيناء الاكثر امناً نسبياً. كما أن تنظيم “داعش” يهدد الأمن الإسرائيلي، حيث حظرت “إسرائيل” في الشهر الماضي مواطنيها دخول سيناء. وفي الوقت نفسه، ينتشر الإرهاب من شبه الجزيرة إلى وادي النيل والدلتا، حيث أصبحت الهجمات ضد رجال الشرطة وتفجيرات الكنائس القبطية روتينية.

ويوضح الكاتب أن استراتيجية “داعش” وتكتيكاته وقيادته تتطور بشكل مستمر، حيث أصبح يتكيف التنظيم في مصر مع التكنولوجيات الأكثر فتكاً، مثل أجهزة الاختراقات المتفجرة.

واشنطن تخشى قوة “داعش” النسبية..

بالنسبة للكثيرين في واشنطن، فإن القوة النسبية لداعش هي أمر مقلق. وقد تكون إدارة ترامب قادرة على إزالة الطابع السياسي أو تجاهل الموضوعات الشائكة لحقوق الإنسان مع القاهرة، ولكن لا يمكن أن تفعل الشئ نفسه مع مسألة صعود داعش تجاه مصر كأحد الدول العربية الأكثر اكتظاظاً بالسكان. ولكن بعدما يقرب من 40 عاماً و50 مليار دولار من المساعدات العسكرية الأميركية منذ معاهدة كامب ديفيد، أصبح من الواضح أن المساعدة الأميركية للقوات المسلحة المصرية لم تنجح في جعل الجيش ذا حد أدنى من القدرة لمجابهة هذا الخطر، كما أنه لم يعزز عزم القيادة في القاهرة على نشر قوات في بعثات قتالية صعبة.

ومن المؤكد أن المعونة قد تساعد على منع بعض السيناريوهات الأسوأ، فعلى سبيل المثال، فإن المساعدة العسكرية الأميركية، قد تثني القاهرة عن التقارب مع “موسكو”. وقد تساعد أيضاً على حجب انهيار الدولة والتي قد تؤدي إلى هجرة الملايين من المصريين إلى أوروبا. لكن واشنطن بحاجة إلى إيجاد طرق مبتكرة لتشجيع القيادة السياسية في القاهرة على دعم الجيش للقيام بعمله بشكل أكثر فعالية، وخاصة “عمليات مكافحة التمرد”.

متطلبات واقع مصري جديد يضطر واشنطن لتغيير مفهوم المساعدات العسكرية..

في الآونة الأخيرة، طلبت مصر وتلقت تدريباً في الولايات المتحدة للكشف عن العبوات الناسفة والتخلص منها. واستناداً إلى آدائها، يحتاج الجيش المصري أيضاً بشدة إلى التدريب على تكتيكات مكافحة التمرد، وربما على التدريبات البرية.

ويرى “شينكر” أن الولايات المتحدة يجب أن تحث مصر على إجراء تغييرات على مشترياتها من المعدات العسكرية الأميركية التي تشتريها بمساعدة مالية أميركية، حيث أنه بالنظر إلى التهديدات التي تواجهها مصر أصبح لا يوجد سبب منطقي لنوعيات الأسلحة التي تستمر القاهرة في شرائها منذ فترة طويلة، لأنه سيكون من المفيد جداً أن تشتري القاهرة المزيد من طائرات الهليكوبتر من طراز “بلاك هوك” لتحسين قدرات الجيش على الرد السريع، وأن تنفق المال لمساعدتها على تحسين المراقبة والاستحواذ على الأهداف والاستطلاع من خلال أنظمة “ستار” التي قد تعزز “عمليات مكافحة التمرد”.

ومن وجهة نظر الكاتب، يرى أن الجيش المصري سوف يرفض قبول الاقتراحات الأميركية في هذا الصدد. وبما أن وضع الشروط على المساعدات الأميركية أمراً لم ينجح في الماضي، فإن إدارة ترامب يجب أن تركز على ذلك الشأن، حيث يمكن لواشنطن أن تعيد التمويل النقدي الذي ألغي في عام 2015 بعد الانقلاب العسكري، ولكن فقط للمعدات التي تعتبرها وزارة الدفاع الأميركية متعلقة بعمليات مكافحة الإرهاب وأمن الحدود.

كما يجب على واشنطن أن تنظر في زيادة التمويل لبرنامج التعليم والتدريب العسكري المتواضع في مصر، والمعروف باسم “IMET”.

وأخيراً، على الرغم من ارتباط مصر بعمليات تدريب عسكرية واسعة النطاق، يجب على واشنطن أن تخفض أو تعيد تصميم مناورات “النجم الساطع” السنوية، التي لا تمت بصلة للواقع المصري حيث انه تعتبر دولة ليس لها أعداء إلى حد كبير مما يجعل “النجم الساطع” امراً غير مفيد بالنسبة لمتطلباتها الحالية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب