22 أبريل، 2024 2:40 ص
Search
Close this search box.

“فوربس” : هل روسيا على اعتاب ثورة بلشفية جديدة ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – لميس السيد :

أسفرت التظاهرات الواسعة التي قادها زعيم المعارضة الروسي “أليكسي نافالاني” ضد مزاعم الفساد بقيادة حزب التقدم الروسي في شوارع موسكو الأحد الماضي، عن مئات من حالات الإعتقال في أنحاء البلاد، بما في ذلك زعيم المعارضة نفسه.

دعا نافالاني إلى تظاهرات في الأسبوع الماضي بعد اتهام رئيس الوزراء الروسي “ديمتري ميدفديف” من الحزب الروسي الحاكم حزب “روسيا الموحدة” بقبلوله مبالغ رشوة بالملايين من كبار رجال الدولة في أملاك عقارية ويخوت.

الهتاف باسقاط “قياصرة روسيا الجدد”

ديمتري ميدفيديف

ترى مجلة “فوربس” الأميركية أنه بالرغم من أن المظاهرات قامت في الأصل للإطاحة بحكومة ميدفديف إلا أن المتظاهرون هتفوا بـ”إسقاط بوتين” بدلاً منه في مظاهرات الأحد الماضي، فيما دعا متظاهرون أخرون لسجن كل منهما بإعتبارهما “قياصرة روسيا الجدد”، ممن تم القبض عليهم في أعقاب الثورة البلشفية عام 1917، ما أدى إلى ظهور الإتحاد السوفيتي، وهو المنظر الذي يجب أن يرى بوتين من خلاله تلك التظاهرات.

لفت المحلل السياسي “ميخائيل فينوغرادوف” في تصريحه لصحيفة “موسكو تايمز”، إلى أن “الجيل الأصغر هيمن تماماً على تظاهرات الأحد الماضي.. هؤلاء هم المؤيدين الرئيسيين لأليكسي نافالني”.

على الجانب الأخر، لم يذكر موقع شبكة “روسيا اليوم” التابعة للحكومة، أي أسباب لإحتجاج المتظاهرين وكانت قد ذكرت فقط أنه تم فض المظاهرات لأنها غير مصرح بها قانونياً، كما وصف الموقع في مقال نشر ظهر الأحد الماضي أن المظاهرات كانت “تجمع غير مترابط من المتظاهرين الذين تجمعوا من أجل القيم التقليدية”، وأن ثلاثة مسؤولين فقط يواجهون إجراءات إدارية بسبب إنتهاكات ضئيلة في “سان بيطرسبرغ”.

الفساد ليس غريباً على روسيا

ترى المجلة الأميركية أن “الفساد ليس أمراً غريباً على روسيا”، ونوهت إلى ان موسكو عليها الحذر من تبعاته، لأن هناك عشيرة مدرسية قديمة من كبار رجال الأعمال الروس لا يزالون يستغلون ثروات البلاد، على غرار زمن القياصرة، ولذلك يعتبر المتحكم في إقتصاد روسيا هي أنظمة ملوك النفط والغاز والعقارات وأيضاً مجموعة من الحكام الذين يسيطرون على قطاعات الكهرباء والتعدين.

وبالرغم من المبادرات التي أطلقها الرئيس بوتين للخصخصة، إلا أن العلاقات الوثيقة بين رجال الأعمال والدولة لا تسمح بتنفيذ ذلك، ما أدى لتحول أنظمة راسخة في روسيا يصعب تغييرها.

ذكرت “فوربس” أن روسيا تحتل المرتبة 131 ضمن تصنيفات منظمة الشفافية الدولية من أصل 176 دولة، وهو ما يجعلها تتفوق على الصين في نسب الفساد.

أليكسي نافالاني

على جانب قادة رجال الأعمال، قالت المجلة الأميركية أنهم “يستخدمون طرق الحزب الشيوعي القديمة في إدارة الأعمال ما يؤدي إلى خلق مناخ من عدم الثقة بين العامة”.

ويرى مراقبون من دول المنطقة أن روسيا لن تخضع لتغيير “نظام المحسوبية الرأسمالية” إلا بعد عمل جيل كامل لفعل ذلك، حيث أن روسيا لم تنسل من جلد الإتحاد السوفيتي إلا بعد 25 عاماً.

وبالرغم من أن أوكرانيا أطاحت برئيسها الفاسد “فيكتور يانوكوفيتش”، إلا أن مدرسة السياسات القديمة لا تزال هي المسيطرة، وهو نفس الحال في روسيا.

ومن أسباب قيام التظاهرات هي أن الرئيس بوتين تولى رئاسة روسيا فترتين متتاليتين، وإذا ترشح لإنتخابات الرئاسة في 2018 وفاز، فإنه سيكون بذلك الرئيس الذي حكم روسيا لمدة 20 عاماً متواصلة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب