26 أبريل، 2024 10:04 م
Search
Close this search box.

“فنزويلا” أزمة إنسانية .. صراع بين الكبار يدفع ثمنه الفقراء !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

أصبح هناك رئيسين لـ”فنزويلا” ولا يزال الشعب جائع مريض يحتاج إلى مؤسسات حقيقية تدير البلاد، بعيدًا عن الصراع بين الكبار على السلطة، فبين الرئيس، “نيكولاس مادورو”، المدعوم من “روسيا”، وزعيم المعارضة، الذي أعلن نفسه رئيسًا مؤقتًا، “خوان غوايدو”، الذي تُعتبر “الولايات المتحدة” الداعم الرئيس له، يسقط آلاف الأطفال جوعى يبكون ويصرخون دون أن يستمع أحد لإستغاثاتهم.

وكان مئات الآلاف من الشعب الفنزويلي قد خرجوا إلى الشوارع احتجاجًا على نظام الرئيس، “مادورو”، الأسبوع الماضي، وفي غمرة الغضب أعلن زعيم المعارضة، “خوان غوايدو”، نفسه رئيسًا للبلاد، وتبع ذلك الإعلان خروج تصريحات من “الولايات المتحدة” و”بريطانيا” وأغلبية دول “أميركا اللاتينية” تعلن تأييدها لـ”غوايدو”، والمطالبة بإجراء انتخابات جديدة.

“مادورو .. أشعر بالجوع”..

رصدت وكالة (سي. إن. إن) البريطانية؛ أحد الشوارع القريبة من العاصمة، وذكر المراسل أنه وجد قسم شرطة أدرمت فيه النيران؛ بينما رقدت سيارة مقلوبة بجواره، وعلى مقربة تسمع أصوات الجوعى الذين وقفوا في طوابير طويلة من أجل الحصول على الخبز، وعلى بُعد خطوات سلة قمامة تصل رائحة احتراقها إلى الشوارع المجاورة، وليلة بعد ليلة تتزايد المواجهات مع القوات الخاصة التابعة للشرطة، ورأى المراسل الجنود وهم يقومون بنهب المنازل وإخراج أهلها منها.

قالت “كارولينا”، إحدى سكان العاصمة، للمراسل، إن ثلاجتها لم يعد بها سوى زجاجتين من المشروبات الغذائية، والقليل من المعكرونة والتوابل، وأضافت أنها عندما رأت الفيديو الذي يظهر المتظاهرين بينما يضربون الأواني في بعضها لإحداث ضجيج إرتعشت يداها خوفًا.

بينما أكد أحد أقاربها: “لن نستطيع التحمل أكثر من ذلك، لقد ضُغتنا بشدة، أصبحنا مثل المتسولين، وهذه ليست سياسة وإنما صراع على البقاء، هناك أشخاص قتلوا من أجل الحصول على كيلو من الأرز أو الدقيق أو شربة ماء”.

أما الأطفال، فخرجوا إلى الشوارع ينبشون في تلال القمامة علهم يجدون ما يسد جوعهم، وقال “أثماريا”، (14 عامًا): “نبحث عن أي شيء، وإذا وجدنا قطعًا من جلد الدجاج نأخذه فورًا ونحملها إلى المنزل”، وأضاف: “قتل أخي في تموز على يد جماعة مسلحة، اختفى فجأة ثم وجدنا جسده ملقى في النهر”.

بينما صرخ طفل آخر كان يلعب ببندقيته: “مادورو.. أشعر بالجوع”، ثم دخل في نوبة سعال أسكتته.

صراع جيوسياسي..

تحولت الأزمة الداخلية في “فنزويلا” إلى صراع جيوسياسي بين “الولايات المتحدة” من جانب، و”روسيا” و”الصين” من الجانب الآخر، وذكر مراسل الـ (سي. إن. إن)؛ أنه ظل في البلد اللاتيني لمدة أسبوع كامل قابل خلاله الأغنياء والفقراء وتحدث مع جنود، واستخلص من حواراته معهم أن أزمتهم لا تتعلق بمصير الأحزاب الاشتراكية في “أميركا الجنوبية” أو جيوسياسية الحرب الباردة.

قطار التضخم لا يتوقف..

خلال عام 2017؛ فقد المواطن الفنزويلي، صاحب الوزن المعتدل، حوالي 11 كغم من وزنه تأثرًا بالتضخم وسوء إدارة الاقتصاد والفساد، وبعدما كانت “فنزويلا”، البلد المنتج للبترول، الأغنى في المنطقة لم يعد هناك خبز أو بيض في أسواقها، وتصل تكلفة سلة الغذاء المكونة من الماء والجوز والجبن واللحم والفواكه مئتي دولار، وإذا استمر نقص المواد الغذائية لشهر واحد سوف ترتفع الأسعار بشدة وقد تتضاعف لدرجة تفقد العملة المحلية، “بوليفار”، قيمتها الشرائية.

وتوقع “صندوق النقد الدولي” أن يرتفع التضخم الكبير في “فنزويلا” ليصل إلى 10 مليون بالمئة خلال 2019، ما سوف يجعل المواد الأساسية بعيدة عن متناول اليد.

وحتى لا يخسر البائع؛ أصبح يقدم سلعة اليوم بأسعار الغد، وفي المحلات التجارية الكبيرة انتشر تقليدًا سيئًا للغاية إذ يتعمد العاملون تفتيش المشتري قبل خروجه من المحل، وكأن المواد الغذائية أصبحت أثمن سلعة.

منذ أكثر من عقد انتشرت ظاهرة سفر الكولومبيين للعمل في “فنزويلا”، نظرًا لارتفاع الرواتب بها، لكن الآن أصبح الفنزوليون يعبرون الحدود إلى “كولومبيا” من أجل الحصول على الغذاء ويعملون في أعمال النظافة والتسول.

ورغم أن أسعار البنزين لا تزال منخفضة في “فنزويلا”، لكن في ظل انشغال الدولة تمكن مهربون من تهريب كميات كبيرة إلى “كولومبيا” من خلال المنطقة الحدودية، وهو ما تسبب في نقصه ولم يعد سهلاً الحصول على البنزين اللازم لتسيير المركبات، وقال فنزويليون لمراسل الوكالة الأميركية إنهم اضطروا إلى البقاء في سياراتهم لأيام في انتظار أن يتمكنوا من الحصول على الوقود.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب