تمكن شاب عراقي من ابتكار إنسان آلي من بقايا السيارات الملغمة يستطيع الكشف عن المتفجرات في دائرة قطرها خمسين مترا، كما يستطيع تفكيكها، وذلك في إطار بحثه عن وسيلة لمواجهة شبح الموت اليومي بالسيارات المفخخة الذي يخيم على المدن العراقية منذ عام 2003.
ورغم انخفاض معدلات العنف مقارنة بالموجة التي اجتاحت العراق بين عامي 2006 و2008، ما زالت الانفجارات والهجمات المسلحة حدثا يوميا في البلاد.
واشار عبدالكريم إلى أن خبرته في تصنيع الإنسان الآلي تعود إلى عام 1995، عندما صنع أول إنسان آلي مهمته مساعدة ربات المنازل على التنظيم وحمل الحاجيات وتحريكها.
وعكف عبدالكريم على تطوير اختراعه شيئا فشيئا إلى أن صنع إنسانا آليا مهمته الكشف عن المتفجرات وتفكيكها.
وووضح الشاب العراقي أنه يعتمد في تصنيع الإنسان الآلي على الخردة وبقايا مواد الحديد الناتجة عن الانفجارات، حيث يعيد تدوير تلك المواد لتصنيع رجاله الآليين، مشيرا إلى أن تكلفة الإنسان الآلي الواحد تبلغ نحو 3500 دولار أميركي.
ويضيف أن الإنسان الآلي “فضل 1” -وهو الاسم الذي منحه لاختراعه- قادر على كشف المتفجرات من خلال التحكم عن بعد في دائرة قطرها خمسين مترا، وتم تزويده بكاميرات فيديو متطورة ودقيقة موصولة بشاشة مراقبة، وبذراع لرفع المتفجرات وتفكيكها.
كما أن الإنسان الآلي يعمل بالطاقة الشمسية، و”لا يتأثر بتغير درجات الحرارة والأمطار”، و”نظامه غير قابل للاختراق لأنه صعب البرمجة” رغم بساطة طريقة استعماله.
وأكد عبدالكريم أنه يضع ابتكاره تحت إمرة قوات الأمن العراقية على أمل أن تتبنى مشروعه الجهات المعنية بعد التعديل والتطوير إسهاما منه في حفظ أمن بلده، والحد من مظاهر العنف التي تعصف بالعراق منذ سنوات، وفق تعبيره.
وقال المخترع العراقي “بعد أن نُزفت دماء بريئة كثيرة على أرض بلدي خلال العقد المنصرم، خصوصاً مع الكفاءة المحدودة لأجهزة الكشف عن المتفجرات الحكومية، طوّرت رجلاً آلياً يمكنه كشف المتفجرات والقيام بتفكيكها”.
وفشل جهاز كشف المتفجرات في العراق والمستورد من بريطانيا على مدى الاعوام الماضية في ابعاد الخطر عن حياة العراقيين، وانقاذهم من التفجيرات التي تهز ارجاء بلاد الرافدين.
واثبت نمو معدل الجريمة و ارتفاع عدد ضحايا الارهاب وتتالي انفجارات السيارات المفخخة والعبوات الناسفة، “عقم” جهاز الكشف الذي يستخدم عند نقاط التفتيش، والذي يسبب غالبا زحاما شديدا دون ان يكشف متفجرات او اسلحة بقدر ما يزرع نقمة شديدة في نفوس العراقيين.
ويرى مراقبون ان انتشار التفجيرات في ارجاء العراق وارتفاع معدلها بشكل رهيب مرده تفشي الفساد داخل بعض الاجهزة الامنية العراقية، وتهاون البعض الاخر في التعامل مع الاخطار الامنية التي تواجهها البلاد.