فضل إحياء العلاقات .. الخطوة الثانية: “طهران-القاهرة” !

فضل إحياء العلاقات .. الخطوة الثانية: “طهران-القاهرة” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

نجحت “بكين”؛ باحتضانها المفاوضات “الإيرانية-السعودية”، في إحياء علاقات البلدين بعد قطيعة دبلوماسية استمرت مدة: 07 سنوات، وهو ما اعتبره الكثيرون فاتحة لبناء علاقات إيرانية مع جميع الدول؛ كما يستهل تقرير “حميد شجاعي”، المنشور بصحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.

في غضون ذلك؛ دار الحديث عن الدول التي قيّدت علاقاتها مع “إيران” نتيجة انقطاع العلاقات مع “السعودية”، من مثل: “الإمارات، والبحرين، والأردن، ومصر”.

يُذكر أن “علي شمخاني”؛ سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي السابق، كان قد بدأ هذا المسّار بجولة في “العراق والإمارات العربية المتحدة”. مع هذا ومنذ البداية طرح المحللون والسياسيون مسألة توسّيع نطاق العلاقات مع الدول المؤثرة بالمنطقة، وفي المقدمة إحياء العلاقات مع “مصر”.

والمقطوع به؛ أنه منذ انتصار “الثورة الإيرانية”، لم تربط “مصر” و”إيران” أي علاقات، وبل اقتصر التمثيل الدبلوماسي بين البلدين عند مستوى مكاتب رعاية المصالح. في حين كانت العلاقات بين البلدين قبل الثورة قوية وجيدة.

مع هذا؛ فقد تخلل العلاقات “الإيرانية-المصرية”؛ في مرحلة ما قبل الثورة، فترات من القطيعة. ففي العام 1960م، قرر “جمال عبدالناصر”؛ قطع العلاقات وطرد السفير الإيراني بسبب تحالف “محمد رضا شاه” مع “إسرائيل”.

لكن “أنور السادات” أعادة العلاقات مع “إيران” مجددًا. مع هذا لو نُريد البحث بشكلٍ دقيق في أسباب وعلل قطع العلاقات مدة 44 عامًا، فإن بمقدورنا الإشارة إلى حدثين هامين، الأول: “اتفاقية كامب ديفيد”؛ وتعاون “السادات” مع “أميركا وإسرائيل” للتفاوض بشأن السلام في “فلسطين”، بينما عارضت “إيران”؛ في إطار دعم “القضية الفلسطينية”، كل أشكال التفاوض مع “الكيان الصهيوني”، هذا بخلاف استقبال الشاه الإيراني المخلوع في “مصر”، فأصدر آية الله “الخميني” قرار قطع العلاقات مع “مصر” بشكلٍ تام عام 1979م.

الثاني: مرتبط باغتيال “السادات”؛ على يد “خالد الإسلامبولي”، وقد امتدحت “إيران” عملية الاغتيال واستبدلت اسم شارع “الوزراء”؛ بـ”الإسلامبولي”.

بعد ذلك استمرت الحكومات المصرية على نهج قطع العلاقات مع “إيران”، بل لم يؤثر صعود “الإخوان المسلمين” للسلطة؛ وزيارة الرئيس المصري؛ “محمد مرسي”، إلى “إيران”، في تحسّين العلاقات بين البلدين.

فصل إحياء العلاقات..

خلال الأيام الماضية؛ وعقب زيارة السلطان العُماني؛ “هيثم بن طارق”، الأخيرة إلى “إيران” أكد الكثيرون أن أحد أهداف هذه الزيارة هو الوسّاطة في ملف إحياء العلاقات “الإيرانية-المصرية”. بل إنه توجه للقاء آية الله “علي خامنئي”؛ الذي أشار إلى تصريحات سلطان “عُمان” بشأن ميل “مصر” لاستئناف العلاقات مع “إيران”، وأكد: “نحن نُرحب بهذا الموضوع، ولا مشكلة لدينا في هذه المسألة”.

لذلك يبدو أن فصل إحياء العلاقات بين “طهران” و”القاهرة” قد حل مع رغبة البلدين في استئناف العلاقات بعد 44 من القطيعة.

في السّياق ذاته؛ صرح المتحدث باسم الرئاسة الإيرانية: “الحكومة الإيرانية تُعلن استعداد لاستئناف وتطوير العلاقات مع مصر، ورئيس الجمهورية كلف وزارة الخارجية لمتابعة الموضوع بشكلٍ جدي”.

فيما ادعت مصادر إعلامية، أن “عمار الحكيم”؛ كان يحمل في زيارته الأخيرة إلى “مصر”، رسائل إيرانية بشأن الرغبة في استئناف العلاقات.

فرصة جيدة..

علق “جعفر قناد باشي”؛ على احتمالات استئناف العلاقات “الإيرانية-المصرية”، وقال: “إحياء العلاقات لا يعني بالضرورة تحقيق مطالب الشعبين الإيراني والمصري، بعد حرمان طويل من التعاون والتبادل الثقافي والاقتصادي. لكن إحياء العلاقات حاليًا فرصة جيدة جدًا للنخبة في البلدين بالنظر على المشتركات الثقافية الكثيرة، فضلًا عن التعاون السياسي والاقتصادي الجيد فيما سبق. وإحياء العلاقات إنما يعني التخلص من العقبات التي لا تمت بصلة للمصالح الوطنية للبلدين. ذلك أن هذه المصالح إنما تمر عبر قناة تطويد العلاقات الأخوية بين الدول الإسلامية”.

مضيفًا: “ولا شك أن الولايات المتحدة كانت قد سّعت، وكذلك بريطانيا والكيان الصهيوني، للحيلولة دون اصطفاف الشعبين الإيراني والمصري، ويبذلون حاليًا جهود كبيرة للحيلولة دوت إحياء العلاقات (الإيرانية-المصرية)”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة