19 أبريل، 2024 11:10 م
Search
Close this search box.

فساد حكوماته .. أول عثرات طريق إعادة إعمار العراق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتابات – بغداد :

ظن المسؤولون العراقيون أن ذاك اللقاء هو الفرصة الأكبر لجلب مليارات الدولارات؛ ولو كان من على أرض الكويت.. فخاب أملهم كثيراً من الأرقام التي أعلنت ونسبتها إلى ما سبق وأعلنت الحكومة العراقية..

الأموال ستخدم إيران بطريق مباشر أو غير مباشر..

فهناك من رأى أن تلك الأموال، لن تذهب في مسارها الصحيح، وأن كثيراً منها سيمنح لفصائل عسكرية محسوبة على إيران؛ أو ربما يذهب إلى طهران مباشرة عبر رجالها المخلصين في العراق كجائزة تعوض مشاركتها بقوة في الحرب على “داعش” لنحو 4 سنوات.

أموال واستثمارات انتظرها العراقيون، وما أحوج العراق إليها؛ فبتدفقها يعمر خراب ما بعد الحرب على تنظيم “داعش”.. وتلك حرب لا تزال لها ندوب وآثار في حياة العراقيين، ليس فقط في المدن المستردة من التنظيم، وإنما في مختلف مناطق العراق.

“العبادي” يقول نحتاج 100 مليار دولار ووزيره: فقط 88 مليار !

اللافت أننا أمام دولة تضع فوارق ضخمة في تقديراتها بين ما يرى المسؤول الأكبر ووزير في حكومته، إذ يقدر رئيس الوزراء العراقي، “حيدر العبادي”، تكلفة الاحتياجات الإجمالية لمشروعات إعادة إعمار بلاد الرافدين بـ 100 مليار دولار؛ كما قالها هو !

نعم يتحدث “العبادي” عن ما يعادل نصف الناتج المحالي الإجمالي للعراق !!

بينما وزير التخطيط في حكومته، “سلمان الجميلي”، يضبط الرقم بأقل من 12 مليار دولار، بقوله فقط نحتاج 88 ملياراً.. فهل بهذه الفوارق تُجرى التقديرات في عراق اليوم ؟!

انخفاض أسعار النفط .. هل يقابل بإلتزامات مالية في الكويت ؟!

على أي حال، في الحالتين ستبقى بغداد من دون دعم خارجي، عاجزة، عجز ميزانيتها المتأثرة بالحرب وبانخفاض أسعار النفط الخام.

وفي الكويت.. يصنع العراق الحدث.. فالمشاركة الواسعة لدول ومنظمات وشركات في “مؤتمر إعمار العراق”، الذي إنطلق في الثاني عشر من شباط/فبراير 2018، وعلى مدى 3 أيام، مؤشر جيد إذا ترجم إلى إلتزامات مالية !

ولم لا، فهو جوهر لقاءات رجال المال والسياسة هناك، وحتى تصل الأموال المرتقبة إلى مستحقيها، ثمة من يسارع إلى تحديد الأولويات.

الحكومة تريد أموالاً لجميع المحافظات.. وآخرون: المحررة أولى !

فبغداد تقول إن المشروعات الاستثمارية تهدف إلى إعادة تأهيل البنى التحتية العراقية في جميع المحافظات دون استثناء.

لكن تحالف القرار العراقي، الذي يضم قوى سنية بزعامة نائب رئيس الجمهورية، “أسامة النجيفي”، يرى أسبقية للمدن المحررة !

أطفال العراق وقطاع التعليم والصحة أولوية..

منظمة “اليونيسيف” المعنية بأطفال العالم بدروها، تهتم بأطفال العراق وأُسره، تريد التعجيل باستثمارات طويلة الآجل في قطاع التعليم في أنحاء العراق كافة..

بينما ترى منظمة “أطباء بلا حدود” حاجة ماسة إلى إعادة إنشاء البنية التحتية الصحية في العراق، أما “المفوضية العليا لشؤون اللاجئين” فتأمل في أن يوفر مؤتمر الكويت الموارد لدعم جهود الحكومة في تأمين عودة النازحين إلى مناطقهم.

380 مليون دولار.. إنجازات اليوم الأول !

وحتى لحظة كتابة هذه السطور، فقد تعهدت الأوقاف الكويتية ومنظمات غير حكومية من الكويت أيضاً، بتقديم 50 مليون دولار من أجل جهود إعادة إعمار العراق !

وجاء من منظمات غير حكومية دولية وجمعيات إغاثية تعهد بـ 330 مليون دولار.. فقط “تعهد” !

أقرب للخيال.. 10 سنوات من الفساد تكلفتها 400 مليار دولار !

لا يزال الرقم المنشود أقرب للخيال.. إذ إنه ليس سهلاً الإقناع بالمنح المالية حين يتعلق الأمر بدولة عالية فيها معدلات الفساد.. يقول قائل !!

فوفق التقديرات العراقية، فقد فاق حجم خسائر البلد جراء الفساد خلال العشر سنوات الأخيرة نحو 400 مليار دولار !

وأغلب هذه الخسائر سجل خلال فترة حكومتي رئيس الوزراء السابق، “نوري المالكي”.

أما اليوم فيبدو أن الأموال التي تم رصدها وإعادتها للدولة خلال العام الماضي – 2017 – لم تتجاوز الـ 800 مليون دولار !

إحجام الكثيريين وآخرون يرغبون في إقتناص الفرص !

فبات من المؤكد أن الخوف من فساد ضارب في جذور العراق، والتدبير السيء للتبرعات والمنح، لربما هو السبب الرئيس في إحجام دول عدة عن تقديم منح مالية للعراق وأن تتجه أخرى، ربما نحو إقتناص بعض من فرص الاستثمار في المشروعات الكبرى التي تعرضها بغداد..

“نصنع الأمل”.. عنوان المؤتمر يخاطب مشاعر المانحين..

هو مؤتمر لمنظمات غير حكومية بالأساس عقد تحت شعار إنساني: “لدعم الوضع الإنساني في العراق”، وبعبارة تحفيزية لعلها تخاطب وجدان الحضور: “نصنع الأمل”..

تركز خطط الدعم خاصة على إعادة الخدمات وإعادة بناء المنشآت في المناطق المدمرة بفعل الحرب وإنهاء محنة النزوح، فهل يعني ذلك كله أن نجاح مؤتمر الكويت – إن نجح أصلاً – ليس مضموناً ؟!

“العبادي” ضعيف في مواجهة من حوله !

ترد هنا على صفحاتها جريدة الـ(نيويورك تايمز) الأميركية، مؤكدة أن فشل المؤتمر سيشكل ضربة قوية لرئيس الوزراء العراقي.. فـ”حيدر العبادي”، كما بدا للصحيفة، الأوسع انتشاراً في أميركا، لا يزال موقفه السياسي ضعيفاً بالرغم من تحقيقه النصر في مواجهة تنظيم “داعش”، ولما لا فالرجل حوله الآن رجال دين ورؤوس أحزاب باتت تسعى للمنافسة على السلطة في العراق !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب