16 نوفمبر، 2024 5:00 م
Search
Close this search box.

“فزعة بالباع والذراع” .. كيف نهض العراق لتخفيف آلام اللبنانيين تحت نير العدوان ؟

“فزعة بالباع والذراع” .. كيف نهض العراق لتخفيف آلام اللبنانيين تحت نير العدوان ؟

وكالات- كتابات:

مع إعلان بيان المرجع الديني الأعلى؛ السيد “علي السيستاني”، والذي تضمن بضرورة بذل الجهد لوقف: “العدوان الهمجي” على “لبنان”، والقيام بما يسُّاهم بتخفيف معاناتهم وتأمين احتياجاتهم، إلا وهب العراقيون من مختلف الانتماءات والطوائف والمذاهب لإسناد إخوانهم من الشعب اللبناني الشقيق.

وجاء في بيان؛ السيد “السيستاني”، أنه: “في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها الشعب اللبناني الكريم، حيث يتعرض بصورة متزايدة للعدوان الإسرائيلي الغاشم وبأساليب متوحشة، شملت تفجير أعداد كبيرة من أجهزة الاتصالات الشخصية ونحوها، واستهداف مساكن مكتظة بالمواطنين حتى من النساء والأطفال، وشنّ غارات مكثفة على عشرات القرى والبلدات في الجنوب والبقاع، مما أسفر – لحد الآن – عن استشهاد وجرح أعداد كبيرة من المقاومين الأبطال وغيرهم من المدنيين الأبرياء وتهجير عشرات الآلاف عن مساكنهم ومنازلهم”.

وعبرت المرجعية الدينية العُليا عن: “تضامنها مع أعزتها اللبنانيين الكرام ومواساتها لهم في معاناتهم الكبيرة، رافعة أكفّ الضراعة إلى الله العلي القدير أن يرعاهم ويحميهم ويدفع عنهم شر الأشرار وكيد الفجّار، وأن يشمل شهداءهم الأبرار بالرحمة والرضوان ويمنّ على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل”.

وطالبت المرجعية العُليا: “ببذل كل جهدٍ ممكن لوقف هذا العدوان الهمجي المستمر وحماية الشعب اللبناني من آثاره المدمرة، تدعو المؤمنين إلى القيام بما يساهم في تخفيف معاناتهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانية”.

ما بعد بيان المرجعية الدينية..

فيما وجه زعيم (التيار الوطني الشيعي)؛ السيد “مقتدى الصدر”، رسالة لنُصرة “لبنان وفلسطين”.

وقال السيد “الصدر”: “انصروا المجاهدين في لبنان وفلسطين بما يلي:

أولاً – رفع الأعلام اللبنانية والفلسطينية إلى جانب العلم العراقي؛ فوق سطوح المنازل والمحال والعمارات في الطرق والأزقة.

ثانيًا – قراءة دعاء أهل الثغور لنُصرة “بيروت والقدس الشريف” بعد صلاة الفجر وصلاة المغرب يوميًا.

ثالثًا – المجاهدون؛ لا سيما في “لبنان”، بحاجة إلى العلاج والدواء والأطباء، فعلى من يستطيع معونتهم فلا يُقصّر في ذلك رجاءً أكيدًا.

مساهمات حكومية..

كما أعلن رئيس مجلس الوزراء؛ “محمد شيّاع السوداني”، عن إنشاء جسرين جوي وبري لإرسال المساعدات إلى “لبنان”.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان؛ أنه: “في ظل تطوّرات الأوضاع التي يشهدها لبنان الشقيق، يقف العراق، حكومةً وشعبًا، وقفة الحق والعدالة والمباديء، مستندًا إلى كل ما جاء في بيان مكتب المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله)، الذي تضمّن دعوة سماحته ببذل كل الجهود لوقف العدوان، ومساعدة لبنان وشعبه في مواجهته الشجاعة للاعتداءات الإجرامية الصهيونية التي أدت إلى استشهاد المئات من أبنائه البررة، وجرح الآلاف من المدنيين الآمنين”.

وأضاف: “إن هذا الموقف ليس بالجديد على المرجعية العليا في النجف الأشرف، التي طالما أعلنت وعلى مدى سنوات، عن تشخيصها الحكيم لأصل وجود الكيان الصهيوني واحتلاله لفلسطين، ومحاولاته زرع الفتنة وتوسعة الصراع في المنطقة”.

وأشار البيان إلى أن: “المواقف المعلنة لحكومتنا كانت واضحة وصريحة منذ البداية برفض العدوان الغاشم على غزّة، وعلى كل فلسطين الصامدة، فضلاً عن اعتداءات الكيان الغاصب على سيادة بعض الدول في المنطقة.

وأكد “السوداني”؛ بحسّب البيان، أنه: “ومثلما دعونا باستمرار الدول الكبرى والمنظمات الأممية والدولية، وجميع الدول العربية والإسلامية، للعمل على إيقاف آلة الحرب الصهيونية المجرمة، وبناءً على هذه التطوّرات، يدعو ويعمل العراق لعقد اجتماع طاريء لقادة وفود الدول العربية؛ (المتواجدين حاليًا في نيويورك)، والعمل لعقد قمة إسلامية، لبحث تداعيات العدوان الصهيوني على شعبنا الآمن في لبنان، والعمل المشترك لوقف سلوكه الإجرامي، وتحشيد الرأي العالمي، الذي لم يكن عبر تاريخ القضية الفلسطينية، بأكثر اطلاعًا بالظلم الواقع على الفلسطينيين، وما يطال اليوم لبنان الآمن المستقر”.

وتابع: “نعلن باسم العراق، حكومة وشعبًا، مُضيّنا في تنظيم الجهود ونقل المساعدات التي يحتشد فيها الجهد الشعبي والرسمي، استجابةً لدعوة المرجعية العليا وتوجيهاتها، في بذل كل ما من شأنه أن يخفف من معاناة الأشقاء في لبنان، من خلال جسر جوّي وبرّي، وتسهيل إرسال الوقود لتشغيل محطّات الكهرباء التي تحتاجها المستشفيات والمؤسسات الخدمية اللبنانية، فضلاً عن أبوابنا المفتوحة لاستقبال الجرحى والمصابين في المستشفيات العراقية، وبذل كل ما يعزز صمود لبنان أمام ما يتعرّض له من اعتداءات وجرائم إرهابية على يد الإجرام الصهيوني”.

واتخذت الحكومة العراقية، عدة قرارات تخص المواطنين اللبنانيين الموجودين في “العراق” وخارجه، وذلك بالنظر للظروف الصعبة التي يمر بها الشعب اللبناني.

وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان؛ أنه بالنظر للظروف الصعبة التي يمر بها الشعب اللبناني الشقيق، الذي يتعرض منذ أيام إلى عدوان صهيوني مجرم، وتضامنًا وإسنادًا من “العراق”، حكومةً وشعبًا، مع الأشقاء في “لبنان”، وجه رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة؛ “محمد شيّاع السوداني”، بما يأتي:

01 – تمديد سمة دخول المواطنين اللبنانيين المتواجدين في “العراق” دون الحاجة إلى السفر لمدة ثلاثين يومًا، وتمدد مرة أخرى، استنادًا إلى أحكام قانون إقامة الأجانب رقم (76 لسنة 2017)، بسبب ما يمر به “لبنان” من ظروف حرب قاهرة.

02 – إعفاء المواطنين اللبنانيين المخالفين بالوقت الحاضر من العقوبات المنصوص عليها بالقانون أعلاه.

03 – استمرار منح سمات الدخول مجانًا للمواطنين اللبنانيين الواصلين إلى المنافذ الحدودية العراقية.

جهود إنسانية..

ووجه زعيم (التيار الوطني الشيعي)؛ السيد “مقتدى الصدر”، نداء لذوي رؤوس الأموال: “من غير الفاسدين”، ولأصحاب المواكب.

وقال السيد “الصدر”؛ في تدوينة على منصة (إكس-X): “أدعو أخوتي أصحاب المواكب على طريق كربلاء المقدسة لفتح مواكبهم أمام النازحين من لبنان وحسب الحاجة.. فهذا أقل الوفاء للشهداء والمجاهدين”.

وأضاف: “أدعو الجميع؛ ولا سيما ذوي رؤوس الأموال من غير الفاسدين، إلى جمع التبرعات المالية حصرًا.. لفتح مواكب في لبنان وسورية لمساعدة الجرحى والنازحين، على أن يكون تسليم التبرعات المالية في مقرّ (البنيان المرصوص) في النجف الأشرف حصرًا مع أخذ وصل بذلك”.

وأعلنت “الأمانة العامة لمجلس الوزراء”، وصول: (75) طنًا من المساعدات والمستلزمات الطبية العراقية إلى “لبنان”، فيما أكدت الاستعدادات لإرسال أول قافلة مساعدات برية.

وقال المتحدث باسم الأمانة؛ “حيدر مجيد”، للوكالة الرسمية، إن: “العراق أكمل إيصال: (75) طنًا من المساعدات الطبية والعلاجية والإنسانية إلى لبنان عبر (05) طلعات جوية، تضمنت شحنة لوزارة الصحة وثلاث شحنات لهيئة (الحشد الشعبي) وواحدة لـ (جمعية الهلال الأحمر)”.

وأضاف، أن: “العتبة الحسينية المقدسة تستعد – خلال الساعات المقبلة – لإطلاق أول قافلة مساعدات برية إلى لبنان وهي كبيرة جدًا وتحتوي على أجهزة طبية ومعدات ومواد إغاثية”.

وأردف، أن: “هنالك حملات في المحافظات لتجميع مواد غذائية إلى لبنان”.

وتابع أن: “وزارة الصحة العراقية؛ أكدت لنظيرتها اللبنانية جهوزيتها لاستقبال الجرحى وتهيئة المستشفيات والملاكات الطبية والصحية لهذا الغرض”.

وأعلنت “وزارة الهجرة والمهجرين”، الاستعداد لاستقبال العوائل اللبنانية النازحة.

وقال بيان للوزارة – إنه: “استنادًا لبيان رئيس مجلس الوزراء؛ محمد شيّاع السوداني، وتلبيةً للتوصيات الصادرة من المرجعية الرشيدة متمثلة بسماحة المرجع الديني الأعلى؛ السيد علي السيستاني (دام ظله)، عقدت وزيرة الهجرة والمهجرين؛ إيڨان فائق جابرو، اجتماعًا موسعًا مع الكادر المتقدم في الوزارة؛ لبحث استعدادات الوزارة لاستيعاب العوائل اللبنانية في حال مجيئها إلى العراق بسبب القصف الصهيوني الغاشم المستمر على لبنان الشقيق”.

وأضاف البيان، أنه: “نظرًا للظروف الصعبة التي يمر بها الشعب اللبناني الشقيق وتضامنًا وإسنادًا من العراق حكومةً وشعبًا، وجهت السيدة الوزيرة بما يأتي:

01 – استعداد الوزارة وتهيئة الكوادر لاستقبال العوائل اللبنانية.

02 – توفير المستلزمات الضرورية وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية وتهيئة الأرضية المناسبة لهم في حال مجيئهم بشكل عاجل.

03 – التنسيق مع محافظ “كربلاء المقدسة”؛ السيد “نصيف جاسم الخطابي”، لتهيئة الأماكن المناسبة لإقامتهم وتوفير المستلزمات الضرورية لهم؛ فضلاً عن التنسيق مع العتبتين المقدستين”.

وأعلنت “الهيئة العليا للحج والعمرة”، عزمها فتح خط بري لنقل النازحين اللبنانيين من الحدود مجانًا.

وقال رئيس الهيئة العليا للحج والعمرة في العراق؛ الشيخ “سامي المسعودي”، في تصريح صحافي؛ إن: “الهيئة تعتزم فتح خط بري لنقل النازحين اللبنانيين من الحدود مجانًا”.

وأضاف؛ أن: “ذلك جاء بعد مناشدات وصلت تفيد بوجود نازحين لبنانيين عالقين على الحدود السورية”.

تمثيلاً للتضامن العربي..

هذه أبرز ما تضمنته “فزعة عراقية لإسناد الشعب اللبناني”، والتي تُمثل التضامن العربي في أوقات الشدائد.

وتُجسد هذه المبادرة الروابط العميقة بين الشعبين العراقي واللبناني، وتعكس إرادة قوية لمواجهة التحديات المشتركة.

ولقد أظهرت هذه الفزعة أن العطاء والدعم يتجاوزان الحدود الجغرافية، حيث امتزجت الجهود العراقية بروح التعاون والتعاطف، مما أسهم في تخفيف معاناة اللبنانيين.

ومن خلال هذا التعاون الإنساني، تم تعزيز قيم التضامن والمشاركة، مما يُعد حجر أساس لمستقبل أفضل في المنطقة، يقوم على الإخاء والوحدة في مواجهة الأزمات.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة