24 أبريل، 2024 11:32 ص
Search
Close this search box.

فزعاً من إيران .. محلل إسرائيلي : العرب يرشون العباءة الأميركية شماتة في تل أبيب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

في سياق اهتمام المحللين الإسرائيليين بالسياسات الخليجية، نشر الموقع الإسرائيلي “منتدى التفكير الإقليمي” مقالاً للكاتب والباحث السياسي “شاؤول يناي” يتعرض فيه إلى التحول الاستراتيجي الذي طرأ على السياسة الخليجية عموماً، بعد تولي الرئيس “دونالد ترامب”، وتحديداً بعد زيارته المهمة للرياض، فيرى الكاتب أن الولايات المتحدة بعودتها للعب دور الوصي على حلفائها الخليجيين قد جعلتهم أكثر اطمئناناً وجرأة في دخول صراعات إقليمية، وقللت من لهفتهم نحو إقامة علاقات مع إسرائيل.

السياسة الخليجية قبل “ترامب” وبعده..

يقول “يناي”: “خلال عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق “باراك أوباما”، اضطرت دول الخليج – وخاصة “المملكة العربية السعودية” – إلى الاعتماد على نفسها في مواجهة الخطر الشيعي بقيادة “إيران”. أما في عهد الرئيس الأميركي الحالي “دونالد ترامب” فإن الأمور قد تغيرت تماماً، عندما أعلن، خلال زيارته المهمة إلى الرياض، أن الولايات المتحدة ملتزمة بحماية المملكة السعودية من التهديد الإيراني، الأمر الذي جعل دول الخليج تشعر بسعادة غامرة, وجعل الزعماء الخليجيين يعودون إلى استراتيجيتهم التقليدية، والمتمثلة في إيداع أمن بلدانهم بيد الولايات المتحدة”.

دول الخليج تخوض معركتها بنفسها..

يشير الكاتب الإسرائيلي إلى انه: “خلال السنوات الماضية وقبل مجئ “ترامب”، تورطت دول الخليج في صراعات إقليمية في كل من “العراق وسوريا وليبيا ولبنان واليمن” بأشكال وأساليب متعددة، مثل تقديم الدعم المالي الكبير لتنظيمات سنية مسلحة، وإرسال آلاف الجنود المتطوعين من مختلف الجنسيات، أغلبها سعودية، كل ذلك من أجل محاربة أنظمة الحكم الموالية لإيران في تلك الدول. كما قدمت دول الخليج الدعم لبعض الأقليات المتمردة في إيران مثل “الأكراد” و”العرب” في إقليم الأهواز”.

ويضيف أنه في آذار/مارس 2016، بدأت دول الخليج عملية “عاصفة الحزم” في اليمن، من أجل منع استيلاء “الحوثيين” الشيعة الموالين لإيران على مقاليد الأمور هناك. وتخيلت “السعودية” – التي تعتبر أكبر وأهم الدول العربية الخليجية – أن عصر الدولة القومية في الشرق الأوسط قد ولى، وأن الفرصة قد سنحت لنشر نموذجها الخاص القائم على أساس الهوية القبلية الممزوجة بالعقيدة الإسلامية السلفية. وبعبارة أخرى، فإن المملكة العربية السعودية أخذت تتطلع إلى عصر جديد لبسط هيمنتها على العالم العربي السني.

من فشل إلى فشل..

يؤكد “يناي” على أن الجميع فوجئ بأن الواقع مغايرٌ تماماً، حيث لم تستطع دول الخليج أن تحقق انتصاراً على عدوتهم “إيران” أو التنظيمات الشيعية الموالية لها، في أي من جبهات القتال الرئيسة في “سوريا” أو “العراق” أو “اليمن”. وتبين أن خسارة “السعودية” لم تتوقف عند عشرات مليارات الدولارات التي أنفقتها سدًى، وإنما ارتد سهمها في نحرها فلم تزدد الأنظمة الحاكمة في سوريا والعراق إلا قوة، وبقي “الحوثيون” يسيطرون على معظم اليمن، وما زال تنظيم “حزب الله” هو القوة المهيمنة في لبنان.

العباءة الأميركية هي الحل..

يرى الكاتب والمحلل الإسرائيلي أن فشل الممالك الخليجية في جميع الجبهات التي تورطت فيها جعلها تعيد النظر في سياساتها الإقليمية، لا سيما في ضوء التهديد الذي يلوح في الأفق بأن تقوم “إيران” بتوحيد الدول الخاضعة لها – “سوريا والعراق واليمن” – في تحالف سياسي عسكري ضد دول الخليج. وعلى الرغم من أن “إيران” لن تستطيع على الأرجح أن تقيم ذلك التحالف، إلا أن صعود إدارة “ترامب” شكل فرصة لحُكام الخليج أن يعودوا مرة أخرى إلى العباءة الأميركية، بما سيوفر لهم حماية حقيقية من الدولة الشيعية القوية التي تتربص بهم على الضفة الأخرى من الخليج.

دول الخليج تشتري الوصاية الأميركية..

يلفت “يناي” إلى البيان الختامي لقمة الرياض قائلاً: “لقد شدد البيان الختامي للقمة، التي جمعت الرئيس “ترامب” بقادة دول “مجلس التعاون الخليجي”، على أهمية تعزيز قدرات دول الخليج “لمواجهة التهديدات، والتصدي للأنشطة الإيرانية الهادفة لزعزعة الاستقرار، والاصطفاف من أجل الحد من الانقسام والتشرزم وتقليل التوترات الإقليمية التي تغذي الفوضى”. لكن صفقات الأسلحة الضخمة بين دول الخليج والولايات المتحدة، والتي بلغت مئات مليارات الدولارات، كان الهدف منها هو إغراء إدارة “ترامب” لفرض حمايته على الممالك العربية، أكثر مما كانت تهدف إلى إنشاء قوة عسكرية محلية مستقلة، ثبت أنها غير فاعلة بما يكفي رغم الإنفاقات الضخمة”.

من معه أميركا لا يحتاج لإسرائيل..

يؤكد الكاتب الإسرائيلي على أن “عودة ممالك الخليج لاستراتيجية “الوصي الأجنبي” تقلل، إلى حد كبير، من حاجتها للاستمرار في بناء علاقات مع إسرائيل، “وهي العلاقات التي كانت تهدف لتحقيق التعاون ضد التهديد الإيراني للمنطقة بأكملها، في الوقت الذي كان واضحاً فيه أن الولايات المتحدة تتخلى عن الشرق الأوسط”.

إسرائيل هي الخاسر الأكبر..

يوضح “يناي”: “إن التغيير الذي جاءت به إدارة “ترامب”، يمنح ممالك الخليج الفرصة لأن تعود إلى مطالبة إسرائيل بتقديم تنازلات كبيرة للفلسطينيين، وهذه المرة تحت رعاية أميركية. وقد رأينا أن بعض المحللين السياسيين، السعوديين، قد أبدوا شماتتهم في إسرائيل، بسبب اعتراف الولايات المتحدة بالقدس الشرقية وحائط المبكى كمناطق محتلة، وبسبب رفض “ترامب” أن يذهب رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” معه إلى حائط المبكى”.

وختاماً يعتقد الكاتب الإسرائيلي أن العواصم الخليجية قد خيم عليها الهدوء، وشعرت بالسكينة حين علمت أن “الوصي الأجنبي” عاد من جديد. فإذا أرادت “إسرائيل” أن تنضم بشكل علني إلى المحور المناهض لإيران، فإنها على الأرجح سوف تضطر لدفع ثمن أكبر بكثير مما كان مطلوباً منها في “قمة العقبة” السرية عام 2016، التي جمعت بين رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” والرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” وملك الأردن “عبد الله الثاني” بالإضافة إلى وزير الخارجية الأميركي السابق “جون كيري”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب