12 مارس، 2024 8:37 ص
Search
Close this search box.

فرنسا .. جزر منعزلة ومتنافرة والمسلمون يرفضون تكبيل حريتهم الدينية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

شهدت مظاهر الهوية الاجتماعية والثقافية للمسلمين في “فرنسا” بروزًا كبيرًا على مدار عقدين من الزمان، نتيجة ارتفاع نسبة تمثيل المسلمين في الديموغرافية الفرنسية، مدفوعة في المقام الأول بحركة الهجرة واستقرار أعداد كبيرة بها وتكوين عائلات مسلمة؛ رغم أن أوضاع المسلمين في البلد الأوروبي ليست في أفضل حالاتها، إذ سنت السلطات الفرنسية عدد من القوانين وأصدرت قرارات تفرض قيودًا تُكبل حرية إظهار الهوية وممارسة شعائر الدين الإسلامي.

ويُعد الإسلام ثاني أكبر ديانة في “فرنسا”، إلى جانب ديانات أخرى، لكنه يُعتبر ضحية لتعددية قد تفضي إلى التناقض والصراع على أساس الدين بين أبناء المجتمع نتيجة التنافر بين أبناءه، بحسب صحيفة (إيه. بي. سي) الإسبانية.

وأمام موجة “الإسلاموفوبيا” أصدر معهد “مونتين” الفرنسي مجموعة من التوصيات لتخفيف حدة التطرف الديني في الجمهورية الخامسة، وكان المعهد قد أعد، منذ 3 أعوام، تقريرًا بارزًا أشار إلى أن المسلمين الفرنسيين يتجاوبون مع المجتمع ويستطيعون التأقلم مع النظام العلماني.

مسلمون غاضبون من حظر الحجاب..

كشفت دراسة حديثة أجراها مركز “جون غوريس” الفرنسي، بالتعاون مع مجلة (لو بوينت)؛ أن 68% من المسلمين الفرنسيين، منهم 74% ممن تتراوح أعمارهم ما بين 25 و50 عامًا، لا يزالون يرفضون قانون منع إرتداء الحجاب الإسلامي في المدارس العامة، وأشارت الدراسة أيضًا إلى أن 70% من المسلمين في “فرنسا” يعتقدون أن قانون حظر النقاب سيء، بينما يخشى كثير من المتخصصين من أن يصبح موضوع الحجاب من جديد معضلة تضرب المجتمع الفرنسي.

وبحسب نفس الدراسة، فإن 55% من مسلمي “فرنسا” قالوا إنهم يواظبون على الذهاب إلى المسجد كل يوم جمعة، بينما كانت النسبة نحو 16% فقط في عام 1989، ويرى 49% من المسلمين أن النظام العلماني ومؤسساته يجب أن يتغيرا كي يتكيفا مع القيم الدينية للإسلام، وأكد 55% من العمال و26% من الكوادر أنه يجب إظهار الهوية الدينية في مكان العمل بثقة، لكن تلك الثقة قد تتسبب في قلق بعض القطاعات الحساسة، خاصة في وسائل المواصلات أو في المطارات.

جزر منعزلة..

يرى المحلل الفرنسي، “غيروم فوركيه”، الذي أشرف على الدراسة، أن “فرنسا” تحولت إلى أرخبيل يضم مجموعة من الجزر المنعزلة يعيش بها مجتمعات ليس بالضرورة أن تكون متفاهمة فيما بينها.

ولا تمتلك “فرنسا” إحصاءات رسمية حول الإنتماء الديني، لكن كل الدراسات والتقديرات تؤكد على حدوث تطور ديموغرافي في المجتمع الفرنسي على مدار السنوات الماضية؛ خاصة ما يخص نسبة تمثيل المسلمين؛ إذ كان عدد المسلمين في “فرنسا”، خلال التسعينيات من القرن الماضي، يقدر بـ 4 ملايين مسلم فقط، وبعد مرور 26 عامًا، أشار مركز “بيو” للدراسات، عام 2016/2017، أن عدد المسلمين في البلد الأوروبي وصل إلى حوالي 5.7 ملايين نسمة، بينما أشار “المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية” إلى أن عدد المواطنين الفرنسيين من أصول مسلمة ارتفع إلى 8.5 ملايين نسمة، في الوقت الذي قدر فيه العدد الإجمالي للمواطنين بـ 67 مليون نسمة، أي أنهم مثلوا نحو 8.8% من المجتمع.

بينما أشارت دراسة لمركز “جون غوريس” إلى أن إقبال المسلمين على إظهار هوياتهم تراجع بشكل كبير، إذ أن 10% فقط من السيدات يستخدمن الحجاب لتغطية الرأس، بينما لم يؤثر هذا التراجع على الآراء المعارضة للقوانين التي تفرض قيودًا على إرتداء الفتيات للحجاب في المدارس، إذ أن الرفض آخذ في الزيادة.

ويبلغ عدد المسلمين الذين يعيشون في عموم دول “الاتحاد الأوروبي” 25.5 مليون شخص، بحسب بيانات مركز “بيو” للعام 2016، وكانت “ألمانيا وفرنسا وبريطانيا” هي الدول ذات النسب الأعلى.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب