مع استمرار الأزمة السياسية الخانقة في لبنان، وتصاعد التلاسن العلني في المؤتمرات الصحفية والبيانات الرسمية بين رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري ورئيس البلاد ميشال عون، يبدو أن كل الفرقاء في لبنان مصممون على تأكيد هزيمة الرئيس الفرنسي ايمانول ماكرون في معركته السياسية التي يخوضها داخليا من أجل تأكيد استمرار النفوذ الفرنسي في لبنان، ويمثل الملف اللبناني بالنسبة له آخر الملفات الخارجية التي يحاول إحراز تقدم فيه فيما وراء البحار. وحيث يبدو الفرقاء في لبنان متفقون على إلحاق العار بماكرون الذي توعدهم بالعقاب من قلب عاصمة بلادهم بيروت في مشهد أثار وقتها استغرب الجميع اللبنانين وغيرهم
فبعد أن فشلت فرنسا في أحدث معاركها خلف البحار وفي ظل عجز فرنسي عن فرض أى خيار سياسي لها في ليبيا فإن السياسة الفرنسية تتجه لأن تخسر آخر معركة لها خارج حدودها ولكن هذه المرة في لبنان. فعلى الرغم من انتهاء أكثر من مهلة أعطاها الرئيس الفرنسي للساسة اللبنانيين لتشكيل حكومة في البلاد، إلا أن الساسة في لبنان يبدو أنهم قرروا ألا يصغوا لباريس، بينما يتردد في طرقات بيروت تحذير الرئيس اللبناني ميشال عون من أن ” لبنان ذاهب للجحيم “. وهى المقولة التي تتأكد كل يوم مع الانهيار التاريخي لليرة اللبانية لمستويات لم تحدث حتي خلال الحرب الأهلية ووصل سعر صرف الدولار الأمريكي الواحد حتى ساعة كتابة هذا التقرير 15 ألف ليرة، وهو ما يجعل اللبنانيين يتضورون جوعا في منازلهم.
من ناحيته قال محمد حاج على، الباحث في مؤسسة مالكوم كير كارنيجي للسلام إن السبب في عدم تشكيل الحكومة اللبنانية حتي الان هو الخلاف على منح الحزبين الشيعيين ، حزب الله وحركة أمل ، حقيبة المالية ، وإصرار الرئيس ميشال عون على الاحتفاظ بثالث معطل يمثل الموارنة المسيحيين في أي حكومة جديدة ، وفي نفس الوقت رفض رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري تسليم وزارتي الداخلية والعدل لصهر عوان جبران باسيل.
أضاف حاج إن الحريري قال إنه يود تشكيل حكومة لتنفيذ المبادرة الفرنسية التي طرحها الرئيس إيمانويل ماكرون في بيروت في سبتمبر الماضي. وتدعو الخطة إلى تشكيل “حكومة عاملة” يمكنها تنفيذ الإصلاحات ، والتي بدورها ستطلق العنان للمساعدات الخارجية للبنان. ومع ذلك ، فإن حزب الله ليس حريصًا على تشكيل حكومة بموجب الخطة الفرنسية ، لأن راعيه إيران تفضل التعامل مباشرة مع الولايات المتحدة على لبنان