24 نوفمبر، 2024 12:50 م
Search
Close this search box.

فرص وعقبات .. على طريق “برهم صالح” نحو حكم العراق !

فرص وعقبات .. على طريق “برهم صالح” نحو حكم العراق !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

عادت العملية السياسية العراقية إلى مسارها الأساس بانتخاب، “محمد الحلبوسي”، رئيسًا جديدًا للبرلمان، بالشكل الذي يهيء الأجواء لاختيار رئيس الجمهورية؛ ثم تحديد رئيس الوزراء. ويُنتخب الرئيس العراقي، طبقاً لاتفاق الفصائل السياسية العراقية منذ 2003 وحتى الآن، من الطائفة “الكُردية”، ومن ثم تقدم الأحزاب والتيارات الكُردية مرشحها إلى البرلمان، حيث يتخذ النواب القرار النهائي بشأن صلاحية هذا المرشح للمنصب ويعلنون رأيهم في هذا الصدد.

وبحسب إعلان “محمد الحلبوسي”؛ فقد تحدد الوقت القانوني لاختيار رئيس الجمهورية، ويستمر حتى 2 تشرين أول/أكتوبر الجاري، ويتعين على الأحزاب الكُردية الالتفات إلى تلك المسألة. كما نشر موقع (الدبلوماسية الإيرانية) المقرب من وزارة الخرجية الإيرانية.

اخفاقات “الديمقراطي الكُردستاني”..

والواقع أن الأحزاب والتيارات الكُردية المختلفة لم تتفق، حتى اللحظة، على مرشح واحد للرئاسة العراقية، بسبب الكثير من إخفاقات “الحزب الديمقراطي الكُردستاني”. وأحد أهم عوامل فشل الأحزاب الكُردية في الاتفاق على مرشح واحد، المحاصصة السياسية لـ”الحزب الديمقراطي الكُردستاني”؛ برئاسة “مسعود البارزاني”.

وفي هذا الصدد؛ أصدر “الحزب الديمقراطي الكُردستاني” بيانًا مؤخرًا؛ يعلن بشكل رسمي أن منصب الرئاسة سيكون في هذه الدورة من نصيب الحزب. ويقدم الحزب “فؤاد حسين”، كمرشح للرئاسة ويدعمه بكل إمكانيته.

في غضون ذلك؛ يطرح “الاتحاد الوطني الكردستاني” اسم، “برهم صالح”، كمرشح للرئاسة العراقية، والذي يحظى بالنظر إلى سيرته الذاتية بشعبية كبيرة وفرصة أكبر مقارنة مع باقي المرشحين.

ويعتقد “فاضل جابر”، عضو كتلة “الإصلاح والإعمار” بالرلمان العراقي: “أن “برهم صالح” يحظى بشعبية كبيرة بين الأحزاب السياسية كمرشح للرئاسة العراقية”. أضف إلى ذلك أن السوابق التنفيذية والإدارية الكثيرة في ملف “برهم صالح”؛ وصلاحيته للمنافسة على منصب رئيس الجمهورية العراقية تشهد له في هذه اللحظة الحساسة من تاريخ العراق.

“برهم صالح” دكتور الوطن..

شغل “برهم” منصب “رئيس وزراء العراق”، في حكومة “نوري المالكي”، في الفترة (2006 – 2009م)، وكذلك رئيس وزراء الحكومة “إقليم كُردستان” المحلية بالحكومة السادسة، في الفترة (2009 – 2012م)، وكان لسنوات نائب الرئيس الثاني لـ”الاتحاد الوطني الكُردستاني”.. والكاريزما الشخصية وقدرات، “برهم صالح”، على الساحة السياسية كبيرة؛ لدرجة أنه اُختص بلقب “دكتور الوطن”. وهذه الشخصية السياسية المحنكة، وكذلك القدرات المتنوعة على مختلف الأصعدة العراقية، تجعله صاحب الفرصة الأكبر في الوصول إلى الرئاسة العراقية.

لكن المسألة الأخرى؛ التي تزيد من فرص “برهم صالح”، هي الموقف الإيجابي من الأحزاب والتيارات الكُردية حياله. وتفيد التقارير الإخبارية أن الأحزاب والتيارات الكُردية؛ مثل “غوران” و”الجماعة الإسلامية”، تدعم “برهم صالح” مرشحًا للرئاسة العراقية.

فشل المشروع الانفصالي..

كذا؛ لا يجب التغاضي عن تراجع شعبية “الحزب الديمقراطي الكُردستاني”، بسبب أخطاءه الفادحة والإستراتيجية في الاستفتاء على استقلال “كردستان”، وما ترتب عليه من تبعات وتداعيات داخلية وخارجية على المواطن الكُردي. ويعتقد معظم المواطنون الأكراد أن “الحزب الديمقراطي الكُردستاني” يسعى إلى توسيع دائرة إدارته الفاشلة في “إقليم كردستان” وصولاً إلى قطاعات رئيسة؛ مثل رئاسة الجمهورية.

ولهذا السبب لا يحظى مرشح الحزب بالقبول والشعبية. من جهة أخرى؛ يعتقد المراقبون للمشهد السياسي العراقي أن طرح اسم شخصية سياسية انفصالية مثل، “فؤاد حسين”، كفيل وحده بفشل “الحزب الديمقراطي الكُردستاني” في الوصول إلى رئاسة “العراق”.

ولذلك يمارس “الحزب الديمقراطي الكُردستاني” ضغوطًا كبيرة على “الاتحاد الوطني”، وباقي الأحزاب الكُردية الأخرى، للتخلي عن دعم “برهم صالح”.

مع هذا؛ تعكس كل المؤشرات عدم استعداد “الاتحاد الوطني” للرضوخ تحت أي شرط للضغوط والتخلي عن “صالح”. والرأي العام العراقي يدرك هذه المسألة، وأن “مسعود البارزاني” تعرض لضربات قاصمة بسبب رفض “برهم صالح” الإنضمام إلى المطالبين بانفصال “كُردستان العراق”. وحاليًا يصوب “البارزاني” سهام انتقامه، بعد فضيحة الاستفتاء على الاستقلال، (التي ألحقت أضرارًا بالغة بالأكراد فقط)، صوب “برهم صالح”.

على كل حال؛ فإن من العوامل التي تمهد طريق “برهم صالح” للرئاسة، يمكن الإشارة إلى سوابقه المضيئة على الساحة السياسية، وعدم التماهي مع الانفصاليين، والحظوة لدى الأحزاب السياسية، لاسيما الفائزة في البرلمان العراقي، وكذلك الاستفادة من دعم الأطراف ذات النفوذ الخارجي في “العراق”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة