9 أبريل، 2024 4:04 م
Search
Close this search box.

فرصة “ماي” الأخيرة .. تفلت حكومتها بأعجوبة وليس أمامها أقل من أسبوع للخروج بمسودة مرضية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في هزيمة نزلت كالصاعقة على رئيسة الوزراء البريطانية، “تيريزا ماي”، صوت البرلمان البريطاني، الثلاثاء، بغالبية ساحقة ضد الاتفاق بشأن (بريكسيت)، مما دفع المعارضة إلى تقديم مذكرة لطرح الثقة بحكومتها، وهو الأمر الذي فلتت منه، حيث صوت، أمس، 325 نائبًا لصالح بقاء حكومة “ماي”، مقابل 306 نواب صوتوا لسحب الثقة.

وتعني هذه النتيجة أن “ماي” ستستمر في التواصل مع أعضاء البرلمان من مختلف الأحزاب لمحاولة إيجاد توافق حول كيفية المضي قدمًا في سبيل خروج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي”.

وبعد إعلان النتيجة، دعت “ماي”، قادة الأحزاب، لمحادثات حول (بريكسيت)، “على الفور”، علمًا أن رئيسة الحكومة أمامها حتى يوم الاثنين المقبل للخروج بمسودة اتفاق جديد لخروج “بريطانيا” من التكتل.

وكان النواب في “مجلس العموم”، يوم الثلاثاء، قد رفضوا بغالبية 432 صوتًا، مقابل 202، الاتفاق الذي توصلت إليه “ماي” مع “الاتحاد الأوروبي”؛ لتنظيم خروج “بريطانيا” من التكتّل الذي إنضّمت إليه قبل خمسة عقود، في إحدى أكبر الهزائم التي يتلقاها رئيس حكومة في “بريطانيا”.

وحذر “الاتحاد الأوروبي” من أن التصويت، الذي يغرق “بريطانيا” في المجهول، يفاقم مخاطر خروج البلاد من “الاتحاد الأوروبي” من دون اتفاق.

مذكرة لحجب الثقة عن الحكومة..

وبعد التصويت؛ قدم زعيم المعارضة العمالية، “غيريمي كوربن”، مذكرة لحجب الثقة عن الحكومة، وقال: “قدمت اقتراحًا بحجب الثقة عن هذه الحكومة”، واصفًا هزيمة الحكومة بأنها “كارثية”.

وكانت “ماي” قد خاطبت النواب، قبيل التصويت، قائلة إن الواجب يفرض عليهم تطبيق ما صوت من أجله البريطانيون في استفتاء 2016، مؤكدةً إعتقادها أن “الواجب يفرض علينا تطبيق القرار الديمقراطي للشعب البريطاني”، محذّرة النواب من أن “الاتحاد الأوروبي” لن يعرض “اتفاقًا بديلاً”.

وقالت “ماي” إن التصويت ضد هذا الاتفاق هو “تصويت لمصلحة الشك والانقسام، ولمصلحة الخطر الحقيقي لعدم وجود اتفاق”، مضيفة أن: “المسؤولية الملقاة على عاتق كل فرد منا، في هذا التوقيت، كبيرة جدًا، لأنه قرار تاريخي سيحدد مستقبل بلادنا لأجيال”.

خيارين لتجنب الخروج دون اتفاق..

وبعد التصويت بالرفض، صرحت “ماي”، بأن هناك خيارين “اثنين” لتجنب خروج بلادها – دون اتفاق – من “الاتحاد الأوروبي”؛ هما: الموافقة على اتفاق الخروج من “الاتحاد الأوروبي”، (بريكسيت)، وإلغاء المادة (50) من “معاهدة لشبونة”.

وأضافت “ماي” – خلال جلسة إستجوابها داخل “مجلس العموم” البريطاني – حسبما ذكرت شبكة (بي. بي. سي) البريطانية – أنه إذا تم إلغاء هذه المادة؛ فإن هذا يعني البقاء داخل “الاتحاد الأوروبي”، والفشل في احترام نتيجة استفتاء الخروج، مؤكدة على أن هذا ما لن تفعله الحكومة الحالية برئاستها.

وكانت قد صيغت المادة (50) من “معاهدة لشبونة”، لتمكين أيًا من الدول الأعضاء في الاتحاد من الخروج منه.

وقبل نحو شهرين من موعد الخروج من “الاتحاد الأوروبي”، في 29 آذار/مارس 2019، لا تزال “بريطانيا” منقسمة بشدة بشأن ما يجب أن يحدث لاحقًا.

وسيكون على “ماي” الآن أن تقرر ما إذا كانت ستطلب تصويتًا جديدًا، أو التعرّض للإقالة، أو تأخير (بريكسيت)، أو ما إذا كان (بريكسيت) سيحصل فعلاً.

وتجمع عدد من المؤيدين والرافضين لـ”البريكسيت) أمام البرلمان مع بدء اليوم الأخير من النقاش.

وحمل بعضهم لافتة كُتب عليها: “عضوية الاتحاد الأوروبي هي أفضل اتفاق”، بينما كُتب على أخرى: “لا اتفاق ؟.. لا مشكلة”.

وكانت معارضة الاتفاق قد أجبرت “ماي” على تأجيل التصويت، في كانون أول/ديسمبر الماضي، على أمل الحصول على تنازلات من “بروكسل”.

يزيد من مخاطر الخروج بدون اتفاق..

واعتبر “الاتحاد الأوروبي” والدول الأعضاء؛ أن رفض “البرلمان البريطاني”، الاتفاق المبرم بين “لندن” و”بروكسل” حول (بريكسيت) يزيد من مخاطر خروج “بريطانيا” من التكتل بدون اتفاق.

رئيس المفوضية الأوروبية، “جان كلود-يونكر”، قال: “أدعو بريطانيا إلى توضيح نواياها في أسرع وقت ممكن. لم يعد هناك الكثير من الوقت”، مضيفًا أن: “اتفاق الخروج هو تسوية منصفة ويشكل أفضل اتفاق ممكن. يحد من الآثار المسيئة لـ (بريكسيت) على المواطنين والشركات في مجمل أنحاء أوروبا، أنه يشكل الحل الوحيد لضمان خروج منسق لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي”.

وتابع: “مخاطر خروج بريطانيا بشكل غير منظم تزايدت مع التصويت. ورغم أننا لا نرغب بمثل هذا الاحتمال، إلا أن المفوضية الأوروبية ستواصل أعمالها بشكل طاريء للمساعدة في ضمان أن يكون الاتحاد الأوروبي مستعدًا بشكل كامل” لذلك.

من جانبه؛ قال رئيس المجلس الأوروبي، “دونالد توسك”: “إذا كان من المتعذر التوصل إلى اتفاق، ولا أحد يريد أن يكون هناك أي اتفاق، إذاً من سيتحلى بالشجاعة لقول ما هو السبيل الوحيد الإيجابي ؟”.

وأوضح كبير المفاوضين الأوروبيين حول (بريكسيت)، “ميشال بارنييه”، أن الأمر “يعود الآن إلى الحكومة البريطانية القول ما هي المرحلة المقبلة. الاتحاد الأوروبي سيبقى موحدًا ومصممًا على التوصل إلى اتفاق”.

واعتبر وزير الخارجية الألماني، “هيكو ماس”، أن تأخير موعد (بريكسيت) إلى ما بعد 29 آذار/مارس 2019؛ “لن يكون له أي معنى” بعد تصويت “البرلمان البريطاني”. وقال “ماس”، في مقابلة صحافية، إنه سيكون هناك معنى لتمديد الموعد فقط “إذا كان هناك سبيل لبلوغ هدف التوصل إلى اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا”.

وأضاف: “في الوقت الراهن، ليس هناك غالبية في البرلمان البريطاني تؤيد وجهة النظر هذه”.

إرجاء الموعد ممكن قانونًا..

فيما اعتبر الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، أن “الضغط بات لديهم”، في إشارة إلى البريطانيين. وقال: “يجب في مطلق الأحوال أن نتفاوض معهم حول فترة انتقالية”.

فيما، قالت الوزيرة الفرنسية المُكلَفة بالشؤون الأوروبية، “ناتالي لوازو”، إن إرجاء موعد خروج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي”، (​بريكسيت​)، المقرر في 29 آذار/مارس القادم، ممكن قانونيًا وتقنيًا إذا طلب البريطانيون ذلك.

وأعلنت الحكومة الإيرلندية أنها ستكثف استعداداتها لاحتمال حصول (بريكسيت) بدون اتفاق. وقال بيان صادر عن “دبلن”: “للأسف، نتيجة التصويت تزيد من مخاطر (بريكسيت) غير منظّم. وبالتالي، فإن الحكومة ستستمر بتكثيف استعداداتها لمثل هذه النتيجة”.

لن يكون هناك إعادة تفاوض..

واعتبر المستشار النمساوي، “سيباستيان كورتز”، أنه “في مطلق الأحوال، لن يكون هناك إعادة تفاوض على اتفاق الخروج”.

ورأى رئيس الوزراء الإسباني، “بيدرو سانشيز”، أن “خروجًا غير منظم سيكون سلبيًا للاتحاد الأوروبي وكارثيًا لبريطانيا”.

ويقول النواب المؤيدون للبقاء في “الاتحاد الأوروبي”، الذين يشنون حملة لإجراء استفتاء ثان، أنهم تلقوا تهديدات بالقتل.

كما أعرب مؤيدو (بريكسيت) عن إحباطهم المتزايد مما يرون أنه “عرقلة برلمانية لتنفيذ تصويتهم الديمقراطي في الاستفتاء”.

ويتركز انتقاد الاتفاق على الترتيب الذي يبقي على الحدود مفتوحة مع “إيرلندا”، من خلال تقيد “بريطانيا” بقواعد ا”لاتحاد الأوروبي” التجارية، حتى توقيع “لندن” و”بروكسل” شراكة اقتصادية جديدة؛ وهو ما يمكن أن يستغرق العديد من السنوات.

لن يجبر على دعم الاتفاق..

وصرح “سامي ويلسون”، المتحدث باسم (بريكسيت) في “الحزب الديمقراطي الوحدوي” الإيرلندي الشمالي، الذي تعتمد عليه “ماي” في غالبيتها داخل “مجلس العموم”، لهيئة (بي. بي. سي)، أن حزبه لن يُجبر على دعم الاتفاق بسبب المخاوف بشأن الحدود.

لكن مصدرًا دبلوماسيًا صرح لـ (فرانس برس)؛ أن أي تمديد لن يكون ممكنًا بعد 30 حزيران/يونيو 2019، عند قيام “البرلمان الأوروبي” الجديد.

وتشمل خطة الانسحاب خططًا للمرحلة الانتقالية بعد (بريكسيت) إلى حين إقامة شراكة جديدة مقابل مساهمات ميزانية مستمرة من “لندن”.

وإذا لم يحدث أي تأخير، فإن “بريطانيا” ستقطع علاقات استمرت 46 عامًا مع أقرب جاراتها دون اتفاق يخفف من وقع الضربة.

بدائل قوية من البرلمان..

وفي وصف لما حدث؛ قال الباحث في الشؤون السياسية، “د. زيد العيسى”، إن “تيريزا ماي”، ومساعيها في التفاوض مع “الاتحاد الأوروبي” لمدة سنتين باءت بالفشل والانسحاب الذي أرادته أن يكون منظمًا فشل أيضًا؛ ما يضع البرلمان أمام مشكلة كبيرة، وهذا ما سيطرح بدائل أخرى؛ ومنها بديل زعيم “حزب العمال” المعارض البريطاني، “غيريمي كوربين”، بسحب الثقه منها..

متوقعًا أنه لن يتم سحب الثقة من “ماي” مع أن الهزيمة التي منيت بها لم تحدث منذ 100 عام.. لأن “الحزب الديمقراطي”؛ وأيضًا “حزب المحافطين”، الذي صوت 118 منهم ضد الاتفاق سيصوتون معها لأنهم يقولون أنهم صوتوا ضد الاتفاق، وليس ضد “تيريزا ماي”.

وأشار “العيسى” إلى أن هناك بدائل قويه من البرلمان؛ مثل طرح استفتاء ثان على الخروج من “الاتحاد الأوروبي” أو وضع خطة أخرى للاتفاق على الخروج.

قبضتها على السلطة بدأت تهتز..

كما وصفت الصحف البريطانية، تصويت البرلمان ضد (بريكسيت)، بـ”الساحق” و”الإذلال”، وأن قبضة “ماي” على السلطة بدأت تهتز بعد التصويت العارم ضد الاتفاق الذي توصلت إليه حكومتها مع “بروكسل”.

وعنونت (الديلي ميرور): “ماي أُذلّت بـ 230 صوتًا”. أما (الديلي تلغراف)؛ فكتبت: “إذلال رئيسة الوزراء بعد رفض النواب الساحق للاتفاق، وحزب العمال يطرح تصويتًا على الثقة”.

وقال كاتب الشؤون البرلمانية في الصحيفة، “مايكل ديكون”، إن: “ماي بطريقة أو بأخرى تحدّت الاحتمالات عبر تحويل حدث تاريخي إلى أمر مخيّب قليل الأهمية”، مضيفًا أن: “خطابها أحتوى على كل حيوية جراب متعفن في ناد رياضي”.

وتابع: “بدت مقنعة كأم تزجر أولادها بأن عليهم إما تناول الملفوف الذي حضّرته لهم أو الذهاب إلى فراشهم جوعى”.

لافتًا إلى أن التصويت، بحد ذاته، كان “كما لو أن أغاثا كريستي سمحت للسيدة ماربل بحل لغز الجريمة في منتصف الرواية، وجعلتها تكمل النصف الباقي وهي تعمل في حديقتها”.

وقال كاتب العمود في (التايمز)، “ماثيو باريس”، في مقالته؛ إنه قد آن الأوان للنواب الكبار كي يتولوا عملية (بريكسيت)، مضيفًا أنه: “لا توجد زعامة، لا في الحكومة ولا في المعارضة، قادرة على إخراجنا من هذه الفوضى”.

وأشار إلى أن “تيريزا ماي لا جدوى منها، لا تمتلك حسًا شيطانيًا أو إستراتيجية سرية، وهي لا مبالية تجاه الحقيقة، وستقول أي شيء للبقاء لأسبوع آخر. إنها لا تعلم ما الذي يجب فعله”.

وتابع: “النتيجة التي يجب إستخلاصها؛ أنه على البرلمان إنتزاع السيطرة من رئيسة حكومة زومبي، وحكومة زومبي ومعارضة زومبي”.

تهدد بإغراق عملية “بريكسيت” في الفوضى..

(الدايلي ميل) كتبت؛ أن الهزيمة تركت سلطة ماي “معلّقة بخيط”، ووصفت النتيجة بأنها، “مدمرة”، وتهدد بإغراق عملية (بريكسيت) في الفوضى.

فيما قالت (الصن)، الصحيفة الأكثر مبيعًا في “بريطانيا”، إن: “رئيسة الحكومة المسحوقة تتحدى النواب بأن يصوتوا لإجراء انتخابات عامة بعد هزيمة غير مسبوقة لـ (بريكسيت)”.

وأضافت الصحيفة البريطانية أن: “الهزيمة الساحقة، التي شهدت 118 نائبًا محافظًا ينقلبون ضد رئيسة حكومتهم، هي الأسوأ منذ مجيء الديمقراطية الكاملة، وهذا يدل على أن السيدة ماي لن تنال دعمًا كافيًا من أجل إستراتيجيتها”.

وعنونت (الفايننشال تايمز): “هزيمة ماي تسبب المتاعب لمقاربة الاتحاد الأوروبي تجاه (بريكسيت)”، مضيفة أن: “الخسارة الكبيرة تترك رئيسة الحكومة في سباق مع الزمن”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب