19 سبتمبر، 2024 6:37 م
Search
Close this search box.

“فرجي راد” : العقوبات جعلت التجارة مع العراق في صالح بغداد على حساب طهران !

“فرجي راد” : العقوبات جعلت التجارة مع العراق في صالح بغداد على حساب طهران !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

بعد وصوله إلى منصب رئيس الجمهورية؛ ابتدأ “مسعود بزشكيان”، جولاته الخارجية بزيارة “العراق”.

وبالعادة تحظى الزيارة الأولى للرؤوساء بأهمية خاصة. واختيار “العراق” كأول وجهة لزيارات رئيس الحكومة الرابعة عشر، يعكس القيمة الاستراتيجية لذلك البلد بالنسبة لـ”الجمهورية الإيرانية”.

وقد اقترنت هذه الزيارة؛ التي استغرقت ثلاثة أيام، بردود فعل واسعة النطاق في المنطقة والعالم.

وفي هذا الصّدد تُناقش صحيفة (ستاره صبح) الإيرانية؛ الدبلوماسي السابق “عبدالرضا فرجي راد”، أبعاد هذه الزيارة على النحو التالي…

الأهمية الاقتصادية القصوى لإيران..

“ستاره صبح” : حظيت أولى زيارات الرئيس الخارجية باهتمام وسائل الإعلام الداخلية والخارجية على السواء؛ لكن ما هي إنجازات زيارة “مسعود بزشكيان”؛ لـ”العراق”، بالنسبة لـ”الجمهورية الإيرانية” ؟

“عبدالرضا فرجي راد” : “العراق”؛ باعتباره أهم دول الجوار الإيراني، بالنظر إلى أهمية دوره في العقوبات المفروضة على الاقتصاد الإيراني. إذ يؤثر “العراق”؛ (كلما أبدى تناغمًا وانسجامًا أفضل)، على الأوضاع الجديدة للقيود التي تُفرضها العقوبات.

ومتى تولى العمل في “بغداد” أصدقاء “إيران”؛ تكون أيدينا مفتوحة في “العراق” بشكلٍ أكبر. وحاليًا تؤخذ قيود العقوبات على محمل الجِد في “بغداد”؛ إذ لايزال “العراق” من أهم دول الجوار الإيراني من المنظور الاقتصادي.

وينشط القطاع العام الإيراني في “العراق”. كذلك يقوم القطاع الخاص بمعاملاته الخاصة دون اهتمام لقيود النظام المصرفي. وتكلفة الصادرات من سلع وكهرباء وخلافه، لا تدخل في الحسابات الإيرانية، وإنما تبقى بـ”العراق”؛ الذي يقول إن بإمكان “إيران” شراء أصناف من السلع العراقية غير المنصوص عليها في قائمة العقوبات بواسطة هذه الأموال، وهذا الشرط لا يصب في صالح “إيران”، ونحن لدينا دولارات في “العراق”.

نحن نصُّدر منتجات غالية السعر كالكهرباء والغاز والنفط بهذه الوسيلة، ومن غير المقبول استيراد سلع غير ضرورية في المقابل. وهذه المشكلة من أهم الموضوعات على جدول مهام زيارة الرئيس إلى “العراق”.

وإذا كان وزير النفط بالحكومة الثالثة عشر قد تحدث مرارًا عن حل المشكلة، لكن لم توجد مؤشرات على صدق على كلامه. ولم يحدث أي تغييّر فيما يخص الحصول على الأموال من “العراق”.

وحين يتم الحديث عن زيارة الرئيس الإيراني إلى “العراق”، فإن هذا الموضوع من أهم القضايا وما عداها هامشي.

وفي رأيي لو يُريد “العراق”؛ فإن بمقدوره تجاهل العقوبات المفروضة على “إيران”، أو يتغاضى عن تنفيذها، يمكن على الأقل تنفيذ نسبة مئوية من التجارة بين الجانبين بمنأى عن العقوبات المفروضة على “إيران” والرقابة الأميركية. كما فعلت “الصين” نسبيًا للقضاء على هذه المشكلة.

وقد أشار “مسعود بزشكيان”؛ مرارًا خلال الزيارة، إلى ضرورة فتح الحدود بين “إيران” و”العراق”، بل بين “إيران” وجميع الدول الإسلامية. وهذه المسألة يصعب تنفيذها، لكن هدف رئيس الجمهورية هو إقرار الهدوء والاستقرار بين “إيران” ودول المنطقة. واستشهد بالعلاقات الجيدة التي تربط دول “الاتحاد الأوروبي”، وكشف عن العقلية الثقافية والاقتصادية للاتحاد. ومع اتساع دائرة التجارة وفتح الحدود سوف تزداد المعاملات الثقافية بين الدول.

وفيما يخص “إيران” و”العراق”؛ فلطالما تهيأت بين شعبي البلدين إمكانية التردد على البلدين، والسفر للحج والتجارة والعلاج وغيرها، ومن ثم فالأساس موجود.

مدى أهمية زيارة “إقليم كُردستان العراق”..

“ستاره صبح” : زيارة الرئيس الإيراني لـ”إقليم كُردستان العراق”؛ في ذكرى احتجاجات العام 2022م، هل يمكن ادراج الزيارة تحت بند إقرار التهدئة وتحقيق إنجازات أمنية ؟

“عبدالرضا فرجي راد” : بالنسبة للعلاقات الإيرانية مع “إقليم كُردستان”، فقد شهدت زيارة الرئيس الإيراني إلى الإقليم تحقيق حدث هام؛ إذ إنها المرة الأولى التي يزور فيها رئيس إيراني الإقليم بشكلٍ مخطط مسبقًا استجابة لدعوة رئيس الإقليم.

تلك الزيارة تُعد من إنجازات زيارة “بزشكيان”؛ لـ”العراق”، من منظور الفائدة الأمنية؛ لا سيما بعد أن تحدث مع المراسليين الصحافيين باللغة الكُردية. وربما تبدو هذه الأشياء بسيطة، إلا أنها تُزيد من التقارب في ظل الأوضاع الحساسة الراهنة.

وحين يرى من يواجهون المشاكل في “كُردستان إيران” مثل هذه المشاهد سوف تتغير الأجواء. فلدينا الآن رئيس إيراني من أم كُردية ويُجيد الحديث باللغة الكُردية. ويُثبت “بزشكيان” اهتمامه الخاص بالأكراد والمناطق الكُردية، وهذا تحرك إيجابي.

إنه يُريد توطيد الروابط واستعادة الهدوء. وتسطيع أحزاب المعارضة في “كُردستان العراق” بناء علاقات أكثر قوة مع “إيران”. وهذا الوضع يصب في مصلحة “إيران”، بالنظر إلى أهمية دور الثقافة والروابط الثقافية بين الدول.

وربما لن تحقق زيارة الرئيس الإيراني إلى “العراق” إنجازات اقتصادية، لكن الجزء الأهم يتعلق بزيارة “بزشكيان” إلى “إقليم كُردستان العراق”، وقد نجحت هذه الزيارة في تحقيق إنجاز أمني. من هذا المنطلق فقد نجحت الحكومة في وضع الهدف وتحقيقه.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة