25 أبريل، 2024 7:23 م
Search
Close this search box.

“فراس جمعة” .. الطالب العراقي الذي أنقذته جامعة سويدية من خطر “داعش” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

في أحد أيام شهر آب/أغسطس منذ 4 أعوام، تلقت أستاذة جامعية رسالة نصية غيرت مسار حياة أحد طلابها، إذ أخبرها فيها بأنه يتعرض للخطر؛ وأنه لن يتمكن من استكمال رسالة الدكتوراه التي كان يعمل عليها.

تمكنت أستاذة الكيمياء بجامعة “لوند” السويدية، “شارلوت تورنر”، من إنقاذ الطالب العراقي، “فراس جمعة”، الذي كانت تُشرف على رسالته للحصول على درجة الدكتوراه لديها، من قبضة تنظيم (داعش) الإرهابي، بعدما أخبرها في رسالة نصية بعدم مقدرته على إنهاء وتسليم الرسالة لأنه يختبيء مع أسرته من عناصر التنظيم، بعدما نفذوا عمليات إرهابية في المنطقة التي يقيم بها.

وروت “تورنر”، (48 عامًا)، تفاصيل القصة لشبكة (إن. بي. سي) الإخبارية الأميركية، وقالت إنها اتصلت به على الفور فوجدته يبكي وشرح لها خطورة الأوضاع؛ وأنه يخشى على زوجته وابنيهما وباقي الأسرة من التعرض لأي ضرر على يد (داعش)، فقررت إتخاذ قرارًا راديكاليًا لإنقاذ الطالب المُحاصر من قِبل (داعش)، في إحدى المناطق التي تشهد توترات وأعمال عنف؛ إذ أرسلت له فرقة مسلحة إلى المنطقة التي لجأ إليها الطالب وعائلته هربًا من العناصر المتشددة.

وترجع أحداث هذه القصة إلى، عام 2014، عندما عاد “جمعة”، الذي ينتمي إلى الطائفة “الأيزيدية”، إلى “العراق” قادمًا من “السويد”؛ بعدما أبلغته حينها، زوجته، بأن تنظيم (داعش) يقوم بقتل الرجال واختطاف النساء، ليكتشف أن عائلته مهددة من قِبل التنظيم المتطرف الذي ينفذ عمليات إرهابية في قرية قريبة من منزله.

وصرح “جمعة”، لمجلة الجامعة، بأن زوجته كانت تشعر بالخوف الشديد؛ ما دفعه إلى الحجز على أول طيارة للعودة إلى أسرته، وفكر فيما قد يحدث له إذا ما وجد أن أصابهم مكروهًا.

رسالة نصية..

بحسب صحيفة (ذا لوكال) الفرنسية؛ فإن “شارلوت” تلقت رسالة نصية من الطالب العراقي أخبرها فيها أنه لن يستطيع إكمال بحث الدكتوراه؛ لأنه اضطر إلى السفر لحماية أسرته من بطش تنظيم (داعش)، وقال لها إنهم يختبئون داخل مصنع لإنتاج الكلور كان مهجورًا وتأتيهم أصوات طلقات الرصاص من كل مكان.

وأضاف للمجلة: “كُنت أشعر باليأس وأردت إخبار المشرفة على رسالتي بكل ما يحدث، ولم أكن أعرف أن الأساتذة يمكنهم فعل أي شيء من أجلنا”.

وعندما علمت “تورنر” بخطورة الوضع الذي يعيش فيه الباحث، فكرت في التصرف من أجل إنقاذه وتواصلت مع رئيس الأمن في الجامعة، “بير غوستافسون”، والذي تعاقد بدوره مع شركة أمن قامت بتنفيذ عملية الإنقاذ.

وأوضحت “تورنر” أن كل ما كان يحدث بسبب (داعش) لم يكن مقبولاً، وأنها كانت تشعر بالغضب من تواجد هذا التنظيم المتشدد في العالم، وأنه تسبب في تعريض “جمعة” وأسرته للخطر، وقد يتسبب في وقفه عن البحث والدراسة.

عملية الإنقاذ..

وصلت فرقة مسلحة، بعد أيام من إرسال الرسالة، إلى المكان الذي يختبيء فيه “جمعة” مع أسرته، وفوجيء “جمعة”، عندما رأى رجال مسلحين خاضوا رحلة طويلة من أجل إنقاذه، وبالفعل تمكنوا من إنقاذهم وحملهم إلى مطار “أربيل”.

وأشار “جمعة” إلى أنه في هذه اللحظة شعر للمرة الأولى بأنه مميزًا، وبأنه شخصية مهمة للغاية، وعند وصوله إلى “السويد” ورؤية زملاءه شعر “جمعة” بالرغبة في البكاء من شدة الفرح، تم إنقاذ أسرته من (داعش) وتمكن هو من إكمال بحثه ودراسته، وهو يعمل الآن في شركة تصنيع أدوية بمدينة “مالمو” السويدية.

ومنذ ذلك الحين، اتفق “جمعة” من أستاذته على عدم التحدث للصحافة بشأن ما حدث لأسباب أمنية، حتى كشف صديق له الأمر، وقام بإعداد فيلمًا تسجيليًا يروي تفاصيل القصة الحقيقية.

وصرح “جمعة”، للشبكة الأميركية، بأنه يفكر في حياته على اعتبار أن، عام 2014، مرحلة مفصلية مهمة للغاية شاركت في تكوينه وطريقة تفكيره.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب