26 أبريل، 2024 11:00 ص
Search
Close this search box.

“فتيات شارع الثورة” .. انتفاضة سلمية ضد النظام الإيراني !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – محمد بناية :

بعد ثورة 1979 صدق النظام الإيراني على قانون فرض الحجاب إجبارياً على النساء، وطبقاً لقانون العقوبات: “تُعاقب كل من تظهر في الطرقات وأمام النظار بدون حجاب شرعي بالحبس مدة لا تقل عن عشرة أيام ولا تزيد عن شهرين، أو التغريم بما لا يقل عن 50 ألف ريال ولا يزيد عن 500 ألف ريال”.

قوافل الإرشاد ضد “فتيات شارع الثورة”..

المعروف أن النظام الإيراني الحالي كان قد أضفى على مسألة الحجاب بعداً سياسياً وسبباً للخروج على الشاه الإيراني، “محمد رضا بهلوي”، على خلفية “قانون خلع الحجاب”. لكن مؤخراً دخلت عملية نضال الإيرانيات ضد الحجاب الإجباري مرحلة جديدة، بدأت بتدشين “حملة النضال ضد الحجاب الإجباري”، مروراً بحملات “الحريات الخفية” و”الأربعاء الأبيض” وانتهاءً بظهور ما يُعرف إعلامياً باسم “فتيات شارع الثورة” في عموم شوراع الجمهورية الإيرانية.

في المقابل كان النظام قد دشن مشروع “قوافل الإرشاد”، قبل سنوات، بالتوازي مع إنتشار ما أسماه المسؤولون الإيرانيون “ظاهرة الحجاب السيء”.

وحملة “فتيات شارع الثورة”؛ هي استمرار لنضال المرأة الإيرانية ضد الحجاب الإجباري، وهي حركة إبتكرتها، “ویدا موحد”، بتاريخ 27 كانون أول/ديسمبر الماضي، قبل أيام من إندلاع الاحتجاجات الأخيرة إعتراضاً على سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية؛ حيث وقفت على “كشك كهربائي” في تقاطع شارعي “الثورة” و”وصال” بالعاصمة طهران، وقد خلعت الحجاب عن رأسها وربطته في عصا ولوحت به أمام المارة. تلك الحملة التي شهدت تجاوباً واسعاً من مختلف الفئات على إختلاف التوجه والسن في مدن “أصفهان، وشيراز، ومشهد، وآراك، وقزوين” وغيرها.

توسع الحملات وتضامن بعض البرلمانيات..

الطريف أن يوم، الثلاثاء 29 كانون ثان/يناير المنصرم، قد شهد تدشين حملة المحجبات للتضامن مع حملات النضال ضد الحجاب على شبكات التواصل الاجتماعي، وتحديداً (تويتر)؛ حين نشرت بعض المحجبات صور الفتيات اللائي خلعن الحجاب أمام المارة كنوع من الدعم؛ ومنها على سبيل المثال تغريدة، “زهرا صفياري”، الناشطة الإصلاحية، و”آذر منصوري”، عضو “حزب اتحاد الأمة”، واللتان دعتا الحكومة إلى سماع أصوات هذه الاحتجاجات المدنية.

وعزت “سهيلا غلودارزاده”، النائبة الإصلاحية بالبرلمان، ظهور “فتيات شارع الثورة” إلى تعامل المسؤولين الخاطئ مع المرأة، وقالت: “طالما نعترف بالقيود على المرأة ونضعها في ضيق غير ضروري، من الطبيعي أن يؤدي ذلك إلى الثورة على هذه الضغوط، وأن تخلع فتيات شارع الثورة حجابها وتولح به، وهذا كله نتيجة تعاملنا الخاطئ”.

وقد لفتت هذه الحركة السلمية إنتباه الرجال بشدة؛ حتى أن بعضهم أعرب عن التضامن مع “فتيات شارع الثورة” بالتلويح بالحجاب أو رفع لافتات (لا للحجاب الإجباري). فخرج مواطن إيراني يرفع قميصًا أبيض في شارع الثورة، (أحد أشهر شوارع العاصمة طهران)، احتجاجًا على قمع النظامِ للنساءَ في إيران. وقد تداول النشطاء فيديو للشاب يُحدِّث فيه من حوله ويقول لهم: “إن اسمي هو اسمكم، وقضيتنا واحدة”.

حركة طفولية..

في المقابل، وكعادة المسؤولين الإيرانيين؛ عزا المدعى العام، “محمد جواد منتظري”، أسباب حملة “فتيات شارع الثورة” إلى العدو الأجنبي، وقال: “هذه الحملة هي حركة طفولية تنبع عن تحفيز أجنبي للمشاعر، ويجب أن ينتبهوا إلى أن مثل هذه الحملات لن تؤثر على مجتمعنا”. وأضاف: “المحافظة على الحجاب هو رعاية لقانون بلادنا”.

وحذر من مواجهة تلكم الظاهرة حال تفشيها. بدوره علق “علي مولازاده”، مساعد نائب وزير الداخلية قائلاً: “موضوع مراعاة الحجاب والعفاف هو عمل ثقافي، ويجب أن يكون على رأس أولويات الأجهزة الثقافية”. وأثنى على الإلتزام بالحجاب في الإدارات الحكومية، وأضاف: “لابد من متابعة أوضاع العفاف والحجاب في القطاع الخاص بشكل أكبر”.

من جهته قال “علي مطهري”، نائب رئيس البرلمان الإيراني: “من خلعن حجابهن ولوحن به في الهواء، حدث غير مهم. لكن المهم أن نسأل عن أسباب ضعف رقابة الحكومة بشأن رعاية الحجاب”.

جدير بالذكر أن “منظمة العفو الدولية” قد طالبت السلطات الإيرانية بوقف محاكمة النساء اللواتي يحتججن على الحجاب القسري في البلاد، ووقف هذا القانون الإلزامي الذي وصفته بـ “التعسفي”.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب