بعد يومين من قتل واصابة رصاص قوات مكافحة الشغب المؤتمرة بأوامر المالكي لعدد من المتظاهرين في الموصل فقد اعلن مصدر في الشرطة العراقية، اليوم عن مقتل المنسق العام للجان الشعبية للتظاهرات في كركوك في هجوم مسلح استهدف امام منزله جنوبي المدينة فيما وجه مواطنون الاتهامات لمليشيات طائفية تنسق مع السلطات العراقية.
وقال المصدر إن “مسلحين مجهولي الهوية هاجموا قرابة الساعة العاشرة والنصف من قبل ظهر اليوم، المنسق العام للجان الشعبية للتظاهرات في كركوك بنيان صبار العبيدي وأطلقوا النار عليه عندما كان يهم بالخروج من منزله في حي الواسطي جنوبي كركوك وأردوه قتيلا”. وأضاف أن ”العبيدي أصيب بعدة طلقات نارية في أماكن قاتلة وفارق الحياة على الفور”، وبين أن “قوة من أمنية هرعت إلى منزل العبيدي وقامت بنقل جثته”، لافتا إلى ان “تحقيقا موسعا فتح بالحادث لما سيكون له من تداعيات على الشارع في كركوك والحويجة ايضا”.
وكان العبيدي نجا بإصابة طفيفة في الوجه من محاولة اغتيال تعرض لها في 23 من شباط الماضي وسط كركوك بإطلاق النار عليه عندما كان يستقل سيارته برفقته الشيخ مصطفى نواف عبد العزيز العبيدي وهو من داعمي التظاهرات أيضا وأسفر الحادث وقتها عن إصابة الأخير أيضا بجروح خطرة.
ويعد بنيان العبيدي المنسق العالم للحراك الجماهيري الشعبي الذي انطلق في مدينة كركوك في الاول من كانون الثاني 2013، كما يعمل على التنسيق مع لجان التظاهرات التي تقام في الحويجة (55 كلم جنوب غرب كركوك) منذ مطلع العام الحالي ايضا.
وتشهد محافظة كركوك إضافة إلى محافظات سنية اخرى مظاهرات منذ الـ21 كانون الاول 2012، تطورت من المطالبة بالغاء قوانين المساءلة والعدالة والغاء المادة 4 ارهاب الى مطالبات باسقاط حكومة المالكي.
وخلقت التظاهرات في الحويجة انقساما بين عرب كركوك وخصوصا قبيلة العبيد إذ تتهم رئاسة القبيلة منظمي التظاهرات بانهم مأجورون من الكرد وجهات أخرى وانهم تخلوا عن المشروع العربي في كركوك لصالح الكرد، فيما يؤكد المتظاهرون أن معركتهم حاليا هي مع المالكي.
وأخذت التظاهرات في العراق منحى تصعيديا في الأسابيع الأخيرة بان من خلال إطلاق النار على المتظاهرين في الموصل في تظاهرة جمعة (كفى تبعية لإيران) في 8/ 3/ 2013 والذي ادى إلى مقتل متظاهر وجرح أربعة آخرين، ثم بمحاصرة ساحة اعتصام الرمادي من قبل القوات العسكرية واتهام منظمي التظاهرات بإيواء مجموعات من تنظيم القاعدة في ساحات الاعتصام، وإعلان اصدار مذكرات اعتقال بحق ابرز قادة التظاهرات بتهم بدعم الإرهاب واعتقال العديد من القادة الآخرين مثل حسين العبيد الجبوري الذي ادى اعتقاله مع ثلاثة من أبنائه في الموصل إلى إعلان (انتفاضة أحرار العراق) التي تملك الجماهير في ساحة الأحرار بالموصل وساحة الاعتصام في الحويجة وجزء كبير من جماهير ساحتي سامراء والفلوجة الذهاب نحو خيار حمل السلاح وذلك بعد انتهاء المهلة التي حددتها للأجهزة الأمنية للافراج عن الجبوري.
وشهدت كركوك، في 21 شباط 2013، اعتقال المتحدث باسم متظاهري الحويجة حامد الجبوري و15 متظاهرا من قبل قوة من عمليات دجلة بتهمة القيام بعمليات مسلحة خلال عملية أمنية نفذتها غرب كركوك،( 250 كم شمال بغداد) لكنها سرعان ما عادت واطلقت سراحه بعد ساعات من اعتقاله بعد تهديد المعتصمين بنقل اعتصامهم إلى داخل القضاء.
يذكر أن الأسابيع الماضية شهدت العديد من عمليات الاعتقال التي طالت قادة التظاهرات المناوئة للحكومة في محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديالى، فيما تمكن المتحدث باسم متظاهري الرمادي سعيد اللافي، في20 شباط 2013)، من الإفلات من قبضة قوة خاصة من لواء التدخل السريع حاصرته داخل جامع الحاج هميم في منطقة الجمعية وسط الرمادي، بعد أن ساعده عشرات المعتصمين يقودهم مرافقو النائب أحد العلواني بالخروج من الجامع مما اجبر القوة الأمنية على الانسحاب.