8 أبريل، 2024 11:24 م
Search
Close this search box.

” فايننشال تايمز ” : مقتدى الصدر يتحدى النفوذ الإيراني في العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص / لندن – كتابات

مع مجىء ائتلاف “سائرون” بزعامة مقتدى الصدر بالمرتبة الأولى في الانتخابات العامة العراقية، تواصلت التقارير الصحافية والسياسية الغربية مسلطة الضوء على سيرته منذ الاطاحة بالنظام السابق 2003 حين شن الصدر “تمردات ضد الاحتلال الأنجلو أمريكي” كما يقول مقال نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” الثلاثاء.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى إن “آيات الله التقليديون الذين يحكمون الشيعة في العراق من مدينتي النجف وكربلاء كانوا يزدرونه على أنه يمثل اتجاها متوحشا غير مقيد على طريقة أسلافه. ومع انحدار العراق إلى حمام دم طائفي في عام 2006 – حيث شارك جيش المهدي التابع للصدر بكامل قدراته في المذبحة – وصفته مجلة نيوزويك بأنه “الرجل الأكثر خطورة في العراق” ، وكأنه مثل دراكولا يصعد من تابوته. لكن هذا التحدي الفوضوي تراجع في عام 2008″.

أمريكا تفضل “الدعوة”

بعد مرور عقد من الزمان، وللمفاجأة الواسعة، بدأ الصدر يظهر كزعيم لتحالف إسلامي إصلاحي إلى جانب جماعات علمانية ومدنية للمجتمع والحزب الشيوعي العراقي. ومع اقتراب موعد الانتخابات النهائية ، دفع رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، المرشح من حزب الدعوة الإسلامي الشيعي الذي تفضله الولايات المتحدة، الى الترشيح على أمل تحقيقه الانتصار لكنه جاء بالمركز الثالث. بعد احتلال المركز الثاني من قبل ائتلاف يقوده هادي العامري، “بطل التحالف شبه العسكري الذي بنته إيران كقوة فعالة بدلا من الدولة العراقية المنهارة”.

هناك الكثير على المحك، ليس فقط بالنسبة للعراقيين الذين “يعانون من طبقة سياسية فشلت في تقديم خدمات مثل التعليم والصحة، أو الماء والكهرباء – ناهيك عن الأمن المفقود في مواجهة الانتحاريين الجهاديين أو المليشيات الشيعية المتهمة بأعمال انتقامية في المناطق السنية التي تم النظر إليها على أنها متواطئة مع داعش”.

ويلفت المقال إلى إنه “بعد خروج الرئيس دونالد ترامب مباشرة من الصفقة النووية التي وقعتها إيران في عام 2015 مع القوى العالمية، يخاطر العراق بالوقوع في تبادل لإطلاق النار بين واشنطن وطهران. بالنسبة لإيران، يبدو العراق لبنة البناء الرئيسية في مجال نفوذها العربي الشيعي المتزايد. لا يمكن أبدا أن تخسره. لقد صارت إيران قوة إقليمية منذ أن قامت الولايات المتحدة، بعد عام 200 ، بتسليمها العراق، وهو بلد بغالبية شيعية، لكنهم يشكلون أقلية في الإسلام. وقد مهد ذلك الطريق أمام سعي طهران لإنقاذ نظام بشار الأسد في سوريا، الذي حاصره المتمردون السنة في سلسلة انتفاضات الربيع العربي”.

من خلال وكلاء شبه عسكريين مثل حزب الله، يمكن لإيران أن تضغط على حدود إسرائيل والسعودية، غريميها الإقليميين (وحليفي الولايات المتحدة)، في لبنان وسوريا واليمن. لكن ما تقدّره طهران بشدة هو الأرض إلى جانب حدودها أي العراق، الأمر الذي يمنحها عمقًا استراتيجيًا.

ويذكر المقال سلسلة من الأساليب التي استخدمتها إيران في تشديد قبضتها على العراق “في انتخابات عام 2010 ، تجمعت الفصائل الموالية لإيران ضد الائتلاف الذي جاء أولاً ، بقيادة إياد علاوي، وهو شيعي علماني. أنتج ذلك حكومة نوري المالكي الطائفية. في عام 2014 ، أدرك حتى المدافعين عن المالكي (الإيرانيين والأمريكيين) أنه كان قد قام بعزل الأقلية السنية والأكراد، وجعل جيشًا مدرَّبًا من قبل الولايات المتحدة بإمرة أشخاص فاسدين، فذاب ذلك الجيش أمام جهاديي داعش”.

الآن السيد الصدر يتحدى الجميع. “لقد حاول من قبل أن يرسم نفسه على أنه وطني عراقي. وفي عام 2016 قاد موجة انفجار غضب شعبية ضد السعي وراء ميزة فئوية بدلاً من الصالح العام ، اقتحم البرلمان في المنطقة الخضراء في بغداد ، القلعة المحصنة التي تضم السياسيين والدبلوماسيين. لقد شجب منذ ذلك الحين النظام الذي يتعامل مع موارد العراق كغنائم والمعروف باسم المحاصصة”.

أصبح خطاب الصدر الوطني أكثر راديكالية. وهو الآن لا يريد فقط خروج الولايات المتحدة من العراق، ولكن أيضاً إيران. وللتأكيد على ذلك ، فقد زار المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ، حيث التقى مع أمراءهما المتميزين المناهضين لإيران. إن “المجيء أولاً في مجموعة سياسية مجزأة لا يعني السلطة. لكنه يمكن أن يحافظ على توازن القوى وهذا تحد حقيقي لإيران”.

الصدر ليس علاوي

يجب على طهران ألا تخلط السيد الصدر مع علاوي، وهو بعثي سابق له علاقات مع أجهزة استخبارات غربية. “السيد الصدر يأتي من الطبقة الأرستقراطية الدينية الشيعية ويمكنه حشد الجماهير. عندما سقطت بغداد للأميركيين في عام 2003 ، أصبحت مدينة صدام، وهي حي فقير في العاصمة يسكنه ثلاثة ملايين شيعي، مدينة الصدر. لقد كانت مغطاة بصور من آيات الله من عائلة الصدر الذين قتلوا على يد صدام حسين”.

ويختم المقال بالإشارة إلى ما أعلنه علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري علي خامنئي، القائد الأعلى في إيران، علنا في فبراير/ شباط الماضي، في إشارة مستترة إلى ائتلاف الصدر: “لن نسمح للليبراليين والشيوعيين بالحكم في العراق. لكن في وقت يشهد ضغوطاً كبيرة على طهران، الآن عليها التعامل ببراعة حقيقية. يجب أن تعترف الثورة الإسلامية بالتبعات والظواهر المقلقة لها في العراق”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب