“فايننشال تايمز” تكشف .. كيف أجبر ترمب “نتانياهو” على القبول بخطته في غزّة ؟

“فايننشال تايمز” تكشف .. كيف أجبر ترمب “نتانياهو” على القبول بخطته في غزّة ؟

وكالات- كتابات:

كشفت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية؛ عن تفاصيل ضغوط غير مسبّوقة مارسها الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، على رئيس حكومة الاحتلال؛ “بنيامين نتانياهو”، لإنهاء الحرب على “غزة”، وفتح الطريق نحو ما وصفته الوثيقة: بـ”مسار موثوق” نحو “دولة فلسطينية”.

وبحسّب الصحيفة؛ فإن الخطة التي دفع بها “ترمب” جاءت نتيجة تنسيق واسع قادته “قطر والمملكة العربية السعودية”، مستفيَّدين من غضب الرئيس الأميركي إزاء العدوان الإسرائيلي على “الدوحة”؛ الذي استهدف قيادات من حركة (حماس)، أثناء وجودهم للتفاوض حول وقف إطلاق النار.

وأشارت الصحيفة إلى أن “ترمب” استثمر علاقته الشخصية بعائلات الأسرى، وحرص على إبراز دوره كمنَّقذ للمنطقة، في وقتٍ كان يسعى فيه لتحقيق إنجاز يُقربه من جائزة (نوبل للسلام)، تزامنًا مع الذكرى الثانية لعملية 07 تشرين أول/أكتوبر.

لكن “نتانياهو”؛ الذي كان يُحاول التخفيف من بنود الخطة، فوجيء بإحاطة “البيت الأبيض” بفريق فني قطري، وبتشدّيد أميركي على ضرورة الالتزام بالنص، من دون محاولات “التحايل” أو الالتفاف على الالتزامات، خاصة في ما يتعلق بوقف الحرب وعدم تجددها.

وأظهرت الخطة تناقضًا صارخًا مع توجهات اليمين الإسرائيلي وفق الصحيفة، إذ استبعدت التهجير القسري، وسمحت لسكان “غزة” بالمغادرة والعودة بحرية، وطرحت عفوًا عن مقاتلي (حماس) بشروط. كما نصت على منع الاحتلال والضم، وعودة “الأمم المتحدة” لتقديم المساعدات، في خطوة تتعارض مع خطاب “نتانياهو”.

لقاء “ترمب-نتانياهو” ونتائجه..

وأشارت الصحيفة إلى أحد المشاهد اللافتة في اللقاء الذي جمع “نتانياهو”؛ بـ”ترمب”، في “البيت الأبيض”، وهو إجباره على تقديم اعتذار هاتفي لرئيس وزراء “قطر”، في ما وصفه مصدر مطلع: بـ”فيديو رهينة”، مشيرًا إلى حجم الإذلال السياسي الذي تعرض له “نتانياهو” في تلك اللحظة.

وأضافت أنّ “خطة ترمب” تُشكّل اختبارًا للعلاقة بين “تل أبيب” و”واشنطن”، وتكشف حجم التحول في موازين القوى، حيث: “لم يُعدّ بإمكان نتانياهو، التفوق على الرئيس الأميركي كما اعتاد مع من سبقوه”.

وذكرت (فايننشال تايمز)؛ أنّه: “في وقتٍ سابق من هذا العام، فاجأه ترمب بإعلانه أن الولايات المتحدة تُجري محادثات غير مباشرة مع إيران، ثم أحرجه بتذكيره بأن إسرائيل مدعومة بمليارات الدولارات من المساعدات الأميركية”.

وقال “مايكل أورين”؛ السفير الإسرائيلي السابق لدى “الولايات المتحدة”: “القاعدة العامة هي أن مصالح؛ دونالد ترمب، تأتي أولًا”.

وأضاف: “قبل ترمب، وسّع نتانياهو المستوطنات رغم اعتراضات أوباما، وأبطأ وتيرة محادثات السلام في عهد كلينتون ومع بايدن الذي قال مقولته الشهيرة: لا، لا، لا – وإسرائيل فعلت ذلك”.

كما أشار “أورين” في هذا السيّاق؛ إلى أنّه: “مع دونالد ترمب، عندما يقول لا، فأنت لا تفعل”.

وروّج “نتانياهو”؛ في “إسرائيل”، مقترحات “ترمب” على أنها انتصار، ولكن يوم الجمعة، عندما اختارت (حماس) الجزء الأكثر جاذبية من الصفقة – إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين، أحياءً وأمواتًا، في غضون (72 ساعة) متجاهلةً العناصر الأكثر إثارة للجدل، وجد “نتانياهو” نفسه محاصرًا، على حدّ قول “أورين”.

وبعد ردّ حركة (حماس)؛ يوم الجمعة، وجّه “ترمب” أمرًا واضحًا إلى حكومة الاحتلال، بوقف العمليات العسكرية في “قطاع غزة”: “فورًا”.

وكشف موقع (أكسيوس) الأميركي، في تقريرٍ أكّده لاحقًا، مسؤول إسرائيلي في اتصال هاتفي بين “ترمب” ورئيس حكومة الاحتلال؛ “بنيامين نتانياهو”، أنّ الأخير حاول التشكيك في موقف الحركة، واعتبر قبولها المشروط مجرد: “تكتيك للمماطلة”، إلا أن “ترمب” قاطعه بحدة قائلًا: “لماذا أنت متشائم إلى هذه الدرجة ؟”.

وبعد أيام من الاتصال، أكّد “ترمب”؛ في حديث إلى (القناة 12) الإسرائيلية، أن إقناع “نتانياهو” بقبول الوضع لم يكن بالأمر الصعب، وأضاف: “كان راضيًا عن الأمر. يجب أن يكون راضيًا عنه. ليس لديه خيار آخر. معي، يجب أن تكون راضيًا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة