وكالات- كتابات:
حمّلت منظمة (إرف راف) اليهودية في “هولندا”، الجماهير الرياضية الإسرائيلية، مسؤولية أعمال الشغب التي جرت الأسبوع الماضي في العاصمة؛ “أمستردام”، مبيُّنة أن مشجعي نادي (مكابي تل أبيب) هم من قاموا: بـ”افتعال” الشغب ومزقوا العلم الفلسطيني ورددوا هتافات عنصرية ضد العرب والمسلمين.
وقالت عضو المنظمة؛ “آنا جوزيف”، في حوار مع وكالة (الأناضول) التركية، إن جماهير فريق (مكابي تل أبيب) الإسرائيلي لكرة القدم، مسؤولة عن أعمال الشغب التي وقعت؛ الخميس الماضي، في العاصمة الهولندية، قبل وبعد مباراة الفريق أمام منافسه؛ (أياكس أمستردام)، ضمن “الدوري الأوروبي”.
وأكدت أن تجربتها في “هولندا” أثبتت أن الفلسطينيين والعرب ليسوا مُعادين للسامية.
فوضى وتخريب واعتداء..
وأوضحت أنه بعد المباراة التي انتهت بنتيجة (5 – 0) لصالح (أياكس)، وقعت توترات فجرتها هتافات عنصرية ونابية أطلقها مشجعو الفريق الإسرائيلي ضد “فلسطين” والعرب، وفوضى وتخريب واعتداء على العلم الفلسطيني وتمزيقه، واستفزاز سائقي سيارات الأجرة الهولنديين من أصل عربي.
وقامت الشرطة الهولندية باعتقال: (57) شخصًا من العرب؛ بعدما ادعت “وزارة الخارجية” الإسرائيلية في بيان إصابة: (10) إسرائيليين وفُقدان الاتصال باثنين.
فيما أظهرت مشاهد متداولة على منصات التواصل جماهير النادي الإسرائيلي يتباهون بقتل الأطفال في “غزة”، مرددين عبارة: “لا توجد مدرسة في غزة؛ لأنه لم يُعدّ هناك أطفال”.
وعّرفت “جوزيف” منظمتها (إرف راف)؛ بأنها: “أول منظمة يهودية مناهضة للصهيونية في البلاد”، مشيرة إلى أن المشجعين الإسرائيليين مسؤولون عن الأحداث التي وقعت قبل وبعد المباراة؛ الخميس.
معاداة السامية..
وعلقت “جوزيف” على تهمة: “معاداة السامية”، التي أطلقتها وسائل إعلام هولندية ومسؤولون حكوميون على الأشخاص الذين تعرضوا للإساءة من الإسرائيليين، واستنكرت ذلك.
وقالت بهذا الخصوص: “إسرائيل واليهودية مفهومان مختلفان، فإسرائيل دولة فيها العديد من الديانات والأعراق المختلفة، أما اليهودية فهي دين، وتقديمهما بنفس الطريقة يُعرض اليهود ومن يدافعون عن الحقوق الفلسطينية للخطر”.
وفي التفاصيل قالت: “جاء مشجعو (مكابي تل أبيب) الإسرائيليون إلى أمستردام، وأتلفوا ممتلكات شخصية على المباني، وأنزلوا العلم الفلسطيني أحرقوه في الساحة، واعتدوا بالضرب على سائق سيارة أجرة، ورددوا أناشيد عنصرية مؤيدة للإبادة الجماعية بغزة في وسائل النقل العامة”.
صمت الحكومة الهولندية..
وأوضحت: “لم يشعر أفراد المجتمع والمسلمون والأقليات الأخرى بالأمان، ورغم إبلاغ الحكومة بذلك لم يُتخذ أي إجراء ضد عنف المشجعين الإسرائيليين”.
وانتقدت “جوزيف”؛ الحكومة الهولندية، التي التزمت الصمت تجاه عنف الإسرائيليين، وفي المقابل فإن: “الحكومة وصفت جميع أنواع العنف ضد الإسرائيليين بأنها معاداة للسامية وشبهتها بالمذبحة، وهي ليست مذبحة”.
المسؤولة في المنظمة أشارت إلى تأخر الشرطة الهولندية في التدخل، وقالت: “لا أعتقد أن الشرطة تدخلت بشكلٍ مناسب”.
وبينّت: “كان ينبغي على الشرطة إيقاف جماهير (مكابي تل أبيب) عندما كانوا يرتكبون أعمال عنف في بداية الأسبوع (قبل المباراة)، لكننا شهدنا التصعيد في نهاية الأسبوع”، متسائلة: “أين كانت الشرطة آنذاك ؟”.
معايير مزدوجة !
وانتقدت في حديثها احتجاز السلطات الهولندية مشجعين فلسطينيين وعرب بدلاً من الإسرائيليين العنيفين، مؤكدة أن: “الشرطة لم تعتقل أحدًا من الإسرائيليين، وكثير من الناس يشعرون بالغضب لأنهم يرون أن ممارسات الحكومة مبينة على معايير مزدوجة”.
ورفضت “جوزيف” المزاعم التي تدعي بأن: “المجتمع اليهودي؛ لا يشعر بأمان في هولندا”، واعتبرتها: “لا تعكس الحقيقة”.
واستشهدت على ذلك بالقول: “لم تتلق منظمتنا أي رسائل تهديد، ولا أحد يخشى الخروج، ولم يتعرض أي شخص منا في هولندا لحادث معاد للسامية من قبل الفلسطينيين أو العرب”.
وشدّدت على أن المسلمين وأنصارهم في “هولندا” لا يشاركون في أنشطة معادية للسامية.
الهولنديون البيض معادون للسامية..
وفي إطار حديثها عن تجربتها في البلد الأوروبي؛ قالت “جوزيف”: “في هولندا؛ تحدث معاداة السامية عادة من الهولنديين البيض، والادعاء بأنها تأتي من الفلسطينيين كذب”، مؤكدة أنها دائمًا تتلقى ترحيبًا حارًا من منظمي الاحتجاجات الفلسطينيين وغيرهم.
وروت أنه في العام الماضي؛ تعرض أحد أصدقائها لحادثة معاداة للسامية، ولكن من رجلين هولنديين من البيض.
الفرق بين اليهودية والصهيونية..
وكشفت أن وسائل الإعلام تعكس الأحداث بشكلٍ مختلف، مؤكدة أن: “هناك محاولة لتصوير كل من ينتقد إسرائيل على أنه معادٍ للسامية، هذه ليست دعاية يهودية بل دعاية صهيونية، لأن الصهيونية داعمة لإسرائيل”.
ومتجاوزة حدود “هولندا”، أشارت “جوزيف” إلى أن: “ما يحدث في ألمانيا الآن هو مثال جديد، حيث يحاولون تمرير قوانين تنص على أن أي انتقاد لإسرائيل معاداة للسامية”.
واعتبرت ذلك: “محاولة لإسكات الناس من خلال إظهار أن الأمر لا يتعلق فقط بالحركات الحقوقية في ذلك البلد، ولكنه يضغط أيضًا على اليهود الذين لا يتفقون معهم”.
وبشأن الخلط بين انتقاد “إسرائيل” و”معاداة السامية”، قالت “جوزيف” إن: “هذا الارتباك يُعرضنا جميعًا للخطر، إذ تُتهم حركات الحقوق الفلسطينية بمعاداة السامية عندما تنُاضل من أجل حقوقها”.
“إسرائيل” تهديد للعالم..
وأكدت أن هذا الارتباك: “يُظهر أن العنف الذي تمُارسه إسرائيل يُشكل تهديدًا للعالم، فعندما تُصبح إسرائيل أكثر عنفًا سنشهد زيادة في جرائم الكراهية ضد اليهود في العالم، وقد رأينا هذا الآن عندما احتلت إسرائيل غزة وارتكبت فيها مجازر”.
وفيما يتعلق بدعم الحكومة الهولندية لـ”إسرائيل”، قالت: “إذا كانت تُريد حماية اليهود فعليها أن تتوقف عن تواطئها مع إسرائيل في الإبادة الجماعية التي ترتكبها بغزة”.
وأضافت: “عندما تقول الحكومة الهولندية إن إسرائيل واليهود نفس الشيء، فإن هذا يُعرض اليهود للخطر، وإن رغبتنا بالمنظمة هي أن تتوقف الإبادة الجماعية، وأن تتوقف الحكومة الهولندية عن مساواة اليهودية بالصهيونية”.
وختمت حديثها بالإشارة إلى وجود: “يهود عارضوا قيام دولة إسرائيل (عام 1948)، هذا أيضًا يتم محوه من التاريخ، ونقول في جميع أنحاء العالم إننا ضد إسرائيل وأفعالها”.