22 ديسمبر، 2024 3:22 م

“فارس” تحاول كشف .. دور الفضاء الإلكتروني في الاضطرابات “العراقية-اللبنانية” !

“فارس” تحاول كشف .. دور الفضاء الإلكتروني في الاضطرابات “العراقية-اللبنانية” !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

دور الفضاء الإلكتروني في توتير الأجواء بالدول المختلفة؛ ليس مسألة جديدة أو عجيبة، ولكن نوقش هذا الموضوع باستفاضة.

الجدير بالذكر؛ أنه لماذا ورغم تحذيرات الخبراء لمخاطر الحكم في عصر الفضاء الإلكتروني، لا تحظى المسألة بالاهتمام الكافي في دول غرب آسيا، ونشهد حتى اللحظة تجاهل الحكام والأحزاب السياسية واستصغارهم المنطق السائد في الفضاء الإلكتروني. بحسب “محمد إسماعيلي دهقي”؛ الخبير الإيراني في الشأن السياسي، في مقاله التحليلي الذي نشرته وكالة أنباء (فارس) التابعة للحرس الثوري.

كيف يدمر الشعوب ؟

ونحن نشير بشكل رئيس إلى أن ما يتمتع به الفضاء الإلكتروني، (بخلاف مزاياه التي لا تخفى على أحد)، من إمكانية تدمير الحكومات، وكيف يضع الأنظمة السياسية على مشارف السقوط والإنهيار على النحو التالي :

– يقدم خدمات وأنشطة إيجابية تبدو تافهة.

– يضخم المشاكل والنقائص.

– يعمل على تصفير الأمل في الحياة والتحسن.

– يقدم المسؤولين والسياسيين كحفنة من المرتزقة الخونة.

– يبرز الدولة وكأنها على وشك السقوط والإنهيار.

– يجعل من الخونة والمتآمرين أبطال.

– يقدم الأعداء باعتبارهم منقذين.

– يصور الوطنيون بالخونة والأصوليين.

ثم يرفع كُتاب السيناريو أيديهم بعد التأكد من إعداد الطبخة، ويدعون الناس في الوقت المناسب للنزول إلى الشارع، ويكون المسار معبد دائمًا أمام دخول العناصر الأجنبية عبر بوابات المدينة؛ ويظهرون الطابور الخامس الذي تم إعداده سلفًا لقيادة هذه الاضطرابات.

الخروج من تحت السيطرة..

وعليه فإن إغلاق وفلترة الفضاء الإلكتروني؛ هو أول طريق للحل يتبادر إلى أذهان المسؤولين، وتجاهل أن الطبخة سبق إعدادها بالفعل، وأن الوقت حان للإستمتاع بمذاق الطعام، هذا بخلاف أن كُتاب السيناريو قد تأهبوا لذلكم الجزء ويرون بالطرائق المستحدثة عطش نشطاء الفضاء الإلكتروني المتزايد.

من ثم تبدو الحاجة ملحة للقيام ببعض الإجراءات؛ بخلاف المسكنات المنتشرة، بغية تنظيم الوضع واستعادة الهدوء في المدن المشتعلة، نذكر بعضها فيما يلي :

– مشاركة الوجوه المعروفة في الاجتماعات والإستماع للجماهير.

– نشر المطالب الشعبية بشكل ذكي عبر وسائل الإعلام الحكومية.

– تقديم تقارير لحظية للجماهير عن مراحل الإصلاح.

– تصوير واستعراض الخدمات التي تم تنفيذها.

– التعاطي القوي مع المفسدين الكبار بشكل معلن.

– إقامة محاكمات علنية للمجرمين مع البث المباشر لتلكم المحاكمات.

– تسليط الضوء على الأيادي الخفية.

– التصوير الفني للآفاق المثيرة للتفاؤل والأمل.

– دعوة المتظاهرين للظهور في وسائل الإعلام.

– تصوير الاحتجاجات.

– سحب الاحتجاجات إلى داخل الفضاء المغلق القابل للسيطرة.

– القبض على العناصر الأجنبية.

الملاحظة الأهم؛ بخصوص الاضطرابات المختلفة، هي أن الفضاء الإلكتروني حقيقي ولا يمكن إنكاره بعكس عنوان اللامبالاة، ويتعين على الحكومات أن تتخذ تدابير دقيقة وموزونة طويلة الأمد لإدارة شعوبها في هذا الفضاء.

لكن القرارات العاجلة، نتاج عقول غير المتخصصين، لن تؤدي إلا إلى هدر المصادر وإتلاف الوقت، ناهيك عن أن التفكير المتأخر يسبب الخسائر الثقيلة التي لا يمكن إجبارها.

والحقيقة أن ترك المجال الإلكتروني للمؤسسات غير الإحترافية في بعض الدول، خلق، (على الأقل)، جيل من الشباب عبر دول غرب آسيا مهددة بشكل كبير أو بعبارة أبسط، وضع عقل وروح جيل الشباب بين يدي المقدمين على الـ (فيس بوك) والـ (يوتيوب)؛ وغيرها من المنصات الأخرى والخوارزمية السائدة على هذه المنصات، والتي تخرج عن سيطرة المسؤولين.

إن التقصير في توطين وتصميم الشبكات الاجتماعية هو أيضًا من الأضرار الخطيرة التي لم يُسمع حتى اللحظة عن أي إجراءات مؤثرة بشأنها، وما يزال جيل الشباب في هذا البلاد منغمس فيها، في حين أن المتحكم الرئيس يديرها من خارج الحدود.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة