23 أبريل، 2024 9:03 م
Search
Close this search box.

“فارس” تحاول القراءة .. تركيا وأزمة “خاشقجي” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بعد أكثر من أسبوعين على الجريمة المرعبة ضد حرية الرأي داخل قنصلية الكيان السعودي بمدينة “إسطنبول”، لا توجد معلومات خاصة عن مصير “جمال خاشقجي”، الصحافي السعودي الناقد.

لقد أختار “آل سعود” مكان دبلوماسي، أي قنصليتهم في مدينة “إسطنبول”، لتصفية حساباتهم مع صحافي هرب قبل عام تقريبًا من قبضتهم، وقد كانت هذه الجريمة دامية ووحشية لدرجة كشفت عن وجه النظام الأكثر جرمًا ودفعت مسؤولي الدول المختلفة، وأرباب الإعلام، والمحافل الدولية المختلفة لإبداء الإنزاع من هذه العملية السعودية وطالبوا بتأديب “الرياض”. بحسب وصف الصحافي الإيراني، “مهدي خدابخش”، في مقاله التحليلي المنشور بوكالة أنباء (الفارس) التابعة للحرس الثوري الإيراني.

أميركا أمام حصالة مليارات الدولارات..

وقفت “الولايات المتحدة الأميركية” وحيدة تدافع بكل قوتها عن، “حصالة مليارات الدولارات”، حيث يتحدث الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، عن توقعاته بالحصول على 500 ألف وظيفة عمل و110 مليار دولار استثمارات في هذه الحصالة.

بدوره؛ يتحدث “مايك بومبيو”، وزير الخارجية الأميركي، بإبتسامة عريضة وممسكًا بيد “محمد بن سلمان”، ولى العهد السعودي، عن عدم عِلم “الرياض” عن عملية قتل “خاشقجي” وتعهدها بإجراء التحقيقات اللازمة لكشف ملابسات الحادث.

وتوجه وسائل الإعلام الأميركية والغربية حاليًا سهام انتقاداتها إلى ولى العهد السعودي، وكأنما تناست أنها نفسها كانت، قبل أشهر، تقدم شخص مستبد، مثل “محمد بن سلمان”، باعبتاره إصلاحي ليبرالي. ولعل تمجيد وسائل إعلامية مثل (التايم)، و(الغارديان)، و(نيويورك تايمز)، و(واشنطن بوست)، و(سي. إن. إن)، و(بي. بي. سي)؛ والعشرات غيرها، هو ما دفع “آل سعود” إلى إصدار قرار قتل والتمثيل بجثة صحافي أعزل في مكان دبلوماسي يخضع لرقابة دوائر تليفزيونية مغلقة سمعية وبصرية.

“بن سلمان” والإعلام الغربي..

ووسائل الإعلام، التي تسعى اليوم إلى إبراز الوجه الحقيقي والمرعب لـ”بن سلمان”، تطالب بتنحيته من ولاية العهد السعودي وتدعو الغرب إلى فرض عقوبات صعبة ضد “الرياض”، هي نفسها دشنت، خلال العام الأخير، حملات إعلامية غير واقعية عن إجراءات “بن سلمان”، حيث عمدت إلى تضخيم إجراءته كالسماح للنساء بقيادة السيارات للمرة الأولى منتصف 2018م، وكذلك السماح بحضور المباريات في الاستاد، وبناء دور العرض السينمائي وغيرها من الإجراءات باعتبارها مؤشرات إنتماء ولي العهد السعودي الشباب إلى “تيار الإصلاح”؛ واعتبرته طريق الأمل لإنقاذ سلطنة القرون الوسطى لـ”آل سعود” من التخلف والتحجر.

على كل حال؛ فقد عمد “بن سلمان”، الذي وصل إلى منصب ولي العهد بإنقلاب، إلى اعتقال كل الأمراء والمسؤولين الناقدين لسياساته أو قام بإزالتهم عن طريقة بشكل ما، بل إنه سعى إلى استعباد “سعد الحريري”، رئيس وزراء لبنان، سياسيًا بخطفه، وصولاً إلى القيام بخطوة غير مسؤولة في “القنصلية السعودية” بـ”إسطنبول”، والآن يشبهه أنصاره في الغرب بـ”صدام حسين” و”معمر القذافي”.

تركيا.. المكاسب بلا خسائر !

في غضون ذلك؛ نجحت “تركيا”، بقدرتها الإعلامية، على كشف لعبة “بن سلمان” القذرة. ولعل الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، يتطلع للحصول على إمتيازات كبيرة وجزافية من “الرياض”. وفي لقاءه مع “بومبيو” قدم “إردوغان” تقريرًا كاملاً عن المعلومات التركية بخصوص “خاشقجي”؛ يشمل معلومات لم تُنشر حتى الآن بسب حساسياتها.

وفي هذه الأثناء أحرزت “الليرة” التركية تقدمًا في مواجهة “الدولار”. وليس مضحكًا أن “القنصلية السعودية” في مدينة “إسطنبول”، حين كانت تقدم تقاريرها إلى وسائل الإعلام والمراسلين الصحافيين من داخل مبنى القنصلية، كانت تفتح شبابيك صغيرة وتقول: “أنظروا، هو ليس هنا !!”..

كذلك كيف يمكن القبول بإدعاءات السعوديين بشأن تعطل شبكة الدوائر التليفزيونية المغلقة بالقنصلية في نفس التوقيت، والذي إدعت فيه مغادرة “خاشقجي” مبنى القنصلية ؟.. وكيف يمكن تبرير قرار القنصلية للموظفين الأتراك بمغادرة المبنى إجباريًا بالتزامن مع دخول “خاشقجي ؟.. فلو عُرضت كل هذه الأشياء في إعلان لفيلم جريمة لكنا سمعنا بالتأكيد من المشاهد قوله: “ما هذا السيناريو، نهاية القصة معروفة والمجرم كذلك معروف منذ الآن”..

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب