5 مارس، 2024 3:29 م
Search
Close this search box.

“فارس” الإيرانية تعيد قراءة التاريخ .. إعتراف “الشاه” بإسرائيل كلمة السر في العداء مع “مصر” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

ثار “جمال عبدالناصر” و”محمد نجيب”، تحت لواء “الضباط الأحرار” على الملك “فاروق”، آخر ملوك أسرة “محمد علي”. وقد أجهزت ثورة 52 على الوجود العسكري البريطاني في “مصر” و”السودان”.

تزامنت هذه الأحداث مع صعود الدكتور “محمد مصدق”، إلى منصب رئيس وزراء “إيران”، وتأميم “صناعة النفط” وحجب أيادي الغرب، وتحديدًا “بريطانيا”، عن “النفط الإيراني”.

وقد ألهمت الحركتان، المناهضتان للاستعمار في البلدين، شعوب المنطقة. وخفض “مصدق” مستوى العلاقات السياسية مع الكيان الإسرائيلي، وهو ما ضاعف من شعبيته بين القوميين العرب في المنطقة. بحسب الكاتب الإيراني، “رضا دهقاني”، في مقاله الذي نشرته وكالة أنباء (فارس) الإيرانية التابعة للحرس الثوري.

صحيفة الأهرام المصرية

مصر وإيران.. علاقات متواترة..

علاوة على ذلك؛ تجدر الإشارة إلى “تأميم النفط” كان ذا تأثير بالغ على جميع المنطقة ومن بينها “مصر”، حيث اُستقبل “مصدق”، في “القاهرة”، قبل عام من الثورة ضد الملك “فاروق”، بحفاوة منقطعة النظير.

في المقابل حذرت الدول الغربية الشاه، “محمد رضا بهلوي”، من إرتباط “مصدق” بـ”الضباط الأحرار”، المصريين، لاسيما بعد أن أطلق “عبدالناصر” اسم “محمد مصدق” على أحد شوارع “القاهرة”، عشية انتصار الثورة.

وتأسس الأمل في أن تنجح “إيران” و”مصر”، معًا من تأسيس جبهة مناهضة للاستعمار والإمبريالية وفتح صفحة جديدة بالشرق الأوسط، لكن الانقلاب “البريطاني-الأميركي”، عام 1953، ضد “مصدق” وإعادة الشاه إلى “إيران”، قضى على الآمال الثائرة حديثًا، حيث تحول الحليف القوي في المنطقة، (يقصد إيران)، إلى الجبهة المناوئة. ثم إنضمت الحكومة البهلوية، عام 1955، إلى “تحالف بغداد”، والذي يهدف إلى مواجهة نفوذ “الاتحاد السوفياتي” في المنطقة. لكن الحقيقة أن الصراع اشتعل بين “عبدالناصر” و”الشاه” عندما سمح الأخير بتزويد المقاتلات الإسرائيلية بالوقود الإيراني، عام 1956، في إطار “العدوان الثلاثي” على “مصر” لاستعادة “قناة السويس”.

تصريحات “عبدالناصر” شديدة اللهجة ضد “الشاه”..

كان تناغم “الشاه” مع “إسرائيل” موضع خطاب “عبدالناصر”، الناري عام 1960، في ذكرى الثورة بمدينة “الإسكندرية”. حيث وصف “عبدالناصر”، الشاه “محمد رضا بهلوي”، بعميل “إسرائيل”، وقال: “لماذا يحرف باستمرار شعارتنا، هل يحاول وضعنا في محور النفوذ الأميركي أو البريطاني ؟.. نحن نطرح هذا السؤال دومًا؛ ونعرف الإجابة بالتأكيد. نحن فقط نسعى في إثر العملاء وأعداء الحرية والطغاة. وهو ما دفع الملك إلى إتخاذ هكذا موقف ضدنا. فقد باع نفسه بثمن بخس إلى الاستعمار. لقد إعترف بالكيان الإسرائيلي؛ فقط للحصول على رضا أميركا وعملائها”.

في المقابل لجأ “الشاه” إلى عقد اتفاقيات سلاح مع “أميركا”. كذلك وبالتزامن مع الحرب الأهلية بـ”اليمن”، كتب رسالة إلى الرئيس الأميركي، “ليندون بينز غونسون”، عام 1964؛ يحذر من تنامي نفوذ “عبدالناصر” في المنطقة وخطورة الإنضمام المصري إلى جبهة “الاتحاد السوفياتي”، وقال: “عبدالناصر متورط في كل أزمات المنطقة؛ وهو يستطيع التدخل في أي دولة عربية، ويجب أن أعترف أنه إيران ليست بمعزل عن مؤامرات عبدالناصر، ولا أرى أي عائق ضد عمليات عبدالناصر التخريبية حيال إيران”.

حرب 1967..

حرب الأيام الستة بين “مصر والأردن وسوريا” ضد “إسرائيل”، من اللحظات الحاسمة بين “الشاه” و”عبدالناصر”.. ففي آذار/مارس 1967، قبيل أشهر من الحرب، وعقب الأزمة التي أدت إلى تحفيز “مصر” للنهوض في مواجهة السياسات الإسرائيلية، وبعد قرار الدول العربية، المُصدرة للنفط، مقاطعة “إسرائيل”، أصدر الدكتور، “محمد الزيات”، وزير الخارجية المصري، آنذاك، بيان جاء فيه: “لا شك أن إيران تلبي إحتياجات إسرائيل النفطية، حيث تحصل الأخيرة على 3 مليون طن من النفط الإيراني سنويًا وهو ما يعادل 80% تقريبًا من إحتياجات إسرائيل من الطاقة”.

ومع إنتهاء الحرب وهزيمة العرب واحتلال “سيناء”، تأثرت العلاقات “الإيرانية-المصرية”. حيث تغاضت “إيران” عن الكثير من شروطها للتطبيع مع “القاهرة”، حتى أن “محمد رضا بهلوي” أعلن، عام 1970، في مؤتمر صحافي، إجراء تعديل كلي على السياسات “الإيرانية-المصرية”، وتحدث عن مساعي قوية لاستئناف العلاقات الثنائية.

ومشاركة رئيس الوزراء الإيراني، “أمير عباس هويدا”، في مراسم تأبين “عبدالناصر”، عام 1970، كان مؤشر على بداية عهد جديد في العلاقات بين البلدين.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب