20 أبريل، 2024 2:44 ص
Search
Close this search box.

“فارس” الإيرانية تجيب .. هل نجح “فيلق القدس” في أفغانستان ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

تسببت بعض الأحداث السياسية والعسكرية الأفغانية الراهنة، في الحديث عن أداء “الجمهورية الإيرانية”، من خلال (فيلق القدس)؛ في هذا البلد الناطق بالفارسية. كما ترى وكالة أنباء (فارس) الإيرانية التابعة لـ”الحرس الثوري”.

ولإدارك حقيقة أداء “الجمهورية الإيرانية” و(فيلق القدس) تجدر الإشارة إلى بعض الملاحظة الهامة على النحو التالي :

01 – الانتصار على مشاريع أمنية..

كان الملف الأمني الأهم في منطقة جنوب شرق “إيران”، خلال الـ 20 عامًا الماضية، هو الوجود الأميركي؛ المزود بعشرات القواعد والمعدات العسكرية المتطورة، فضلًا عن انتشار آلاف الجنود على الحدود الشرقية الإيرانية.

ووفق التقييمات كانت “الولايات المتحدة” تتكبد يوميًا: 300 مليون دولار خسائر، وبلغ مجموع الخسائر الأميركية، في “أفغانستان”، على مدى 20 عامًا؛ حوالي: 2.5 تريليون دولار. وقد كان من المقرر الاستفادة من هذه الميزانية في احتواء “الجمهورية الإيرانية”، التي تمكنت في النهاية من فرض السيطرة الكاملة.

والحقيقة فقد تمكنت “إيران”، على مدى 20 عامًا؛ وعبر (فيلق القدس)، من الانتصار على مشاريع أمنية باهظة التكاليف على مسافة كيلومترات من حدودها.

02 – الصمود في مواجهة أميركا..

أي الدول، غير “إيران”؛ كانت على استعداد للصمود سياسيًا وأمنيًا ضد “الولايات المتحدة الأميركية” في “أفغانستان” ؟.. هل امتلكت “باكستان، والسعودية، وتركيا، وقطر” وغيرها؛ الإرادة السياسية والعسكرية للمواجهة ضد “الولايات المتحدة” في “أفغانستان” ؟..

بالتأكيد يمكن الكشف عن اسم دولة واحدة وهي: “إيران”، التي تمكنت طول 20 عامًا من المحافظة باستمرار على حياة الجهاد ضد “أميركا” في “أفغانستان”، بل إنها قدمت، حتى للجماعات الأفغانية المعارضة، مساعدات سياسية وأمنية في إطار التكنيكات والإستراتيجيات المؤثرة في المواجهة ضد “الولايات المتحدة”، ولقد كانت هذه الإدارة ذات تأثير بالغ على نحو أفضى إلى فرار القوات الأميركية من “أفغانستان”، وخلق نقطة تحول أكبر من هزيمة “الولايات المتحدة” في “فيتنام”.

03 – مكافحة الفكر العدائي ضد الشيعة وإيران..

كانت “أفغانستان”، قبل 20 عامًا وحتى الآن؛ بمثابة ملاذ لتأهيل العديد من التنظيمات الجهادية المتشددة المعادية للشيعة و”إيران”.

ولطالما سعت أجهزة المخابرات السعودية والباكستانية للإبقاء على مشاعر العداء للشيعة؛ ليس فقط من خلال التنظيمات التكفيرية الصغيرة، وإنما من خلال حركة كبيرة مثل (طالبان).

لكن الأداء الأمني يُثبت كيف نجحت “إيران” في إدارة هذه الأزمة، بحيث لا يقتصر الأمر على إحباط خطط التنظيمات الإرهابية العدائية فقط، وإنما تعدى إلى تصحيح أفكار بعض هذه التنظيمات تجاه “إيران” والشيعة، وماتزال تحافظ على هذه الخطوط الحمراء.

04 – هزيمة “داعش” أفغانستان..

نقلت “الولايات المتحدة”، تنظيم (داعش) الإرهابي؛ إلى “أفغانستان”؛ بعد هزيمة التنظيم في “سوريا”، لأغراض أمنية تتعلق بـ”إيران”، والاستفادة من التنظيم هذه المرة بالقرب من الحدود الشرقية الإيرانية.

وقد كان لابد أن ينمو التنظيم ويحصل على السلطة بأسرع مما حدث في “سوريا”، لكن التنظيم إنهار سريعًا.

والسؤال: من نجح في هزيمة (داعش) في “أفغانستان” ؟.. في الظاهر يبدو أن التنظيمات الأفغانية فعلت، ولكن المتخصصون العسكريون يعلمون أن (داعش) أفغانستان؛ تعرض للهزيمة في إطار آلية استخباراتية معقدة تحت إشراف وإدارة قوة عسكرية أكبر من قدرات التنظيمات الأفغانية.

05 – إحباط حرب أهلية..

سعت “الولايات المتحدة” لإشعال الحروب الأهلية، لاسيما بين الشيعة والسُنة، بالخروج من “أفغانستان”، وبالتالي زج “إيران” في حرب مكلفة وغير مفيدة، لكن (فيلق القدس) تمكن من إحباط هذا المخطط بصبر وعزيمة، ومازال يعمل على أن تتجاوز “إيران” فتنة مذهبية كبرى بالتدابير السياسية والمعلومات الاستخباراتية.

وحاليًا لا يشعر الرأي العام بهذه السموم، لكنه سيتحدث عنها كثيرًا بعد ذلك.

06 – إثبات دور “فيلق القدس”..

زادت “الجمهورية الإيرانية” من وتيرة: “الانتقام القوي”، بطرد القوات الأميركية من المنطقة، وتظهر في “أفغانستان” علامات تحقق هذا الأمر.

في غضون ذلك، فإنه لا يشكك أحد ولا ينكر وجود (فيلق القدس) واللواء “قاآني”، باعتباره متخصص في الشأن الأفغاني.

لقد تمكنت “إيران” من طرد القوات الأميركية عبر العديد من الأدوات والتنظيمات المتناقضة أحيانًا على نحو يعكس مدى تعقيد السلوكيات الإيرانية.

ووما لا شك فيه أن الأجهزة العسكرية والغربية الأمنية؛ سوف تتحدث مستقبلًا بوضوح عن الدور الإستراتيجي الإيراني في طرد القوات الأميركية من “أفغانستان”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب