خاص : ترجمة – محمد بناية :
قال الرئيس العراقي، “فؤاد المعصوم”: “إيران في الحقيقة هي أول دولة سارعت إلى مساعدة العراق، وأوفدت الخبراء والمستشارين للعراق أثناء الحرب ضد (داعش)”.
وأضاف، في حوار إلى فضائية (العالم)؛ الحكومية: “حين طلبنا إلى الشعب والحكومة القيام بدور في القضاء على الإرهابيين بالعراق، قدمت إيران بشكل عملي، ومن منظور فني، الكثير من المساعدات للعراق بغرض القضاء على (داعش)”.
مهمتنا تقتضي الحد من مشكلات إيران مع بعض الدول !
وحول تقييمه لمستقبل العلاقات بين العراق والجمهورية الإيرانية؛ في مرحلة ما بعد (داعش)، أجاب: “تشترك حدود العراق مع إيران في أكثر من 1200 كيلومتر مربع، فضلاً عن العلاقات الدينية والثقافية والتاريخية التي تربط البلدين. وبالطبع لا يمكن تجاهل كل هذه الأبعاد، ولذا أعتقد أن العلاقات العراقية مع إيران ضرورية ولابد من تطويرها والتحرك في إطار تحقيق المصالح المشتركة، ويتعين على الطرفين الاستفادة من التجارب السابقة، وهو الأساس الذي نطلب من خلاله تقوية علاقاتنا مع إيران… صحيح أن إيران تواجه مشكلات مع بعض الدول، لكن مهمتنا تقتضي السعي للحد من هذه الخلافات والمشكلات، وألا ندعم طرفاً ضد آخر، خاصة وأن هناك الكثير من المجالات لحل الخلافات التي لا يصب استمرارها في صالح العراق؛ حيث تقتضي المصلحة العراقية السعي قدر المستطاع لحل، أو على الأقل للحد من، هذه الخلافات والمشكلات. وبالتالي لن نكون مع طرف ضد آخر، لأننا سوف نفقد في هذه الحالة مصداقيتنا”.
واستطرد “المعصوم”: “سافرت إلى أميركا عام 2014، والتقيت “جو بايدن”، نائب الرئيس الأميركي، آنذاك، وأخبرته أننا لا ننظر إلى إيران عبر النظارة الأميركية، كما لا ننظر إلى أميركا عبر النظارة الإيرانية. وإنما نحن نتطلع إلى علاقات جيدة مع الجميع، ولدينا مصالح مشتركة مع دول المنطقة، لدينا مصالحنا الخاصة والتي نسعى إلى تحقيقها؛ وأنا لا أقول إن علاقاتنا مع إميركا جيدة جداً، لكنها لا تتعارض مع علاقاتنا مع الدول الأخرى، وهذا هو موقفنا الدائم”.
علاقاتنا مع دول المنطقة لن تكون ضد إيران..
“فضائية العالم”: سيدي الرئيس.. ذكرتم أن أميركا، وبعض دول المنطقة، تعارض العلاقات العراقية – الإيرانية، وأنهم مارسوا الضغوط الكثيرة عليكم.. كيف تعامتلم كرئيس للعراق مع هذه الضغوط ؟
“فؤاد المعصوم”: أعلنت مراراً موقفي بهذا الصدد؛ وهو أن رؤيتنا تنبع وتقوم على رعاية المصالح العراقية المشتركة، أضف إلى ذلك أن لكل دولة خصوصياتها. وأوضاع وخصوصيات العراق تختلف عن أوضاع الدول العربية الأخرى بالمنطقة، هذا بخلاف خصوصيات الدول في إفريقيا، فلكل خصوصيته؛ ولذا علينا رعاية هذه الخصوصيات والاختلافات… لقد خاضا العراق وإيران حرباً ضروس ماتزال آثارها باقية حتى الآن، ولسنا مستعدين لهكذا تجربة مرعبة، ناهيك عن أن علاقاتنا مع إيران لا تسبب ضرراً لأي دولة بالمنطقة، كذلك فإن علاقاتنا مع دول المنطقة لن تكون ضد إيران، وموقفنا في هذا الشأن واضح.
لن نتورط مع طرف على حساب الآخر..
“فضائية العالم”: هل لعبتم، حتى الآن، دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة الأميركية ؟.. وهل حملت رسالة من إيران إلى أميركا أو أي دولة بالمنطقة وبالعكس ؟
“فؤاد المعصوم”: لعبنا دور الوسيط مع الحكومة الأميركية السابقة، وهذا لم يحدث مع الحكومة الحالية. لم نفعل؛ ولكن أعلنا موقفنا بصورة شفاهية خلال لقاءتنا مع المسؤولين الأميركيين. ونحن لا نخفي شيئاً ونولي أهمية للعلاقات مع أميركا وكذلك مع إيران، ولن نتورط مع طرف ضد الآخر، بل إني وخلال اللقاء الذي جمعني و”جو بايدن”؛ قلت له: “أخبروا أصدقاءكم، (الإيرانيين)، لسنا بصدد إثارة المشاكل بالنسبة لإيران ولا نريد التدخل في شؤونكم الداخلية، وكذلك لا نريد تغيير النظام الإيراني، ولكن بيننا وبينكم اتفاق هو الاتفاق النووي الذي إن نجح لن تكون هناك مشكلة في العلاقات وسوف تُحل جميع المشاكل الأخرى أيضاً. وكنت أنا من حمل هذه الرسالة الأميركية إلى الطرف الإيراني”.
الخلافات السعودية الإيرانية لا تخدم مصالح المنطقة..
“فضائية العالم”: العراق عضو “جامعة الدول العربية” ويتمتع بعلاقات جيدة مع معظم أعضاء الجامعة العربية، فهل إتخذتم قراراً بالسعي للوساطة وخفض التوتر بين الرياض وطهران ؟
“فؤاد المعصوم”: أنا أعتقد أن هذا العمل ضروري. وعلينا البحث عن منشأ وأسباب الخلاف. وكنت قد طرحت على اجتماع وزراء الخارجية العرب، أننا يجب أن نقيَم ونبحث الأجواء في الاجتماع المقبل، لأنه أحياناً لو لم تُطرح المشاكل في أجواء مناسبة لن تحقق أي نتيجة. لكن لو تسنح الفرصة فسوف أطرح الموضوع بالتأكيد، لأن الخلافات بين “إيران” و”السعودية” لا تخدم مصالح المنطقة، ناهيك عن مصالح العراق التي تقع على حدود البلدين، وهو لا يصب بالتاكيد في صالح الطرفين، وبالتالي عينا تقييم الموقف، فإذا كان الوقت ملائماً طرحنا رؤيتنا.