“غوست هيلترمان” : مرض خبيث يتفشى في الشرق الأوسط وعودة “داعش” باتت مسألة وقت !

“غوست هيلترمان” : مرض خبيث يتفشى في الشرق الأوسط وعودة “داعش” باتت مسألة وقت !

خاصة : ترجمة – آية حسين علي :

قال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمجموعة الأزمات الدولية، “غوست هيلترمان”، إن الصراع في المنطقة يشهد تعقيدات كثيرة، وأن الأزمات بها تشبه الأورام الخبيثة.

أجرت صحيفة (لا بانغوارديا) الإسبانية حوارًا مع الخبير العسكري؛ خلال زيارته إلى “إسبانيا” عائدًا من “إيران”، حول الأوضاع في “سوريا” و”العراق”، وتوقعاته لما قد يحدث خلال الفترة المقبلة..

معارضة قرار “ترامب” في الانسحاب من سوريا..

“لا بانغوارديا” : في رأيك.. لماذا قرر الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، سحب قواته من “سوريا” ؟

“غوست هيلترمان” : لم تكن لـ”الولايات المتحدة” مصالح في “سوريا”؛ حتى ظهور تنظيم (داعش) الإرهابي، والرئيس السابق، “باراك أوباما”، منح العناصر المتمردة دعمًا عسكريًا، لكنه لم يكن كافيًا للإطاحة بنظام الرئيس السوري، “بشار الأسد”، الذي لم تعتبره “واشنطن” تهديدًا على مصالحها، وجاء التدخل الأميركي في “سوريا”، منذ البداية، لأهداف إستراتيجية أهمها؛ تقدم (داعش) وتنظيم (القاعدة)، واستخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية، والتدخل الروسي كلاعب أساس في الأزمة عام 2015، لذا فإنه بمجرد هزيمة (داعش) بنسبة كبيرة، والسيطرة على الأسلحة الكيميائية لم يعد هناك مبررًا لاستمرار تواجد القوات الأميركية في “سوريا”، خاصة أن إدارة “ترامب” لا تقلق كثيرًا حيال ما تفعله “روسيا”.

ومع ذلك عندما أعلن “ترامب” عن قرار سحب القوات؛ واجه معارضة كبيرة من جانب فريق الأمن الوطني المتمسك بأجندة موحدة ودائمًا تتفق مع مصالح “إسرائيل” في المنطقة، وهدفها الأساس منع هيمنة “إيران”، لذا سارع وزير الخارجية، “مايك بومبيو”، إلى تهدأة الغضب، وحتى الآن لا يعرف متى سوف يبدأ تنفيذ قرار “ترامب”.

محور “إيران-روسيا” يكسب..

“لا بانغوارديا” : إلى ماذا قد تصل الأمور.. من سيكون الرابح ومن الخاسر ؟

“غوست هيلترمان” : بالطبع ستكون “روسيا” و”إيران” هما الجانب الرابح.. لكن موقف “تركيا” لم يتأكد بعد، خاصة أن “أنقرة” لن تتسامح فيما يخص تواجد أكراد “حزب العمال” وشركاءهم في شمال “سوريا”، والانسحاب الأميركي يجعل الأكراد أكثر عُرضة لهجوم تركي، لكنني أشك في إمكانية أن تسمح “روسيا” بحدوث ذلك، لأن “موسكو” ترغب في أن يفرض “نظام الأسد” سيطرة كاملة على الأراضي السورية، وسوف تقول لـ”أنقرة” إن “دمشق” سوف تتكفل بمواجهتهم، وفي هذا الصدد أعتقد أن “بشار” سوف يتوصل إلى اتفاق مع الأكراد تقبل به “تركيا”.

أما الخاسرن فسوف تكون “وحدات حماية الشعب” الكُردية، غير المعترف بها، والشعب الكُردي الذي سيضطر إلى الرجوع إلى سيطرة سلطات “دمشق”.

روسيا مازالت ترغب في “الأسد” !

“لا بانغوارديا” : هل ترى أن مستقبل “سوريا” يسير بلا هوادة بإتجاه بقاء “نظام الأسد” ؟

“غوست هيلترمان” : يحاول “نظام بشار” البقاء، وإذا كان هناك تفاهمًا كبيرًا بين “بشار” والروس؛ فهذا أمر آخر، لكنهم لن يستبدلوه بآخر طالما أنهم لم يتأكدوا من أن النظام أصبح محميًا، بعد ذلك قد يبقوا على “الأسد” أو يأتوا بغيره، ولن يستبدلوه إلا إذا كان لديهم مرشح آخر، وربما يكون هناك توافقًا على اسم جديد لكن “موسكو” لن تُفصح عنه خشية قتله.

سوريا حلبة صراع دائم..

“لا بانغوارديا” : هل من الممكن أن تُحل الأزمة السورية ؟

“غوست هيلترمان” : بالتأكيد سوف تنتهي الحرب يومًا ما، لكن ما المقضود بالحل ؟.. من المؤكد أن بعد التوصل إلى حل سيدخل البلد العربي في مرحلة جديدة طويلة قد تكون قاسية.

وهناك 3 صراعات دائرة في “سوريا”؛ أولها في “إدلب”؛ بين النظام والجماعات الإسلامية المتطرفة التي تحكم سيطرتها على المنطقة، والثاني بين الأكراد والنظام، والثالث بين “إيران” و”إسرائيل”؛ فلكل منهما مصالح في “سوريا” ويستهدف إخراج الآخر من اللعبة لحماية مصالحه.

بذور “داعش” مازالت في تُربة المنطقة !

“لا بانغوارديا” : هل من الممكن أن يبعث (داعش) من جديد ؟

“غوست هيلترمان” : لا تزال عناصر التنظيم المتشدد موجودة في، “سوريا” و”العراق”، والمشكلات التي أدت إلى نشأته موجودة وتتعمق شيئًا فشيئًا لدرجة أن عودة (داعش) باتت مسألة وقت إذا لم تتمكن “دمشق” و”بغداد” من مسك زمام الحكم دون أن تزيد حالة عدم الرضا.

والسؤال هنا؛ هل تجرى عمليات إعادة إعمار في مناطق “الرمادي” و”الفلوجة” أو “الموصل” ؟.. الإجابة: لا، لأن “بغداد” لا تصب اهتمامها عليها، كذلك تعامل السلطة القضائية على كل من يشك بعلاقته بتنظيم (داعش) والمحاكمات التي لا تستغرق سوى دقائق، والأحكام المقررة مسبقًا، وغياب دولة القانون والمؤسسات كلها بذور ستطرح تشددًا في المستقبل.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة