غليان شعبي في المحافظات المحتجة والعشائر تخرج بسلاحها ‏

غليان شعبي في المحافظات المحتجة والعشائر تخرج بسلاحها ‏

أفادت مصادر أمنية في شرطة الحويجة وشهود عيان في محافظة كركوك، اليوم الثلاثاء، بأن الآلاف ‏من افراد عشائر العبيد والجبور في مناطق الحويجة والمناطق المحاذية لها من محافظة صلاح الدين ‏انتشروا بشكل ظاهر في تلك المناطق مدججين بالسلاح وهم يهتفون بالثأر للذين سقطوا في ساحة ‏اعتصام الحويجة.‏

ومن جهتهم دان معتصمو الأنبار بشدة عملية اقتحام ساحة اعتصام الحويجة، واتهموا رئيس الحكومة ‏نوري المالكي بأنه “أدخل البلاد في الجحيم”، وأكدوا أنهم يعقدون اجتماعا عاجلا حاليا لاتخاذ موقف ‏مما حصل، في حين هاجم وزير المالية المستقيل رافع العيساوي الحكومة بشدة، وأكد ان ما قامت في ‏الحويجة “هو جريمة إبادة طائفية”، مطالبا الأمم المتحدة باعتبار الحويجة “مدينة منكوبة” وجامعة ‏الدولة العربية بالتدخل.‏
‏ وقال رافع العيساوي في حديث إلى (المدى برس)، “تأكد لدينا اليوم ما كنا نحذر منه من سلوك طائفي ‏للحكومة والتي ارتكبت جريمة باقتحامها ساحة اعتصام الحويجة”، مبينا أن “هذا جاء بسبب غياب ‏الشراكة ومحاولة حكومة الازمات بنقل البلاد إلى الجحيم”.  وأضاف أن “ما حصل اليوم هو جريمة ‏إبادة طائفية”، مؤكدا “منذ فجر اليوم اتصلنا عدة مرات بالأمم المتحدة لإغاثة الجرحى باعتبار أن ‏الحويجة مدينة منكوبة”.‏
‏ من جهته قال الناطق الاعلامي باسم ساحة اعتصام الفلوجة، محمد البجاري إن “اعضاء اللجان ‏التنسيقية يعقدون حاليا اجتماعا طارئا لاتخاذ ما يلزم من قرارات اتجاه ما حصل في الحويجة”، مبينا ‏أن “مساجد الفلوجة تكبر تضامنا مع هذه الجريمة الشنعاء”. وأضاف البجاري أن “الامور اصبحت ‏خارج عن السيطرة ونحن متوقعين ذلك لأن قوات الجيش ارتكبت مجزرة عظيمة باقتحامها ساحة ‏اعتصام الحويجة ونحن نستنكر هذا العمل “، مؤكدا أن “وصلت أخبار مؤكدة ان هناك أعدادا كبيرة ‏من المعتصمين سقطوا بين قتيل وجريح جراء إطلاق النار على المعتصمين”.‏
وهدد البجاري بـ”الخروج  في تظاهرات عارمة في جميع مدن العراق لأن من الغير المنطق أن تبقى ‏ساحات الاعتصام ساكتة”، مطالبا الأمم المتحدة والجامعة العربية وكل منظمات حقوق الانسان ‏‏”بالتدخل في وأن تقول قولتها بجدية”، مشددا على أنه “لا يوجد مسؤول في الحكومة يمتلك العقلانية”.‏
من جانبه، قال المتحدث باسم المكتب السياسي لساحة اعتصام الرمادي عبد الرزاق الشمري في حديث ‏إلى (المدى برس) إن “أعضاء برلمان ساحة الاعتصام يعقدون حاليا اجتماعا طارئا لاتخاذ ما يلزم ‏موقف من مجزرة الحويجة”.‏
وكانت مصادر أمنية ومسؤولون في محافظة كركوك أكدوا، اليوم الثلاثاء، بأن ما لا يقل عن 120 من ‏معتصمي الحويجة سقطوا بين قتيل وجريح بنيران قوات عمليات دجلة في عملية اقتحام للساحة نفذتها ‏فجرا، مؤكدين أن تلك القوات سيطرت على الساحة بالكامل وقامت بحرق الخيم واعتقال العشرات، في ‏حين بدأ الأهالي يطلقون استغاثة عبر وسائل الاعلام للتبرع بالدم للجرحى مؤكدين أن الجيش أطلق ‏النار عشوائي على المعتصمين.‏
واعلن المتحدث باسم المعتصمين في الحويجة حامد الجبوري في حديث سابق إلى (المدى برس) إن ‏عدد المحاصرين في ساحة الاعتصام يصل إلى نحو 5 آلاف متظاهر، بينهم أطفال ورجال كبار في ‏السن، فيما لفتت قيادة القوات البرية أمس ان على الرغم من المناشدات للمعتصمين بالخروج من ‏الساحة فإن من خرج من الساحة لم يتجاوز عددهم عن 70 معتصما.‏
ويأتي اقتحام ساحة اعتصام الحويجة بعد ساعات على منع قيادة عمليات دجلة، مساء أمس الاثنين،( ‏‏22 نيسان 2013، وفدا برلمانيا من الدخول الى ساحة الاعتصام في الحويجة لإيصال المؤن ‏للمعتصمين، فيما وصف القيادي في( كتلة متحدون) النائب أحمد المساري، وهو احد اعضاء الوفد، ‏الحالة التي يعيشها المعتصمون بـ”المأساوية”، وفي حين طالب بحل سياسي أو تدخل الامم المتحدة، ‏حذر المالكي من اي اجراء عسكري ضد الساحة “لأنه قد يشعل فتيل معركة في عموم العراق”.‏
وجاء الاقتحام بعد أقل من 24 ساعة على اعلان وزارة الدفاع العراقية، أمس الاثنين( 22 نيسان ‏‏2013)، أن خلية الازمة وضعت إجراءات لمنع “المتطرفين والإرهابيين” من التسلل إلى ساحات ‏الاعتصام، فيما اكدت وضع “حلول انية” لمكافحة “التنظيمات الإرهابية”.وشهدت ساحة اعتصام ‏الحويجة، عقب صلاة الجمعة في (الـ19 من نيسان 2013)، اشتباكات قرب نقطة تفتيش مشتركة ‏لقوات الجيش والشرطة قرب ساحة الاعتصام، اتهمت فيها قيادة الجيش المتظاهرين بالهجوم على ‏النقطة، والتسبب في “المعركة” قتل فيها جندي وأصيب فيها اثنان آخران، في حين يقول ‏المتظاهرون، إن الجيش هو المسؤول عن الحادث، ويؤكدون مقتل واحد منهم وإصابة اثنين آخرين ‏أيضاً.‏
وكانت قيادة القوات البرية، امهلت معتصمي الحويجة حتى، عصر أول أمس الأحد، (الـ21 من نيسان ‏الحالي)، لتسليم “قتلة الجيش”، وأكدت أن هناك أمراً صارماً بتفتيش الخيم وإزالتها للقبض على ‏المهاجمين واستعادة الأسلحة والقاذفات التي استولوا عليها من الجيش، مشددة على أن “لا حل من دون ‏استعادة هيبة الدولة”، لكن غيدان لم يقتحم وعاد واتهم في وقت سابق من اليوم الاثنين، معتصمي ‏الحويجة بمحاولة اغتياله واعتبر أن ساحة الاعتصام أصبحت “وكراً للإرهابيين وتدار من قبل ‏النقشبندية وحزب البعث”.‏
ولاقى تهديد قوات الجيش باقتحام ساحة اعتصام الحويجة ردود فعل تدين تلك المحاولة إذ هاجم رجل ‏الدين البارز عبد الملك السعدي الأحد، (21 نيسان 2013)، بشدة رئيس الحكومة نوري المالكي، ‏واتهمه بزج الجيش لقمع “المتظاهرين العزل المطالبين بحقوقهم”، وحين دعا الجيش إلى “عدم ‏الإنصات للمالكي”، حذر القوات العسكرية بشدة من مغبة اقتحام ساحة الاعتصام في الحويجة أو ‏التعرض للمتظاهرين، مؤكدا أن الجيش لن ينجو من “غضب المجاهدين”.‏
واعرب رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي الاحد، (21 نيسان 2013) ،أيضاً عن قلقه لما ‏يحصل في ساحة اعتصام الحويجة بمحافظة كركوك، وطالب بإجراء تحقيق عادل وشفاف واتخاذ ‏إجراءات قضائية وقانونية لـ”حسم الخلاف”، فيما دعا إلى “إنهاء الحصار العسكري” المفروض على ‏القضاء.‏
وحذرت اللجان الشعبية في محافظة كركوك، (21 نيسان 2013)، من اقتحام قوات الجيش العراقي ‏لساحة اعتصام الحويجة قبل ساعات من انتهاء المدة التي حددها قائد القوات البرية الفريق أول ركن ‏علي غيدان “لاقتحام” الساحة عصر اليوم، في حال عدم تسليم مطلوبين بقتل عناصر في الجيش، ‏وهددت انها “لن تقف مكتوفة الأيدي” إذا حصل الاقتحام، وفيما اتهمت “طرفا ثالثا” بالسعي لتأجيج ‏الصراع وتحويله إلى “صدام دموي”، وصفتهم بـ”المنافقين الذين خسروا ناخبيهم وعادوا لمجاراة ‏الحكومة”.‏
وكان نائب رئيس الجمهورية السابق المطلوب للحكومة العراقية، طارق الهاشمي اتهم ، امس الاثنين، ‏‏(22 نيسان 2013) رئيس الحكومة نوري المالكي، بدفع الأحداث نحو العنف في الحويجة، (55 كم ‏جنوب غرب كركوك)، بعد أن “ضاق ذرعاً” بسلمية التظاهرات”، وحذره من ارتكاب “حماقة جديدة ‏قد تقود لحرب أهلية حقيقية”، وفي حين دعا إقليم كردستان إلى تعليق المفاوضات مع بغداد “تضامنا” ‏مع المعتصمين، كشف عن توجيه رسائل للأمم المتحدة والجامعة العربية.‏
ونظم المعتصمون في ست محافظات، امس الاثنين، (22 نيسان 2013)، “إضراباً عاماً وصياماً” ‏يستمر “لمدة 24 ساعة، مؤكدين أن الإضراب من أجل أن “تفهم الحكومة الطائفية إنها فقدت ‏شرعيتها”، واحتجاجاً على التصريحات التي وصف فيها رئيس الحكومة نوري المالكي، المعتصمين ‏بأنهم “متمردين”.‏
يذكر أن رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي، هاجم في مؤتمر ترويجي لقائمة (ائتلاف دولة القانون) ‏التي يتزعمها، في ملعب مدينة الناصرية، (مركز محافظة ذي قار، 350 كم جنوب العاصمة بغداد)، ‏في (الـ16 من نيسان 2013 الحالي)، المتظاهرين والمعتصمين بشدة، ووصفهم بـ”المتمردين”، ‏وحذرهم بـ”موقف آخر” إذا لم يعودوا إلى التفاهم على أساس “الدستور والوحدة الوطنية”، بدلاً من ‏التهديد من القوة، مضيفاً لقد “صبرنا عليهم كثيراً لأنهم أخوة لنا ولكن عليهم أن يعتقدوا إن جد الجد ‏وانتهت الفرصة ولم تعد الحكمة تنفع مع هؤلاء المتمردين فسيكون لنا حديث آخر وللشعب العراقي ‏موقف لن يكون بعيدا”، وتابع مهدداً “لكن الحرص على دماء العراقيين ربما يقتضي منا موقفاً ‏مسؤولاً في محاسبة كل الذين يخرجون عن القانون”.‏

 

 

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة