29 مارس، 2024 10:11 ص
Search
Close this search box.

غليان داخل تل أبيب .. السلاح الإسرائيلي يقتل المسلمين في بورما !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :

دأبت إسرائيل، منذ قيامها وحتى الآن، على إزكاء الصراعات المسلحة وتأجيج الحروب الأهلية في أماكن مختلفة من العالم. وفي هذا السياق جاءت افتتاحية صحيفة “هاأرتس” لتكشف عن آخر الجرائم الإسرائيلية في هذا المجال، وهو تسليح جيش “ميانمار” ضد مسلمي أقلية “الروهينغيا”.

رغم الحظر الدولي إسرائيل تسلح جيش “ميانمار”..

تقول الصحيفة الإسرائيلية: “على الرغم من إقرار الأمم المتحدة بأن جيش ميانمار ينفذ عمليات تطهير عرقي وحشية بحق أقلية الروهينغيا المسلمة، إلا أن إسرائيل ترفض أن توقف بيع الأسلحة إلى ميانمار. وبالرغم من أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية فرضتا حظراً على تجارة الأسلحة مع سلطات ميانمار، إلا أن إسرائيل ماضية في بيع الأسلحة إلى ذلك الجيش المجرم، وهو ما يجعلها الدولة الوحيدة المحسوبة على الغرب التي تزود ميانمار بالسلاح”.

نشطاء إسرائيليون ضد تسليح “ميانمار”..

تضيف “هاأرتس” أن محكمة العدل العليا الإسرائيلية عقدت، يوم الإثنين الماضي، جلسة ثانية لنظر الالتماس، الذي تقدم به عدد من نشطاء حقوق الإنسان للمطالبة بوقف تصدير السلاح الإسرائيلي إلى السلطات الميانمارية. وأثناء الجلسة لم تقدم الدولة دفوعاً جديدة غير ما قدمته في الجلسة السابقة، التي عُقدت في آذار/مارس الماضي، حيث زعمت بأن المحكمة غير مختصة ولائياً بالنظر في اتفاقيات تصدير الأسلحة لأنها تندرج ضمن العلاقات الخارجية.

وتؤكد افتتاحية الصحيفة على أنه أثناء الجزء السري من الجلسة، أوضح ممثلو الدولة لهيئة المحكمة طبيعة العلاقة بين إسرائيل وميانمار. وتتساءل “هاأرتس”: “إذا كانت العلاقات بين إسرائيل وميانمار طبيعية كغيرها من العلاقات مع بقية الدول، فلماذا طالب ممثلو الدولة أن يكون هذا الأمر سرياً ؟!.. ولماذا تخفي الدولة عن مواطنيها معلومات عن شؤون تجارية بحتة ؟!”.

مجازر بحق المسلمين..

تؤكد الصحيفة الإسرائيلية على أنه بالرغم من أن منصب الرئاسة في جمهورية “ميانمار” تتولاه، منذ العام 2015 السيدة “أونغ سان سو تشي” الحائزة على جائزة “نوبل” للسلام، إلا أنها تنفي التهم الموجة إلى حكومتها ولا تريد الاعتراف بأنها لا تمتلك السيطرة الفعلية على قوات الأمن والجيش، كما أن الميليشيات الشعبية تدين بالولاء لطغمة الجنرالات التي حكمت البلاد قبل انتخابات عام 2015.

وترى “هاأرتس” أن جهات محسوبة على الجيش الميانماري، تزعم أن موجة العنف الحالية بدأت بقيام مجموعة من المتمردين الروهينغيين بالهجوم على عدد من عناصر الشرطة شمالي البلاد، فاتخذ الجيش هذا الهجوم ذريعة للقيام بعمليات تطهير عرقي ضد مسلمي “الروهينغيا”، شملت مجازر وحشية وإحراقاً للقرى وإخفاء قسرياً وعمليات اغتصاب؛ ما اضطُر عشرات الآلاف من أقلية “الروهينغيا” إلى الفرار باتجاه بنغلاديش.

تاريخ حافل بدعم جرائم الحرب..

تقول الصحيفة الإسرائيلية: “إن محاولات وقف تصدير الأسلحة إلى ميانمار لم تقتصر على جهود بعض النشطاء الإسرائيليين في ساحات المحاكم، وإنما امتدت أيضاً إلى قاعة الكنيست، حينما توجهت “تمار زاندبرغ”، عضو الكنيست عن حزب “ميرتس” اليساري المعارض، بالسؤال لوزير الدفاع “أفيغدور ليبرمان” حول تصدير الأسلحة إلى الجيش الميانماري، فأجاب الوزير “ليبرمان” إجابة مراوغة وزعم: “أن إسرائيل تسير بشكل عام في ركب العالم المتحضر”، ولا شك أن ليبرمان يكذب”.

وتؤكد “هاأرتس” على أن هذه ليست المرة الأولى التي تكذب فيها إسرائيل وتنفي قيامها ببيع سلاح إلى دول ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. فقد سبق أن أمدت إسرائيل الجيش الأرجنتيني بالسلاح أثناء ارتكابه جرائم حرب، متجاهلة تماماً الحظر الأميركي المفروض على “بوينس آيرس”، كما باعت السلاح للحكومة البوسنية، التي ارتكبت أبشع المجازر بحق مواطنيها المسلمين، ولم تعبأ بالحظر المفروض من قبل الأمم المتحدة. ولا يخفى على أحد قيام السلطات الإسرائيلية بتسليح الأنظمة الإجرامية في كل من “شيلي” و”غواتيمالا”، هذا فضلاً عن تسليحها للمنظمات الإرهابية في كل من “نيكاراغوا” و”جنوب السودان”.

تكاتفوا لمحو العار..

تنقل الصحيفة الإسرائيلية عن المحامي “إيتاي ماك”، ممثل نشطاء حقوق الإنسان في الالتماس المقدم إلى محكمة العدل العليا قوله: “إن كثيراً من الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي شهدناها في مناطق مختلفة من العالم منذ منتصف القرن العشرين، كانت إسرائيل متورطة فيها إما من خلال التسليح أو التدريب أو المعلومات. وإننا نرجو من عدالة المحكمة ألا تسمح بتورطٍ إسرائيلي جديد في جرائم ميانمار”.

وترى الصحيفة أنه من الأحرى، ليس فقط بقضاة المحكمة الإسرائيلية العليا، بل أيضاً بأعضاء “الكنيست” والحكومة – سواء من اليمين أو الوسط أو اليسار – أن  يتكاتفوا لمحو العار الذي يلحق بدولة إسرائيل بسبب تسليحها من يرتكبون جرائم ضد الإنسانية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب