خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
أفادت صحيفة (معاريف) العبرية أن عملية “غصن الزيتون”، التي يشنها الجيش التركي ضد “وحدات الحماية الكردية” في مدينة “عفرين”، الواقعة شمالي سوريا، تأتي كنوع من التحدي للولايات المتحدة الأميركية، التي تدعم الأكراد بعد الدور الهام الذي لعبوه في القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي.
هدف العملية العسكرية التركية..
بحسب الصحيفة الإسرائيلية, فإن مهمة الجيش التركي هي القضاء التام على الأكراد، الذين يسعون للحصول على حكم ذاتي في تلك المناطق ضمن خطة إعادة التقسيم في سوريا. لكن القوات الكردية، التي تحاول الصمود أمام الجيش التركي، وجدت نفسها في مواجهة أخرى مع حلفائها من المعارضة السورية.
جدير بالذكر أن القوات التركية توغلت، مدعومة بفصائل من “الجيش الحر” بإتجاه “عفرين”، معلنة دخولها المدينة. في حين نفت الوحدات الكردية الأمر، مؤكدة على أنه جرى اشتباك مع تلك القوات وقد تمكنت قوات “حماية الشعب” الكردية من صدها.
وتقول أنقرة إن العملية العسكرية تستهدف مواقع تابعة لوحدات “حماية الشعب” الكردية، التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية، وأنها فرع من “حزب العمال الكردستاني” المحظور، الذي يقود تمرداً على الحكومة في أنقرة منذ 1984.
تركيا تحذر من دعم “الإرهابيين”..
قال الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، مع بداية العملية: “لقد أقلعت طائراتنا وبدأت في القصف. والآن العملية البرية جارية. الآن نرى كيف تفر وحدات حماية الشعب … في عفرين”. وأضاف: “سنطاردهم. وإن شاء الله سنستكمل عمليتنا سريعاً جداً”.
أما رئيس الوزراء التركي، “بن علي يلدرم”، فقد قال إن العملية تستهدف إقامة “منطقة آمنة” عمقها 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية جنوبي الحدود التركية.
فيما ندد وزير الخارجية التركي، “مولود جاويش أوغلو”، بالموقف الفرنسي، وقال إن نقل فرنسا أو أي دولة أخرى عملية “غصن الزيتون” إلى الأمم المتحدة، يعد بمثابة إصطفاف إلى جانب الإرهابيين، وليس إلى جانب دولة حليفة.
ودعت أنقرة أعضاء حلف شمال الأطلسي، “الناتو”، إلى دعم الحملة العسكرية التركية التي تستهدف مقاتلين أكراد في “عفرين” شمال سوريا. وقال مندوب تركيا لدى (الناتو)، “أحمد برات كونكار”، إنه يتعين على الولايات المتحدة والحلفاء الآخرين إعادة تقييم عضويتهم فى التحالف العسكري إذا أعترضوا على أعمال تركيا، التى وصفها بأنها شرعية.
وكان مندوب تركيا لدى “الناتو” قد أعلن أن دعم واشنطن لوحدات “حماية الشعب” الكردية كحليف ضد تنظيم الدولة الإسلامية أدى إلى أن تصبح الميليشيا تهديداً مباشراً لتركيا.
موقف الأكراد..
دعت “قوات سوريا الديموقراطية” – التي تتألف في معظمها من الميليشيات الكردية – التحالف الدولي بقيادة واشنطن، أبرز داعميها في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، إلى “الإضطلاع بمسؤولياته” بعد الهجوم التركي على منطقة “عفرين” ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا.
وقالت القيادة العامة، في مؤتمر صحافي في مدينة “عين عيسى” في شرق سوريا، إن التحالف الدولي “الذي خضنا معه معارك مشرفة لدحر الإرهاب وحققنا إنتصارات مشتركة ضده, يعلم بكل جلاء أن التدخل التركي جاء لإفراغ هذا النصر من مضمونه”، مشددة على أنه “مدعو للإضطلاع بمسؤولياته تجاه قواتنا وشعبنا في عفرين”.
واشنطن تحث أنقرة على ضبط النفس..
قال وزير الدفاع الأميركي، “جيم ماتيس”، إن لتركيا مخاوف أمنية مشروعة في المنطقة الحدودية مع سوريا. وأشار إلى إن المسلحين الأكراد كانوا فعالين في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، لكن ذلك لم يساهم في تبديد المخاوف الأمنية التركية. وأضاف “ماتيس” أن تركيا أبلغت الولايات المتحدة بنيتها قبل بدء التوغل في “عفرين”.
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية، على أن واشنطن “قلقة جداً بشأن الوضع شمال غرب سوريا”. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية: “نحن نتابع دعمنا في مواجهة المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا كحليف للناتو وشريك هام في جهود إلحاق الهزيمة بداعش، ولكننا نحث تركيا على ممارسة ضبط النفس، وضمان بقاء عملياتها العسكرية محدودة النطاق والمدة الزمنية، وأن تكون دقيقة في تجنب الخسائر المدنية”.
وكانت واشنطن قد دعت أنقرة إلى عدم التدخل العسكرية في “عفرين”، والتركيز على محاربة تنظيم “داعش”, لكن أنقرة، التي تنتقد الموقف الأميركي، قد أتهمت واشنطن بتشكيل “جيش من الإرهابيين” على الحدود السورية التركية، وذلك بعدما أعلن الجيش الأميركي عن تدريب قوة حدودية قوامها 30 ألف مسلح، أغلبهم من المقاتلين الأكراد.
روسيا في موقف صعب..
أعتبر وزير الخارجية الروسي، “سيرغي لافروف”، أن الأعمال الأحادية الجانب للولايات المتحدة في سوريا أثارت غضباً شديداً لدى تركيا. وأتهم “لافروف” واشنطن بتشجيع النزعة الإنفصالية لدى الاكراد عبر خطتها تشكيل “قوة” تضم في غالبيتها مقاتلين أكراداً في شمال سوريا. وأكد “لافروف” على أن واشنطن شجعت ولا تزال تشجع النزعة الإنفصالية لدى الاكراد.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أكدت، في بيان لها، على أن “موسكو تلقت المعلومات عن عملية عفرين بقلق، وهي تتابع عن كثب تطورات الوضع”، مطالبة “الأطراف المتحاربة بضبط النفس”. فيما سحبت وزارة الدفاع الروسية قواتها من “عفرين” قبيل بدء العملية العسكرية التركية.
فيما قال نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن في البرلمان الروسي، “فرانز كلينتسيفيتش”، لوكالة (إنترفاكس)، إن موسكو لن ترد إلا إذا تعرضت قواعدها في سوريا للتهديد. وأضاف: أن “روسيا وضعت في موقف صعب كونها على علاقة وطيدة مع كل من أنقرة ودمشق”.
وكان الجيش التركي قد سعى للحصول على موافقة روسيا للسماح للطائرات التركية باستخدام المجال الجوي الذي تسيطر عليه روسيا فوق “عفرين”.