18 أبريل، 2024 4:31 م
Search
Close this search box.

“غصن الزيتون” الجديدة عراقية .. رسالة إردوغانية لواشنطن !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

رغم الإدانات الدولية لعملية “غصن الزيتون” العسكرية التركية في سوريا، فإن الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، قرر مواجهة المجتمع الدولي عبر عملية جديدة في العراق، بذريعة إرساء الاستقرار، وإعادة المدنيين النازحين من آثار الحرب إلى مناطقهم، حيث أعلن رئيس وزرائه، “بن علي يلدريم”، الجمعة 9 آذار/مارس 2018، أن بلاده قد تنفذ عمليات عسكرية شمالي العراق إذا اقتضت الحاجة، بعد التواصل مع الحكومة العراقية، ضد تنظيم “داعش” الإرهابي أو عناصر “حزب العمال الكردستاني” التركي، (PKK)، الذي تصنفه أنقرة كـ”تنظيم إرهابي”.

وكان وزير الخارجية التركي، “مولود غاويش أوغلو”، قد قال، الخميس، إن تركيا والعراق ستتخذان خطوات مشتركة ضد “حزب العمال الكردستاني”، مضيفاً أن “تطهير العراق من، (PKK)، وسائر التنظيمات الإرهابية، ليس مهماً لتركيا فحسب بل مهم أيضاً لسوريا والعراق”.

قد تبدأ بعد انتخابات آيار العراقية..

لافتاً “أوغلو” إلى أن العملية المشتركة المرتقبة مع بغداد؛ قد “تبدأ بعد الانتخابات البرلمانية العراقية المقررة في آيار/مايو المقبل”، في إشارة إلى أن الجيش التركي قد يتحرك إلى شمال العراق بعد استكمال عملية “عفرين”.

قد توسع نطاق عملياتها لتصل للحدود العراقية..

كان الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، قد قال في كانون ثان/يناير الماضي إن تركيا قد توسع نطاق عملياتها الجارية ضد المقاتلين الأكراد في شمالي سوريا شرقاً لتصل حتى الحدود مع العراق.

ثم قال، الجمعة، إن بلاده ليست في شمال سوريا من أجل “احتلال”، وإنما من أجل “تطهيرها من الراغبين في احتلالها، والمنظمات الإرهابية، وإعادتها إلى أصحابها الحقيقيين”. وأضاف: “اليوم نحن في عفرين، وغداً سنكون في منبج، وبعد غد سنطهر شرق نهر الفرات حتى الحدود مع العراق من الإرهابيين”.

معلناً أن مدينة “عفرين” السورية “باتت محاصرة” من قبل قوات عملية “غصن الزيتون”، وأن دخولها “وارد في أي لحظة”، وهو الأمر الذي نفته القوات الكردية، وقال إن “عدد الإرهابيين الذين تم تحييدهم لغاية الآن في إطار غصن الزيتون وصل 3171 إرهابياً”.

«حزب العمال» لديه نقاط تمركز داخل إقليم كردستان..

لـ”حزب العمال الكردستاني”، نقاط تمركز تقدر بالمئات في مناطق وقرى مترامية داخل حدود “إقليم كردستان”. وشكل الحزب، المحظور في تركيا منذ نحو ثلاثة أعوام، قوات محلية موالية له في “سنجار” وكذلك في المناطق الكردية على الجانب السوري.

وبدأت تركيا العملية في 20 كانون ثان/يناير الماضي ضد مقاتلي وحدات “حماية الشعب” الكردية، التي تتلقى الدعم من الولايات المتحدة الأميركية.

تستغل انشغال بغداد بالانتخابات..

نشرت صحيفة (العرب) اللندنية، الجمعة، تقريراً تحدثت فيه عن عملية “غصن زيتون” جديدة لتركيا  ستنطلق هذه المرة في العراق.

وقالت الصحيفة، في تقريرها إن “تركيا تستغل انشغال بغداد بملف الانتخابات، وحاجتها إلى التهدئة مع الجيران، لإطلاق عمليات ضد الوجود الكردي المسلح في شمال العراق، والذي يمثله حزب العمال الكردستاني”.

وأشار الوزير التركي، وفقاً لما ذكرته صحيفة (العرب)، إلى أن “رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يريد تخليص العراق من جميع المنظمات الإرهابية”، مضيفاً: أن “مسلحي حزب العمال الكردستاني أصبحوا يشكلون تهديداً ليس فقط للحكومة المركزية في بغداد؛ وإنما أيضاً لحكومة إقليم كردستان، لكونهم يسعون لتشكيل تكتلات تشبه الكانتونات في البلاد”.

»الحشد الشعبي» أفسد العلاقة بين «حزب العمال الكردستاني» والأحزاب الكردية..

تقول الصحيفة اللندنية، أن العلاقة بين “حزب العمال الكردستاني” المعارض لتركيا، والأحزاب الكردية في “إقليم كردستان” العراق لم تعد على ما يرام، منذ تقارب الأول مع قوات “الحشد الشعبي”، إبان الحرب على تنظيم “داعش”.

وتستدرك بالقول: “وتحاول تركيا القضاء نهائياً على معاقل الحزب في جبل قنديل، في المنطقة الحدودية بين العراق وتركيا وإيران، ونجحت في ذلك إلى حد ما بمساعدة من أكراد العراق مؤخراً”.

قد تتم بمساعدة إيرانية..

تأتي العملية العسكرية، التي تحدّث عنها وزير الخارجية التركي، في هذا السياق، ولكن الجديد فيها أنها قد تتم بمساعدة إيرانية، ما يشير إلى انقلاب في العلاقات بين “حزب العمال” وطهران على خلفية تعقيدات المشهد السوري، وفقاً لـ (العرب)، التي بينت أن إيران لا تخفي تنسيقها العلني مع تركيا والعراق، فيما تقول إنه “إفشال لمخطط أميركي يستهدف فصل كردستان عن العراق”.

يوجد تعاون جدي لإفشال المؤامرة الأميركية لتقسيم العراق..

يقول رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي في إيران، “علاء بروغردي”: “هناك تعاون جدي بين إيران وتركيا والعراق لإفشال المؤامرة الأميركية لتقسيم العراق وفصل إقليم كردستان”.

لا يوجد ترتيبات بين بغداد وأنقرة..

تعود الصحيفة اللندينة لتؤكد على أن مصادر حكومية في بغداد، أبدت قلة اهتمام بتصريحات وزير الخارجية التركي عن عملية مشتركة في شمال العراق.

ونقلت عن المصادر قولها، إن “هذا الملف ليس من أولويات الحكومة العراقية حالياً”، نافية علمها بوجود أي ترتيبات بين بغداد وأنقرة في هذا الشأن.

يعد تجاوز للسيادة العراقية..

فيما رفضت بالفعل لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية، الجمعة، تصريحات وزير الخارجية التركي، “مولود غاويش أوغلو”، التي قال فيها أن الجانبين العراقي والتركي يعتزمان القيام بعملية عسكرية عابرة للحدود بعد انتخابات 2018.

وقال عضو اللجنة، “ماجد الغراوي”: “هذا الكلام مرفوض وأي أعمال عسكرية داخل الحدود العراقية يعد تجاوزاً على السيادة العراقية، والحكومة العراقية ممثلة بوزارة الخارجية معنية بالرد بشكل رسمي وواضح”.

وأضاف “الغراوي”: “من جانب آخر؛ على الحكومة العراقية أن تمنع تواجد أي قوات معارضة لدولة مجاورة كي لا نمنح الدول حجج لتدخلات خارجية”.

وأوضح أن ضبط الحدود من جهة العراق “هو دور يجب أن تلعبه الحكومة العراقية داخل البلد فقط وليس أي دولة أخرى؛ مهما كان التنسيق معها عال المستوى”.

ربما تستغل الانشغال العراقي لتعزيز وجودها العسكري..

يقول مراقبون في بغداد إن “تركيا ربما تستغل انشغال العراق بملف الانتخابات لتنفيذ عمليات على الحدود ضد حزب العمال الكردستاني”، مضيفين أن “أنقرة ربما تقرأ في الانشغال العراقي ضعفاً يسمح لها بتعزيز وجودها العسكري داخل الأراضي العراقية”.

الطرفين العراقي والتركي يسعيان لإضعاف الكرد..

أكد مراقب عراقي، بحسب الصحيفة اللندنية، أن “للحكومة الاتحادية في بغداد مصلحة أكيدة في إضعاف الكرد وزعزعة قدرتهم على المطالبة بما يرونه حقاً لهم، وبالأخص على مستوى حصة الإقليم الكردي من ثروة العراق والتي جرى التحايل عليها في موازنة 2018”.

وأضاف المراقب، أن “أكراد العراق هم اليوم في أشد مراحلهم ضعفاً وأن التدخل التركي سيزيدهم ضعفاً”، مشيراً إلى أن “الطرفين؛ العراقي والتركي، سيسعيان للاستفادة من ذلك التوقيت لكي يحقق كل طرف منهما أهدافه على حساب الكرد”.

واعتبر أن “بغداد تنكر معرفتها بما يجري لكي لا تبدو، قبل أن تبدأ المعارك، كما لو أنها تخطط لإلحاق الكرد بالسنة في العراق من جهة استضعافهم ودفعهم خارج العملية السياسية، حيث سيكون في إمكان سلطات بغداد أن تختار شركاءها من السنة والكرد بمزاج شيعي”.

تركيا تريد أن تفرض ثقلها في المنطقة..

عن هذا الموضوع يقول الخبير العسكري والإستراتيجي، الدكتور “أمير الساعدي”: “سبق وأن كان التوافق العراقي التركي مدعاة لاستخدام تركيا القوة العسكرية عبر ضربات جوية محددة على أماكن انتشار ووجود مجموعات حزب العمال الكردستاني في العراق، لاسيما في جبل قنديل أو قرب منطقة سنجار والمناطق الحدودية التركية – العراقية، لكن بعد المناورات العسكرية الأولى التي سبقت إعلان استفتاء إقليم كردستان، كان هناك تعاون كبير بين قيادات الجيشين العراقي والتركي، حيث أفضت إلى عمليات ومناورات عسكرية قرب الحدود ووصل الأمر معها إلى توافق سياسي كبير. الآن وقبل تصريحات وزير الخارجية التركي كانت هناك زيارة من رئاسة أركان الجيش التركي لإجراء مناورات عسكرية جديدة في المنطقة، قد تكون المفتاح لتعاون عسكري جديد ينتقل من المناورات إلى عملية استخدام القوة العسكرية، التي تذهب بإتجاه عمليات عسكرية على الأرض؛ وليس فقط ضربات جوية، مع أن مثل هذا الاحتمال لازال ضعيفاً، علماً بأن الضربات الجوية التركية لم تتوقف حتى الآن، حيث إن الطرف العراقي يغض الطرف عنها، ولم يستنكر الخرق السيادي الذي تقوم به تركيا، والتي تستند في القيام بتلك الضربات على مبدأ حق الدفاع عن النفس، وفي ذلك تسعى تركيا كي تكون أكثر ثقلاً وأن تفرض وجودها على ساحة توازن القوى، لاسيما وأنها لم تحقق نتائج كبرى في عملياتها في عفرين السورية، خصوصاً مع تصريح إردوغان الذي يقول فيه أنه بعد عفرين سيكون هناك منبج ومناطق أخرى لفرض هيبة الأمن القومي التركي بعيداً عن الجماعات الإرهابية والتي يقصد بها المجاميع الكردية”.

تعطي إشارة لأميركا بأنها تستطيع القيام بعمليات عسكرية خارج إرادتها..

عن موقف الولايات المتحدة من ذلك، يقول “الساعدي”: “أن الخارجية التركية تعطي إشارة واضحة إلى الطرف الدولي المتمثل بالولايات المتحدة الأميركية، والتي ما زالت العلاقة بينهما متوترة، بأن تركيا تستطيع القيام بعمليات عسكرية على الأراضي العراقية وبصورة خارجة عن إرادة واشنطن، بالتعاضد مع الطرف المحلي المتمثل بالعراق، ومع ذلك فإن هناك رفض عراقي داخلي في الأوساط السياسية الكردية؛ وكذلك عند بعض ممثلي مجلس النواب العراقي للتدخل العسكري التركي، على اعتبار أنه يمثل خرقاً للسيادة العراقية”.

وأضاف “الساعدي”: “لم يخرج أي تأكيد رسمي بموافقة العراق على العمليات العسكرية التركية داخل الأراضي العراقية، لا من قيادة العمليات المشتركة ولا من وزارة الدفاع ولا من القائد العام للقوات المسلحة أو وزارة الخارجية العراقية، بأن هناك تعاون سيبرم مع الحكومة التركية لإجراء عمليات عسكرية مشتركة داخل الحدود العراقية، حيث أن ذلك، ومن وجهة نظري، أمر مستبعد”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب